ارتفاع مُلفت لظاهرة تجنيس اللاعبين في كأس العالم 2022.. بـ137 لاعبًا

متن نيوز

تشهد بطولة كأس العالم 2022 في قطر، ظاهرة ارتفاع تجنيس اللاعبين بشكل لافت للنظر عن النسخ السابقة، وذلك في عدد من المنتخبات المشاركة.

ونشرت صحيفة "ماركا" الإسبانية، تقريرا مطولا عن ظاهرة تجنيس اللاعبين في كأس العالم 2022 الذي يأتي بضايفة قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر الجاري، وحتى 18 ديسمبر المقبل.

وذكرت الصحيفة الإسبانية، أن عدد اللاعبين المجنسين قفز في كأس العالم 2022 إلى 137 لاعبًا سيلعبون لبلد آخر غير البلد الذي ولدوا فيه.

وأوضحت الصحيفة، أن عدد اللاعبين المجنسين كان 77 في مونديال جنوب إفريقيا 2010، و85 في البرازيل 2014، و82 في روسيا 2018.

وتشارك منتخبات: الأرجنتين، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، والمملكة العربية السعودية، فقط في البطولة التي تنطلق، غدا الأحد، بلاعبين ولدوا على أراضيها بالفعل.

وأضافت ماركا، أن الولايات المتحدة الأمريكية وصلت قبل النهائي من النسخة الأولى في 1930 بخمسة إسكتلنديين في صفوفها.

وأشارت إلى أن 55 من أصل 130 لاعبًا ضمن المنتخبات الأفريقية ما يمثل 42.3%، ولدوا بعيدًا عن القارة السمراء بينهم 33 لاعبًا ولدوا في فرنسا، ويتصدر المغرب القائمة بـ 14 لاعبًا ولد في فرنسا.

ويوجد 19 إفريقيًا منتشرين في جميع أنحاء العالم بينهم: أنسو فاتي، وإدواردو كامافينجا، ويوسف موكوكو، وألفونسو ديفيز، ووليام كارفاليو.

 


جذور اللاعبين

 

وتشارك إسبانيا في كأس العالم باثنين من اللاعبين من أصحاب أصول غير إسبانية هما إيمريك لابورت وأنسو فاتي، إذ إن قلب دفاع مانشستر سيتي، بطل أوروبا تحت 19 عامًا مع فرنسا لكنه خاض يورو 2020 مع إسبانيا بالفعل.

وتبدو حالة أنسو فاتي أكثر وضوحًا، حيث قال: "النشأة دون والدي كانت صعبة للغاية، لقد جاء إلى إسبانيا لكسب لقمة العيش من أجلنا وبقيت في غينيا بيساو، لم أستطع رؤيته حتى كنت في السابعة من عمري وغادرت بلدي للذهاب إلى إشبيلية، حلمي هو العودة لمساعدة الأطفال وتذكر المكان الذي عشت فيه، ما زلت غير قادر على القيام بذلك".

والحالة المعاكسة لأنسو ولابورت هم الإسبان السبعة الذين يلعبون بعيدًا عن منتخب إسبانيا آخرهم كان إيناكي ويليامز، الذي سيلعب مع غانا، بينما كان شقيقه نيكو مع إسبانيا.

وفي المقابل سيدافع أشرف حكيمي عن منتخب المغرب بعدما اعترف منذ فترة طويلة بأنه يفضل اللعب لبلد والده وأجداده، قائلًا: "لقد شعرت بذلك منذ الصغر بسبب ثقافتي وأصولي، أشعر أنني مغربيًا، رغم أنني أسباني قليلًا، لقد ولدت وترعرعت في مدريد".

وفي تشكيلة منتخب المغرب أيضا منير المحمدي، وقد اعترف حارس المرمى قبل مواجهة إسبانيا ضمن المجموعة الثانية في مونديال روسيا 2018: "لقد ولدت في مليلية، أشعر أنني إسباني، لكن دمي يسحبني أيضًا".

ولن يكون الشقيقان ويليامز وحدهما في كأس العالم 2022، وسيرافقهما فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش وشقيقه سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش رغم أنهما ولدا في إسبانيا، بينما كانا يتابعان مسيرة والديهما، لاعب كرة القدم السابق نيكولا ميلينكوفيتش، ولاعبة كرة السلة ميلانا سافيتش، وسيلعبان لمنتخب صربيا في المونديال.

أما جيريمي سارمينتو فكان له خياران آخران واختار الإكوادور، ويقول: "ظل المنتخب الإنجليزي يتصل بي، تمامًا مثل إسبانيا، لكنني كنت أحلم دائمًا بتمثيل بلدي وإسعاد والديّ".

وولد مهاجم برايتون ونشأ في مدريد حتى بلغ السابعة من عمره: "كانت الخطة هي العودة إلى الإكوادور، لكننا بقينا في إسبانيا لأنني بدأت ألعب كرة القدم في هورتاليزا، كان الأمر صعبًا بالنسبة لي، ولم أكن إسبانيًا بالكامل، وكان لديّ دوري الإكوادوري، والأولاد الآخرون لم يرغبوا أبدًا في اللعب معي، لذلك لعبت بنفسي أو مع والدي، كان من الصعب أن نشأتي في مدريد كمهاجر".

 


الترحيب باللاجئين

 

إن أكثر القصص عاطفية هي بلا شك المهاجرون الذين اضطروا إلى الفرار من بلادهم بسبب الحروب، إذ يقول ديبيه، والد الكندي ألفونسو ديفيز، عن الحرب الأهلية الليبيرية الثانية: "للبقاء على قيد الحياة كان عليك حمل سلاح ولم أكن مستعدًا، كان السيناريو مروعًا، كان عليك القفز فوق الجثث بحثًا عن الطعام".

بينما قال الكرواتي أنتي بوديمير: "بعد أن عشنا الحرب واجهنا صعوبات وكان علينا إيجاد حلول"، وولد مهاجم أوساسونا الإسباني في البوسنة لكنه يلعب مع كرواتيا.

ويعترف إدواردو كامافينجا، نجم ريال مدريد: "جئنا للفرار من الحرب، واضطررنا إلى القتال كثيرًا، وكانت كرة القدم هي طريقتي للهروب"، وولد لاعب ريال مدريد في أنجولا لكنه سيلعب مع فرنسا في المونديال.

هناك أكثر من ذلك بكثير من اللاعبين مثل ميلوش ديجينيك، وأوير مابيل، وديان لوفرين، فروا أيضًا من الحرب أو من مخيم للاجئين.

 


قمم كأس العالم

 

وستشهد مرحلة المجموعات في كأس العالم 2022 عدة مواجهات للاعبين ضد موطنهم الأصلي: إمبولو (سويسرا) ضد الكاميرون، ميلان بورجان (كندا) ضد كرواتيا، فيليكوفيتش (صربيا) ضد سويسرا.

ويمكن لمنتخب المغرب أن يضم 4 بلجيكيين ضد منتخب بلجيكا.

وسيتحدى منتخب ويلز، منتخب إنجلترا بوجود 9 إنجليز في صفوفهم.

أما منتخب تونس فستواجه فرنسا بعشرة لاعبين ولدوا في فرنسا، حيث يقول المهاجم وهبي الخزري: "إنهم المرشحون للفوز باللقب، لكن نشأنا هنا وعشنا هنا ونلعب في الدوري الفرنسي، ومواجهة فرنسا في كأس العالم حلم".