كيفية صلاة جمع التأخير.. متى يلجأ لها المسلم كرخصة مباحة؟

كيفية صلاة جمع التأخير
كيفية صلاة جمع التأخير

يتساءل العديد من المسلمين عن كيفية صلاة جمع التأخير، وهو أمر مشروع من القرآن والسنة يمكن فيه الجمع بين صلاتين، حيث الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء، بينما صلاة الصبح لا يتم جمعها ولا يجوز تقدميها أو تأخيرها عن وقتها، مع العلم أن صلاة جمع التأخير لا تكون في حالة السفر فقط، ونقدم لكم بيان أحكامها عبر "متن نيوز" في السطور التالية.

 

كيفية صلاة جمع التأخير

قبل أن نوضح لكم كيفية صلاة جمع التأخير، لا بد من التنويه بأن هذه الصلاة من الرخص المباحة لبعض المسلمين ويقصد بها تأدية الصلوات في أوقات استثنائية غير الأوقات المفروضة فيها.

 

يصلي المسلم جمع التأخير لصلاة الظهر والعصر في وقت العصر شرط أن ينوي الجمع في وقت الظهر، وبدخول وقت العصر يقيم المسلم إقامة الظهر ويصليه أربع ركعات إذا كان متما أو ركعتين فقط إذا كان مسافرا، وبعد التسليم يقيم إقامة جديدة ويصلي صلاة العصر إما أربع ركعات أو ركعتين وفقا لحال المصلي.

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "كان إذا ارتحل قبل أن تزيغَ الشَّمسُ، أخَّر الظُّهرَ إلى وقتِ العصرِ، ثمَّ نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشَّمسُ قبل أن يرتحِلَ، صلَّى الظُّهرَ والعصرَ ثمَّ ركِب".

صورة تعبيرية عن الصلاة

 

شروط صلاة جمع التأخير

النية ومحلها القلب من أهم شروط صلاة جمع التأخير، ويأثم المسلم إذا أخر الصلاة الأولى دون نية الجمع إذا خرج وقتها وتصبح هذه الصلاة محل قضاء لأن وقتها خرج دون نية قضائها جمع تأخير، والشرط الثاني في صلاة جمع التأخير هو استمرار وجود العذر إلى وقت الصلاة الثانية أي وقت العصر أو وقت العشاء، وبزوال العذر تزول رخصة الجمع.

 

جمع تأخير الظهر والعصر كم ركعة

ولمن يتساءل جمع تأخير الظهر والعصر كم ركعة؟ فلا بد من التنويه بأن جميع التأخير لا يؤثر في عدد الركعات بل يتم تأدية الصلوات كما هي الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات، وما يؤثر على عدد الركعات هو القصر الذي يختلف عن الجمع، ومحل رخصة القصر هو السفر فقط عملا بالآية الكريمة "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ"، ويمكنكم الاطلاع على كيفية أداء صلاة السفر من هنــــــــا.

 

وفي هذه الحالة سيكون جمع تأخير الظهر والعصر أن يؤدي المسلم الصلاة في وقت العصر بإقامتين إقامة للظهر ثم تأدية الصلاة في حال السفر ركعتين فقط وبعد التسليم إقامة جديدة للعصر وتأدية الصلاة ركعتين فقط، كما يشترط في صلاة جمع التأخير الموالاة ومراعاة الترتيب الزمني لوقت الصلاة فالظهر أولا ثم العصر، وكذلك المغرب أولا ثم العشاء، ويمكنكم الاطلاع على كيفية جمع صلاة الظهر والعصر من هنـــــــا.

 

كيفية صلاة التقديم والتأخير

يجمع بين صلاتين في وقت واحد، فتكون بجمع صلاة الظهر وصلاة العصر في وقت إحداهما فيقدم العصر ويصليها مع الظهر في وقتها وهذا يسمى جمع تقديم، أو يؤخر الظهر ويصليها مع العصر في وقتها وهذا يسمى جمع تأخير، وكذا جمع صلاة المغرب وصلاة العشاء في وقت إحداهما فيقدم العشاء ويصليها مع المغرب في وقتها وهذا يسمى جمع تقديم، أو يؤخر المغرب فيصليها مع العشاء في وقتها وهذا يسمى جمع تأخير.

 

ولا يؤثر جمع التقديم والتأخير على عدد ركعات الصلوات المفروضة، ولكن ما يؤثر في عدد الركعات هو صلاة القصر وهي من الرخص المباحة للمسافر الذي تتجاوز مسافته 83 كيلومترًا، على أن يكون سفره مباحا في غير مضرة ولا معصية، وفي هذه الحالة يدخل في حكم المسافر وله تقصير الصلوات الرباعية إلى ركعتين فقط بينما يصلى المغرب كما هو 3 ركعات.

صورة تعبيرية عن الصلاة

 

أعذار صلاة جمع التأخير

لا تقتصر صلاة جمع التأخير سواء التقديم أو التأخير على المسافر فقط، وذلك لما رواه مسلم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه، أنَه قال: جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعَصرِ، وبينَ المغربِ والعِشاءِ بالمدينةِ، من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ، قالَ: فقيلَ لابنِ عبَّاسٍ: ما أرادَ بذلِكَ؟ قالَ: أرادَ ألا يُحْرِجَ أمَّتَهُ".

 

ومن الأعذار المباحة في الدين الإسلامي لاغتنام رخصة صلاة جمع التأخير ما يلي:

  • السفر، وذلك عملا بالقاعدة الفقهية المشقة تجلب التيسير.
  • المرض، وهو رأي مذهب المالكية والحنابلة وبعض فقهاء الشافعية
  • المطر، وهو رأي جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة، مع مقدار المطر الذي تجمع الصلاة بسببه.
  • أعذار أخرى مرتبطة بالمشقة شرط عدم اتخاذها عادة لجميع الصلوات.
  • ولا يجوز الجمع بين الصلوات بغير عذر، لقول الله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}

 

بعد أن أوضحنا كيفية صلاة جمع التأخير، لا بد من التنويه بأنه لا يجوز في الإسلام أن يجمع المسلم بين الفجر والعشاء أو بين الفجر والظهر أو بين العصر والمغرب، ولكن الجمع يكون بين الظهر والعصر معا، والمغرب والعشاء معا.