ديما صادق تبكي زياد الرحباني وترد على الانتقادات برسالة مؤثرة إلى فيروز
أثارت الإعلامية اللبنانية ديما صادق جدلًا واسعًا بعد ظهورها وهي تبكي بحرقة في عزاء الفنان الراحل زياد الرحباني، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو مشاهد لها أثناء دخولها الكنيسة بلباس أسود، وملامح وجهها غارقة في الدموع والانفعال الشديد، ما دفع الكثيرين إلى التعليق على الموقف، بين متعاطف معها وناقد لما وصفه البعض بـ "المبالغة" أو "التمثيل".
في مواجهة سيل الانتقادات الذي طالها، لم تدخل ديما صادق في سجال مباشر مع مهاجميها، بل اختارت أن ترد بطريقة وجدانية وشخصية، وذلك عبر رسالة مؤثرة وجهتها إلى السيدة فيروز، والدة الراحل زياد الرحباني، نشرتها على حسابها الرسمي على "إنستغرام"، مستخدمة أسلوبًا شعريًا مليئًا بالأسى والحزن العميق.
وجاء في نص الرسالة التي شاركتها صادق:
"علوّاه لو فيّي يا عينيّي لطير، اتفقدك يا رجوتي… بعدك صغير وعمرك عمر الورد، وما كفّوا السنة، وشو الدني يا ابني؟ وشو طعمة الدني إن ما هبّجت وجهي بإيديك الحرير؟"
كلمات مؤثرة، تكشف حجم الألم الذي شعرت به الإعلامية المعروفة بعد رحيل الفنان الكبير زياد، الذي مثّل علامة فارقة في الفن والموسيقى والمسرح اللبناني والعربي.
رد فعل الجمهور: بين التعاطف والهجوم
الفيديوهات التي وثّقت حضور ديما صادق للعزاء، وانتشار صورها وهي تبكي بحرقة وتبدو في حالة انهيار نفسي كبير، أحدثت انقسامًا واضحًا في الرأي العام اللبناني والعربي. فقد رأى البعض أن المشهد عفوي وصادق، وأن البكاء في لحظة وداع شخصية بحجم زياد الرحباني أمر إنساني وطبيعي، خصوصًا أن ديما صادق كانت قد استضافت الراحل سابقًا في أحد برامجها الحوارية، وتربطها به علاقة احترام وتقدير متبادل.
في المقابل، اعتبر آخرون أن ظهورها العاطفي المفرط كان محاولة للفت الأنظار و"ركوب موجة الحزن"، لا سيما أن مواقف زياد الرحباني السياسية والفكرية كانت في كثير من الأحيان متناقضة مع توجهات ديما صادق المعروفة بدفاعها الصريح عن قضايا الحريات ومعارضتها لأطراف سياسية فاعلة في لبنان، في حين كان زياد معروفًا بمواقفه النقدية الحادة وبأسلوبه الساخر في التعبير عن آرائه.
وقد ذهب بعض المنتقدين إلى حد وصف المشهد بأنه استعراض إعلامي غير لائق في مناسبة حزينة، وطالبوا الإعلاميين بأن يلتزموا بالحد الأدنى من الخصوصية والاحترام لعائلات الفقيد.
ديما صادق: صوتٌ نسويٌّ جريء في الإعلام اللبناني
رغم الجدل الذي دار حول الموقف الأخير، فإن اسم ديما صادق ليس جديدًا على المشهد الإعلامي أو دوائر النقاش الساخنة. فهي واحدة من أبرز الإعلاميات اللبنانيات في السنوات الأخيرة، وعُرفت بأسلوبها التحقيقي الجريء ومواقفها المعارضة للفساد، كما واجهت في أكثر من مرة تهديدات واتهامات نتيجة مواقفها السياسية والإعلامية، لكنها واصلت مسيرتها بثبات وإصرار.
وتُعتبر صادق من الأصوات النسوية البارزة في الإعلام اللبناني، وقد ساهمت في طرح قضايا حقوق المرأة، الحريات، العدالة الاجتماعية، وحرية التعبير، ما جعلها هدفًا متكررًا لحملات التشويه أو الهجوم، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
موقف إنساني أكثر من كونه سياسي
المفارقة في ما جرى أن الحزن لا يُقاس بالانتماءات السياسية أو التوجهات الفكرية، وهو ما حاولت ديما صادق إيصاله في رسالتها المؤثرة، حيث بدت كلماتها وكأنها صادرة عن أمٍ أو أختٍ أو إنسانة فقدت أحد ملامح لبنان الجميل. زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان رمزًا للتمرّد والحرية والاختلاف، وربما هذا ما جمعه بشكل غير مباشر مع ديما صادق، التي تحمل نفس روح الرفض والتحدي، كل بطريقته الخاصة.
ورغم كل الانتقادات، تبقى اللحظة التي عبّرت فيها ديما صادق عن مشاعرها الصادقة تجاه الراحل، لحظة إنسانية تذكرنا بأن الألم لا يحتاج إلى تفسير سياسي، وأن البكاء في حضرة الغياب الكبير لا يحتاج إلى تبرير.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
