في ذكرى ميلاد طلعت زكريا: "طباخ الريس" الذي رفض التنازل عن "شنبه" وتصدر عرش الكوميديا

طلعت زكريا
طلعت زكريا

يحل علينا اليوم الخميس، 18 ديسمبر 2025، ذكرى ميلاد أحد أعمدة الكوميديا المصرية في العقدين الأخيرين، الفنان الراحل طلعت زكريا. 

ولد "فارس الضحك" في مثل هذا اليوم من عام 1960، ليترك خلفه إرثًا فنيًا تجاوز الـ 170 عملًا، وبصمة صوتية وشكلية لا يخطئها محبو السينما والدراما العربية.

في هذا التقرير، نستعرض جوانب خفية من حياة طلعت زكريا الشخصية، وسر ارتباطه الوثيق بمظهره، ومحطات انطلاقه من عروس البحر المتوسط إلى قمة السينما المصرية.

"الشنب" كجزء من الهوية والشخصية

لم يكن مظهر طلعت زكريا مجرد خيار تجميلي، بل كان جزءًا أصيلًا من كينونته. كشفت ابنته الفنانة إيمي طلعت زكريا في لقاءات سابقة عن مدى تعلقه بـ "شاربه"، لدرجة أنه: اعتذر عن أعمال ضخمة: رفض المشاركة في مسلسل "أم كلثوم" الشهير لأن الدور كان يتطلب حلاقة شاربه.

تأثر نفسيًا في رحلة العلاج: خلال فترة علاجه في باريس، ساءت حالته النفسية بشكل ملحوظ عندما فقد شاربه بسبب الإجراءات الطبية، بأكثر من تأثره بالمرض نفسه.

البداية من الإسكندرية: حادي بادي نحو النجومية

تخرج طلعت زكريا في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1984، وبدأ شغفه من خشبة المسرح في الإسكندرية (فرقة الإسكندرية المسرحية وقصر ثقافة الحرية).

أول ظهور سينمائي: شارك في عام تخرجه بفيلم "حادي بادي" مع العملاق سمير غانم، وهي البداية التي صقلت موهبته في فن الارتجال والكوميديا التلقائية.

"طباخ الريس".. قمة الهرم الفني

رغم مشاركته في عشرات الأفلام كبطل ثانٍ (مثل: حريم كريم، سيد العاطفي، أبو علي، وجاءنا البيان التالي)، إلا أن عام 2008 شهد نقلته النوعية بفيلم "طباخ الريس". هذا الفيلم لم يكن مجرد عمل كوميدي، بل كان عملًا سياسيًا اجتماعيًا لامس قلوب البسطاء، وثبّت قدمه كبطل مطلق في السينما المصرية.

الجانب العائلي والتبني الفني لـ "هنا الزاهد"

تزوج الراحل طلعت زكريا مرتين:

السيدة صباح: وهي أم ابنيه "عمر" و"إيمي" اللذين سارا على خطاه في الوسط الفني.

شيرين المنزلاوي: والدة الفنانة هنا الزاهد. ومن المعروف أن طلعت زكريا هو من تبنى هنا الزاهد فنيًا وإنسانيًا، حيث نشأت في منزله وكان يعتبرها ابنته الثالثة، وكان له دور كبير في تشجيعها على دخول عالم التمثيل.

صراع مع المرض ورحيل مفاجئ

في 8 أكتوبر 2019، فقدت الساحة الفنية طلعت زكريا بعد صراع مرير مع المرض. بدأت أزماته الصحية من باريس بمرض نادر في الشرايين، وانتهت بإصابته بالتهاب حاد في الرئة أدى لوفاته في أحد مستشفيات السادس من أكتوبر، تاركًا خلفه "حليمو أسطورة الشواطئ" كآخر أعماله السينمائية التي عُرضت عام 2017.

إرث لا يموت: ملك "الإيفيهات" العفوية

ما يزال طلعت زكريا حيًا في ذاكرة المصريين من خلال "الكوميكس" وإيفيهاته التي تُستخدم يوميًا على منصات التواصل الاجتماعي. عُرف عنه النبل والشهامة وحبه الشديد لزملائه، مما جعله واحدًا من أكثر الفنانين تقديرًا في الوسط الفني.

رحل طلعت زكريا بجسده، لكن ضحكته المجلجلة وشخصياته المتنوعة من "حاحا" إلى "متولي الطباخ" ستظل محفورة في وجدان الضحك المصري.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1