دعاء الابتلاء والصبر.. كيف يكون الصابر وما يقال عند وقوع المصيبة؟

دعاء الابتلاء والصبر
دعاء الابتلاء والصبر

يعد دعاء الابتلاء والصبر من أهم الأدعية التي يستوجب على المسلم ترديدها في أوقات المصائب والشدة، وللصبر فضائل وثمرات ومكافآت وعد الله عز وجل بها الصابرين صبرًا حسنًا، ولأن الصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد، ولا دين لمن لا صبر له، لذلك نقدم لكم عبر "متن نيوز" دعاء الابتلاء والصبر.

 

دعاء الابتلاء والصبر

نبدأ معكم دعاء الابتلاء والصبر بالآية القرآنية "وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" وهي بشرى ربانية لمن يصبر على الابتلاءات والمصائب، والصبر واجب بإجماع العلماء، فقد ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم في تسعين موضعا على 16 نوعا لكل نوع منها فائدة عظيمة للصبر.

 

وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر بأنه ضياء كما ورد في صحيح مسلم والضياء هو النور المصحوب بالإحراق كنور الشمس قال ابن رجب: (ولما كان الصبر شاقا على النفوس يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه كان ضياء فإن معنى الصبر في اللغة الحبس ومنه قتل الصبر وهو أن يحبس الرجل حتى يقتل).

 

وفي حديث نيوب آخر يبين أهمية دعاء الابتلاء والصبر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" رواه مسلم، وفي الصبر أيضا قال عمر بن عبد العزيز: (ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاض مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيرا مما انتزعه).

 

أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال عن الصبر (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان)، ولذلك نوضح لكم دعاء الابتلاء والصبر كالتالي:

دعاء الابتلاء والصبر

 

اقرأ أيضا: دعاء الابتلاء بالوباء

 

"اللهمّ يا صبور صبّرني على ما بليتني وامتحنتني يا أرحم الرّاحمين، اللهمّ إني أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك. ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللّهُـمَّ إِنِّي عَبْـدُكَ ابْنُ عَبْـدِكَ ابْنُ أَمَتِـكَ نَاصِيَتِي بِيَـدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤكَ أَسْأَلُـكَ بِكُلِّ اسْم"

 

"اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ. أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ."

 

"يا رب يا مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ، اللهم أني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك، صل على محمد وآل محمد والطف بي ولاتكلني إلى نفسي، ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين، ولا أقل من ذلك، يا جبار السموات والأرض"

 

"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه أذى، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء اعطاني ربي، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، أعوذ بالله مما أخاف وأحذر، الله ربي لا أشرك به شيئا عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك"

 

"اللهم إني أعوذ بك من شر كل جبار عنيد وشيطان مريد ومن شر قضاء السوء ومن شر كل دابه انت اخذ بناصيتها إن ربي لى صراط مستقيم الحمد لله رب العالمين."

 

"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش الكريم"

 

"اللهم يا صبور صبرني على ما بليتني وامتحنتني، يا أرحم الراحمين، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحول عافيتك وجميع سخطك. "

 

"ربي لا تكلني إلى أحد ولا تحوجني إلى أحد، واغنني عن كل أحد، يا من إليه المستند وعليه المعتمد، وهو الواحد الفرد الصمد، لا شريك له ولا ولد، خذ بيدي من الضلال إلى الرشد، ونجني من كل ضيق ونكد".

 

"لا إله إلّا الله الملك الحق المبين، لا إله إلّا الله العدل اليقين، لا إله إلّا الله. ربنا ورب آبائنا الأولين. سبحانك إنّي كنت من الظالمين، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير".

 

ما يقال عند الصبر؟

يتساءل العديد من المسلمين ما يقال عند الصبر؟ وفي ذلك لا بد من التنويه بأن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر، وما يقال عند الصبر من السنة النبوية ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عندما سألته امرأة تصرع أن يدعو لها فقال عليه الصلاة والسلام: "إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ" رواه البخاري ومسلم.

 

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصبر خير كله فقال: "ما أعطي أحد من عطاء خيرٌ وأوسع من الصبر" وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر، وأمر المصاب بأنفع الأمور له وهو الصبر والاحتساب؛ فإن في ذلك تخفيف لمصيبته وتوفير لأجره.

 

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أكمل الصبر هو الذي يكون مع أول وقوع المصيبة، فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"، وفي الصبر يكون المسلم في معية الله عز وجل، وسينال ثلاثٍ كل منها خير مما عليه أهل الدنيا، فقال سبحانه: {وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.

دعاء الابتلاء والصبر

 

اقرأ أيضا: دعاء الابتلاء والكرب

 

كيف يكون الصبر على المصيبة؟

استكمالا لتوضيح دعاء الابتلاء والصبر، يتساءل الكثيرون، كيف يكون الصبر على المصيبة؟ والصبر على الأقدار المؤلمة يكون بتحمل مشقتها وآثارها المترتبة دون جزع، فلا يتلفظ المسلم بأقوال تسخط الله تعالى، ولا يفعل أفعال مناهية لفضيلة الصبر، وعليه أن يردد إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

والصبر على المصيبة قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط). رواه الترمذي. ولا يؤجر المؤمن على صبره إلا إذا احتسب الأجر من الله بأن يوقن أن الله قدر عليه هذه المصيبة لحكمة.

 

كما ينبغي في الصبر على المصيبة ترك الشكوى من البلوى لغير الله لأن الشكوى مخالفة للصبر الجميل، ولما ابتلي النبي أيوب عليه الصلاة والسلام شكا إلى ربه وقال "إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"، وقد أثنى الله عليه بصفة الصبر فقال: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرً)، وقال سفيان الثوري: (ثلاثة من الصبر لا تحدث بمصيبتك ولا بوجعك ولا تزك نفسك).