المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن يواجه حملات التشويه بثبات ورؤية سياسية متماسكة

المجلس الانتقالي
المجلس الانتقالي الجنوبي

في خضم سير قضية شعب الجنوب نحو استعادة دولته، تتضح معادلة ثابتة مفادها أن كل نجاح سياسي أو ميداني يحققه المجلس الانتقالي الجنوبي، يُقابل مباشرة من قبل القوى المعادية بحملات مشبوهة تتسم بالكذب والتزوير والتضليل الإعلامي.

فكلما خطا الجنوب خطوة متقدمة على طريق نيل الاعتراف بقضيته العادلة، تشتدّ الهجمات الإعلامية الإخوانية ومن يدور في فلكها، في محاولة يائسة للتشويش على المنجزات وإرباك الوعي الجنوبي.

حملات ممنهجة لا تقوى على تغيير الواقع

هذه الحملات الإعلامية العدائية ليست بالأمر الجديد، بل تمثل امتدادًا لاستراتيجية عدائية تستهدف تقويض أي مشروع وطني جنوبي ناجح، وتستمد أدواتها من الأكاذيب والتحريض وتزييف الحقائق. وتعمل هذه الحملات ضمن غرف سوداء تموّلها أطراف منزعجة من بروز الجنوب كلاعب قوي وفاعل في المعادلة السياسية الإقليمية.

لكن في كل مرة، تصطدم هذه الحملات بواقع ميداني مغاير، يؤكد تصاعد قوة المجلس الانتقالي الجنوبي ومتانة قاعدته الشعبية، وتقدمه بثقة نحو تحقيق الأهداف الوطنية.

تصاعد الهجمات كلما اقترب الجنوب من الانتصار

من اللافت أن وتيرة هذه الهجمات الإعلامية المغرضة تتصاعد بشكل واضح مع كل إنجاز يحققه الجنوب، سواء في المجالين السياسي والدبلوماسي، عبر تعزيز الحضور الدولي للقضية الجنوبية، أو على الصعيدين الخدمي والأمني، حيث يلمس المواطن الجنوبي تحسنًا فعليًا في واقع حياته اليومية.

حكمة في المواجهة ورؤية سياسية متماسكة

يتعامل الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مع هذه الحملات المعادية بحكمة واحتراف، من خلال تجاهل المعارك الجانبية، والردّ الفعلي عبر تعزيز الحضور السياسي والميداني، والتمسك بخطاب وطني عقلاني ورصين يُبرز عدالة القضية ويكسب تعاطف الداخل والخارج.

إن ثبات الجنوب في مواقفه، ونجاحه في تجاوز فخاخ التشويه الإعلامي، يؤكد أن القضية الجنوبية تمضي قدمًا بثقة، وسط دعم شعبي واسع ورؤية استراتيجية متماسكة لا تنجر إلى المهاترات، بل تنشغل بالمنجزات.

يبذل الجنوب العربي جهودًا حثيثة لمواجهة التحديات الناتجة عن الحرب، وعلى رأسها التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية، من خلال تبني استراتيجية فعّالة ترتكز على تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية الإنسانية والتنموية. وتأتي هذه المساعي في إطار حرص القيادة الجنوبية على توفير حلول عاجلة ومستدامة لمختلف الأزمات التي ترهق كاهل المواطنين.

وفي هذا السياق، ثمّن اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التدخلات الإنسانية للجنة الدولية للصليب الأحمر، مؤكّدًا أهمية دورها الحيوي في المجالات الإغاثية والتنموية داخل البلاد.

جاء ذلك خلال لقائه، اليوم الثلاثاء، في العاصمة عدن، برئيس بعثة الصليب الأحمر محمود أبو حسيبة والمستشار السياسي للبعثة بهاء السلامي. حيث اطّلع الرئيس الزُبيدي على جهود البعثة الميدانية في مساعدة المتضررين من النزاعات المسلحة، خاصة في المناطق المحاذية لخطوط التماس، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع تنموية في عدن والمحافظات المحررة.

وشهد اللقاء مناقشة مشاريع حيوية تتبناها المنظمة، منها توفير تمويل دولي لإنهاء أزمة المياه في العاصمة عدن، ودعم مشروع سد حسّان في محافظة أبين. كما تناول اللقاء الدور الحقوقي والإنساني للجنة الدولية من خلال دعم الإصلاحيات وتقديم الخدمات الصحية للموقوفين وفتح قنوات للحوار الإنساني بين أطراف النزاع.

وفي ختام اللقاء، أكّد الرئيس الزُبيدي استعداد القيادة الجنوبية لتقديم التسهيلات اللازمة لتمكين اللجنة من أداء مهامها بأعلى قدر من الكفاءة، مشيدًا بالدور الإيجابي الذي تقوم به في التخفيف من معاناة المواطنين.

الجنوب العربي: شراكة استراتيجية مع المنظمات الدولية

تحرص القيادة الجنوبية على تعزيز التواصل والتنسيق مع المنظمات الإغاثية الدولية، في إطار سياسة واضحة تهدف إلى التخفيف من معاناة المواطنين في مواجهة أزمات الغذاء والمياه والخدمات الصحية، خصوصًا في ظل استمرار حرب الخدمات التي تفرضها قوى الاحتلال اليمني.

وقد نجحت القيادة الجنوبية في تهيئة بيئة آمنة ومستقرة أسهمت في استعادة ثقة العديد من الوكالات والمنظمات الدولية، التي عادت للعمل من داخل المحافظات الجنوبية، في ظل ظروف أكثر أمانًا واستقرارًا مقارنة بمناطق الشمال.

رؤية تنموية وإنسانية متكاملة

يعكس التفاعل الإيجابي بين الجنوب والمنظمات الإنسانية التزام القيادة الجنوبية بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، وسعيها لتحقيق تنمية إنسانية مستدامة ترتكز على تعزيز الصمود المجتمعي. كما يبرز انفتاح الجنوب على التعاون الدولي المبني على الاحترام المتبادل للسيادة وحقوق الشعوب، في وقت تتزايد فيه الحاجة لتكامل الجهود الإنسانية والدبلوماسية لمواجهة التحديات المتفاقمة.