إرادة لا تلين: سقطرى تواصل اعتصامها المفتوح للمطالبة باستقلال الجنوب العربي
تستمر الأمواج البشرية في أرخبيل سقطرى في كتابة فصول جديدة من نضال شعب الجنوب العربي، حيث واصل أبناء الجزيرة اليوم الخميس، الاحتشاد في مخيم الاعتصام المفتوح.
وتأتي هذه التحركات الشعبية ضمن انتفاضة شاملة تجتاح محافظات الجنوب للأسبوع الثاني على التوالي، رافعةً شعارًا واحدًا لا يتجزأ: "إعلان دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة".
سقطرى.. قلب الجنوب النابض بالحرية
لم تكن سقطرى يومًا بعيدة عن عمقها الجنوبي، واليوم يثبت أبناؤها أن البعد الجغرافي لا يغير من الثوابت الوطنية شيئًا. من قلب العاصمة "حديبو"، توافد المئات من الشيوخ والشباب والمرأة السقطرية إلى ساحة الاعتصام، مؤكدين أن بقاءهم في الميادين هو خيار استراتيجي حتى نيل الاستقلال.
تشير التقارير الميدانية إلى أن الزخم الشعبي في سقطرى يعكس حالة من الوعي السياسي المرتفع لدى المجتمع السقطري، الذي يرفض كافة مشاريع "اليمننة" ويتمسك بهويته العربية الجنوبية. وتأتي هذه الاعتصامات ردًا على تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية، ومطالبةً بتمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤونهم بعيدًا عن تدخلات القوى التي يصفونها بـ "المحتلة".
خريطة الاعتصامات: الجنوب ينتفض من المهرة إلى باب المندب
لا تقتصر هذه التحركات على سقطرى فحسب، بل تدخل محافظات الجنوب العربي أسبوعها الثاني من التصعيد الشعبي المنظم. من عدن إلى حضرموت، ومن شبوة إلى أبين والضالع ولحج والمهرة، توحدت الساحات تحت هدف استعادة الدولة.
دوافع التصعيد الشعبي:
استعادة الهوية: التأكيد على الهوية الوطنية الجنوبية المستقلة.
الأزمة الاقتصادية: الاحتجاج على نهب الثروات وانهيار العملة الذي أثقل كاهل المواطن.
التمكين السياسي: المطالبة بإدارة ذاتية كاملة لموارد ومؤسسات الجنوب.
دعم المجلس الانتقالي: تجديد التفويض الشعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي كحامل للقضية في المحافل الدولية.
الرسائل السياسية من وراء مخيمات الاعتصام
يرى مراقبون سياسيون أن هذا الاحتشاد المستمر في سقطرى وبقية المحافظات يبعث برسائل قوية إلى المجتمع الدولي والإقليمي. مفاد هذه الرسائل أن "القضية الجنوبية" ليست مجرد مطالب حقوقية أو خدماتية، بل هي قضية شعب يطالب بتقرير مصيره.
دور المرأة والشباب في انتفاضة سقطرى
برز دور المرأة السقطرية بشكل لافت في مخيم الاعتصام، حيث شاركت بفعالية في تنظيم الفعاليات وإلقاء الكلمات الثورية. كما شكل الشباب السقطري "اللجان التنظيمية" لحماية المعتصمين وتأمين الساحة، مما يعكس تلاحمًا مجتمعيًا فريدًا خلف الهدف الوطني.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم سلمية الاعتصامات، إلا أن المعتصمين في سقطرى يؤكدون استعدادهم لكافة الخيارات في حال تجاهل مطالبهم. إن الإصرار الذي يبديه المتظاهرون للأسبوع الثاني على التوالي يشير إلى أننا أمام "مرحلة مفصلية" في تاريخ الجنوب العربي.
تتجه الأنظار الآن نحو العاصمة عدن، حيث يتوقع أن تخرج تظاهرات مليونية كبرى لدعم المعتصمين في سقطرى وبقية المحافظات، مما قد يدفع بالقضية الجنوبية إلى صدارة المشهد الدبلوماسي العالمي مجددًا.
يبقى "مخيم الاعتصام" في سقطرى أيقونة للصمود، وبرهانًا على أن إرادة الشعوب لا تقهر. ومع استمرار الاحتشاد لليوم الخميس، يجدد أبناء الجنوب عهدهم للشهداء بأن مسيرة التحرر مستمرة حتى يرتفع علم الجنوب فوق كل شبر من أرضه الطاهرة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
