وسط سباق تسلح دولي.. هل يمهد الصراع الروسي الأوكراني لحرب عالمية ثالثة؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تدور رحاها في ظل أزمة اقتصادية عالمية ضربت العالم أجمع على وقع تلك الحرب التي بدأت في الرابع  والعشرين من شهر فبراير الماضي، ولا تزال مستمرة وتستمر تأثيراتها وتداعياتها على المجتمع الدولي سواء في سوق النفط أو الغذاء، وهي الحرب التي تسببت في ظهور حالة استقطاب عالمي بين الدول المتحاربة.

وفي هذا الإطار دعمت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الجانب الأوكراني على حساب روسيا، في ظل دعم أخر للجانب الروسي من محور آخر، وهو ما دعا البعض لإطلاق نداءات دولية لمنع انجرار المجتمع الدولي إلى حالة حرب عالمية ثالثة بين دول العالم، على غرار الحربين العالميتين الأولى والثانية.

سباق تسلح دولي

وقد عزز ذلك ما ذكرته وسائل إعلام عالمية وتقارير إستخباراتية، تؤكد على وجود سباق تسلح جديد يجتاح العالم، حيث عملت ألمانيا على تعزيز منظوماتها العسكرية والتسليحية في ظل التوترات في القارة الأوروبية، وتلاها اليابان التي ضاعفت موازنتها الدفاعاية، وأعقب ذلك إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إقرار أكبر موازنة دفاعية في تاريخها.

وفي هذا الإطار أعرب بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، عن اعتقاده بأن النزاع في أوكرانيا هو "حرب عالمية"، ولن تنتهي في المستقبل القريب، مضيفًا أنه "قريبا سيرسل رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي إلينا أحد مستشاريه الدينيين، وذلك للمرة الثالثة".

وذكر بابا الفاتيكان، في مقابلة مع صحيفة ABC الإسبانية نشرتها اليوم، أنه على تواصل ويستقبل ممثلي أوكرانيا، ويقدم المساعدة. وأضاف البابا فرنسيس: "لا أرى نهاية للنزاع على المدى القصير لأن ما يجري هو حرب عالمية"، معتبرًا أن "هناك بالفعل عدة أياد متورطة في هذه الحرب، وهناك العديد من المصالح المتشابكة فيها".

وفي سياق متصل أكد هنري كسينجر، الدبلوماسي الأمريكي الشهير، إن الوقت يقترب من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، لكنه حذّر من أن رغبة البعض في تفكيك روسيا قد تؤدي إلى فوضى نووية.

وفي مقال بمجلة "ذا سبيكتاتور" The Spectator البريطانية تحت عنوان "سُبل تجنب حرب عالمية أخرى"، قال كيسنجر: "إن الوقت يقترب للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات".

وتابع قائلا في المقال: "يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي... خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى".

انسحاب روسي

وقال كيسنجر إنه اقترح في مايو وقفا لإطلاق النار تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل "مفاوضات".

وحذر كيسنجر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا كدولة "عاجزة" أو حتى السعي إلى تفكيكها قد تطلق العنان للفوضى. ولم تُظهر أوكرانيا أو أي دولة غربية تأييدا لأي من المسارين.

وقال كيسنجر: "إن تفكيك روسيا أو تدمير قدرتها على (ممارسة) السياسة الإستراتيجية يمكن أن يحول أراضيها التي تضم 11 منطقة زمنية إلى فراغ متنازع عليه".

وأضاف: "قد تقرر مجتمعاتها المتنافسة تسوية نزاعاتها بالعنف. وقد تسعى دول أخرى إلى زيادة مطالبها بالقوة، وستتضاعف كل هذه المخاطر بسبب وجود الآلاف من الأسلحة النووية التي تجعل روسيا واحدة من أكبر قوتين نوويتين في العالم".

وعقد كيسنجر، الذي لعب دورا بارزا في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدة لقاءات مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيسا لروسيا لأول مرة في عام 2000.