بخطابات عبد الناصر وأغاني الإذاعة المصرية.. كيف وقفت القاهرة بجانب استقلال الجنوب العربي؟

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

سادت في ستينيات القرن الماضي حركات التحرر من الاستعمار الذي ضرب عددًا من الدول العربية التي عانت من سطوة الاحتلال، وهو ما تسبب في توجيه مصر بصفتها أكبر الدول العربية على الإطلاق جهودها إلى دعم حركات التحرر في كافة الدول العربية للتخلص من الاستعمار والاحتلال، وكان أبرز تلك الدول العربية هي منطقة الجنوب العربي التي كانت إحدى أهم المناطق التي دعمتها مصر ودعمت ثورتها ورغبتها في التحرر من الاستعمار البريطاني.

وقد كانت لخطابات الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر الحماسية أبلغ الأثر في تشجيع أهالي الجنوب العربي على ضرورة تنظيم صفوفهم من أجل محاربة الاستعمار وإخراجه من البلاد بعد أن سيطر الإنجليز على عدم عام 1839، وهي المدينة التي كانت أكثر المدن الجنوبية عمرانًا وتعليمًا وحاول البريطانيون ضمها لتكون مستعمرة بريطانية.

وفي الوقت الذي كان الانجليز يعملون فيه على محاولة استمالة أبناء القبائل العربية في شبوة وحضرموت وأبين، وغيرها من المناطق من أجل وقف أي حركات للتحرر من السيطرة الانجليزية، عمل هؤلاء على بدء شرارة التخلص من ذلك الاحتلال مستلهمين الفكرة من خطابات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي نجح في جلاء الإنجليز عن مصر ودعم كل حركات التحرر في الوطن العربي وفي القلب منها الثورة الجزائرية وكذلك ثورة أبناء الجنوب العربي ضد الاستعمار الانجليزي.

كما ساهمت الأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة القاهرة أثر كبير في تأجيج حماس أهالي الجنوب ضد المستعمر الانجليزي، حيث بعد أن رفض الانجليز تنفيذ أهالي العرب في ذلك الوقت ظهرت حركات مقاومة مثل جبهة التحرير القومية التي دعمتها مصر.

وتشير المراجع إلى أنه في عام 1963 ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي، واستمرت هجمات الفصائل حتى انسحبت القوات البريطانية عن عدن في 30 نوفمبر 1967 قبل الموعد المقرر من قبل رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون، وهو اليوم الذي تم فيه الاحتفال بعيد الاستقلال في 30 نوفمبر من كل عام.

وفي هذا الإطار اكد الكاتب والسياسي الجنوبي هاني مسهور إن دعم واستقلال الجنوب مهم لحفظ الأمن القومي العربي من سيطرة الاستعمار على أهم المناطق الاستراتيجية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن القيادة الجنوبية لم تتاجر بقضيتها وهي تمضي بثبات نحو هدف الشعب المنشود بنيل استقلال كامل وناجز.

وأضاف مسهور في تغريدة له على صفحته الشخصية على تويتر: "قضية الجنوب العربي هي الأسمى والأهم للأمن القومي العربي وقيادتها لم تساوم ولم تتاجر ومازالت عند عهدها الأول بعهد الرجال للرجال وستمضي حتى الاستقلال لتلهم الشعوب والأمم بقضية تحرر وطني أخلص أهلها في زمن المتاجرة في اسواق النخاسة السياسية".