تفويض شعبي ومدني كاسح.. الاتحادات والنقابات الجنوبية تدعو الزبيدي لإعلان دولة الجنوب العربي

الاتحادات والنقابات
الاتحادات والنقابات الجنوبية

في مشهد جسّد التلاحم المصيري بين القيادة والقواعد الشعبية والمدنية، شهدت العاصمة عدن لقاءً جامعًا وتاريخيًا للاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي.

 هذا اللقاء الذي شارك فيه المجلس التنسيقي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني، لم يكن مجرد فعالية بروتوكولية، بل تحول إلى منصة إعلان سياسي وحقوقي، حملت رسالة واحدة واضحة: "تفويض كامل للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي لاتخاذ الخطوة التاريخية بإعلان دولة الجنوب العربي".

يأتي هذا التحرك في ظل حراك شعبي واعتصامات سلمية غير مسبوقة عمت كافة محافظات الجنوب، من المهرة وسقطرى شرقًا إلى باب المندب غربًا، تزامنًا مع انتصارات عسكرية نوعية للقوات المسلحة الجنوبية.

الموقف المدني: استعادة الدولة ضرورة حقوقية وأخلاقية

أكد المجلس التنسيقي ومنظمات المجتمع المدني أن استعادة القرار الجنوبي لم تعد مجرد خيار سياسي، بل أصبحت ضرورة وطنية وحقوقية ملحة لحماية الإنسان الجنوبي وإنهاء عقود من التهميش والانتهاكات الجسيمة التي طالت حقوقه الاقتصادية والسياسية.

وشدد المشاركون في اللقاء على أن الوفاء لتضحيات الشهداء والجرحى يقتضي المضي قدمًا نحو تحقيق الهدف الأسمى الذي ضحوا من أجله، وهو استعادة الدولة الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990.

دلالات التوقيت: تلازم الإرادة الشعبية والسيطرة الميدانية

أشار البيان الصادر عن اللقاء إلى أن الحشود المليونية التي تملأ الساحات حاليًا تمثل ممارسة حضارية مكفولة بموجب المواثيق الدولية. وقد تعزز هذا الزخم الشعبي بالنجاحات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية، ولا سيما عمليات الحسم في محافظات أبين، شبوة، حضرموت، والمهرة.

هذه النجاحات الميدانية رسخت السيطرة الفعلية على الأرض، وجعلت من الجنوب شريكًا دوليًا موثوقًا في:

مكافحة الإرهاب: تحييد تهديدات تنظيمي القاعدة وداعش.

تأمين الملاحة الدولية: حماية الممرات المائية الحيوية في خليج عدن وباب المندب.

الالتزام بالقانون الدولي الإنساني: حماية المدنيين وترسيخ الاستقرار.

بنود البيان الختامي: خارطة طريق "دولة الجنوب العربي"

أصدرت الاتحادات والنقابات الجنوبية بيانًا تاريخيًا تضمن ست نقاط جوهرية ترسم ملامح المرحلة القادمة:

تثمين التضحيات: التأكيد على شرعية القوات المسلحة الجنوبية كحامٍ وحيد للأرض والإنسان الجنوبي.

الرسالة الشعبية: الحشود في الميادين رسالة لا تقبل التأويل بأن إرادة شعب الجنوب هي الرقم الأصعب في أي معادلة سياسية.

دعوة الرئيس الزبيدي: مطالبة الزبيدي باتخاذ "القرار التاريخي" بإعلان الدولة الجنوبية بحدودها الدولية المتعارف عليها.

مناشدة المجتمع الدولي: دعوة التحالف العربي والأمم المتحدة للتعامل مع القضية الجنوبية كقضية شعب وحق أصيل في تقرير المصير.

شكر التحالف العربي: تثمين الدور المحوري للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في حماية الجنوب ومكافحة الإرهاب.

ملامح الدولة المنشودة: الالتزام ببناء دولة قانون ومؤسسات، تضمن العدالة الاجتماعية والحريات النقابية، وتعتمد مبدأ حسن الجوار.

المجتمع المدني كحائط صد ضد التهميش

يمثل دخول النقابات والاتحادات العمالية والإدارية بكل ثقلها في هذا التوقيت تحولًا استراتيجيًا؛ حيث انتقل الملف الجنوبي من "النضال الثوري" إلى "التمكين المؤسسي". إن منظمات المجتمع المدني اليوم تضع ثقلها خلف القيادة السياسية الممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، لتقول للعالم إن المطالبة بالاستقلال ليست رغبة سياسية فحسب، بل هي مطلب مهني ونقابي يعبر عن تطلعات ملايين الموظفين والعمال في كافة القطاعات.

تحديات المرحلة واليقين بالنصر

رغم حجم التحديات، إلا أن البيان أكد على وعي جمعي ناضج لدى الجنوبيين. إن التلازم بين "بندقية المقاتل الجنوبي" و"صوت النقابي والمدني" في الساحات يشكل لحظة مفصلية لا تقبل الالتفاف عليها. وأوضح الدكتور صدام عبدالله وغيره من القيادات أن الجنوبيين اليوم أكثر تماسكًا وصلابة من أي وقت مضى.

لقد حسمت منظمات المجتمع المدني والاتحادات النقابية أمرها: لا بديل عن استعادة دولة الجنوب العربي. هذا التفويض الممنوح للواء عيدروس الزبيدي يضع المجتمع الدولي أمام حقيقة واقعة لا يمكن تجاوزها، مفادها أن الاستقرار المستدام في المنطقة يبدأ من الاعتراف بحق شعب الجنوب في دولته المستقلة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1