كلوب تنازل عن المألوف.. فتوهج صلاح وعاد ليفربول إلى رُشده

متن نيوز

حقق نادي ليفربول الإنجليزي فوزا هاما للغاية على حساب نظيره جلاسكو رينجرز الأسكتلندي، بهدفين نظيفين، في المباراة التي جمعت بينهما مساء الثلاثاء، على ملعب "أنفيلد" ضمن منافسات الجولة الثالثة للمجموعة الأولى من بطولة دوري أبطال أوروبا.

 

تقدم ليفربول مبكرا عن طريق ظهيره الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد، من ركلة حرة مباشرة سددها بطريقة رائعة في الدقيقة السابعة من بداية المباراة.

 

وعزز النجم المصري محمد صلاح من تقدم ليفربول، بإضافة الهدف الثاني من ركلة جزاء نفذها بنجاح في الدقيقة 53.

 

بهذا الفوز رفع ليفربول رصيده إلى 6 نقاط متواجدا في المركز الثاني بجدول ترتيب المجموعة الأولى، بعد أن تمكن من الفوز في مباراتين والهزيمة في واحدة وتسجيل 5 أهداف وتلقي مثلها.

 

ويتصدر نابولي الإيطالي المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط محققا العلامة الكاملة، ويأتي أياكس أمستردام الهولندي في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، فيما يقبع رينجرز في قاع المجموعة دون رصيد من النقاط بعد الهزيمة في الجولات الثلاث وعدم تسجيل أهداف وتلقي 9.

 


أهمية الفوز بالمباراة

أمور إيجابية عديدة صاحبت فوز ليفربول على رينجرز، وربما قد تكون تلك الإيجابيات أهم من حصول الفريق على نقاط المباراة، بالرغم من أن النقاط الثلاث حافظت على حظوظه في التأهل للدور الثاني.

 

لعل أهم النقاط الإيجابية تتمثل في استعادة الثقة لدى عناصر الفريق، وخلق التوازن النفسي بين الجميع بعد أنهارت المعنويات بشدة جراء الاخفاقات المتتالية للريدز منذ بداية الموسم.

 

وبدأ ليفربول مشواره الموسم الحالي في دوري أبطال أوروبا بخسارة ثقيلة خارج أرضه أمام نابولي الإيطالي بنتيجة 4-1، قبل أن يستعيد الثقة فى الجولة الثانية وحقق الفوز على أياكس الهولندى بنتيجة 2-1.

 

لكن بداية ليفربول للموسم كانت سيئة للغاية، حيث يحتل المركز التاسع بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي، برصيد عشر نقاط فقط من 7 مباريات، وذلك بعد تعادله بالجولة الأخيرة مع برايتون بثلاثة أهداف لمثلهم، يوم السبت الماضي.

 

وتعرض ليفربول لضربة جديدة في الصراع على اللقب، حيث بات يتأخر بفارق 11 نقطة كاملة عن آرسنال المتصدر.

 


كلوب يتنازل عن خطته المعهودة

بعد سلسلة الإخفاقات المتتالية التي ضربت ليفربول منذ بداية الموسم، قرر المدرب الألماني للريدز يورجين كلوب، تغيير طريقة اللعب.

 

وقرر كلوب تغيير طريقة اللعب من 4-4-3 إلى 4-4-2، من خلال الاعتماد على صلاح ولويس دياز على الأطراف ووضع داروين نونيز كمهاجم صريح، ودييجو جوتا في مركز المهاجم المتحرك.

 

وأفادت تلك الطريقة ليفربول كثيرا، حيث تألق محمد صلاح ومن ثم قاد فريقه لشن سيل من الهجمات الخطيرة على مرمى المنافس.

 

ومنحت الطريقة الجديدة لمحمد صلاح، حرية التحرك خلف المهاجمين والدخول إلى عمق الملعب فشكل خطورة حقيقية على مرمى المنافس، وأهدى لزميله المهاجم داروين نونيز تمريرات سحرية في مواجهة المرمى.

 

وتعتمد خطة كلوب الجديدة على تواجد مهاجمين معا داخل منطقة الجزاء، لخلخلة دفاعات المنافس، وجذب تركيز المدافعين لتخفيف الضغط على محمد صلاح ولويس دياز، ومن ثم يتحرك الثنائي بأرياحية من الجناح لعمق الملعب.

 

وأهدى صلاح زميله الأورجوياني داروين نونيز عدة فرص محققة لتسجيل هدفه الأول على ملعب "آنفيلد" بعدما انتقاله إلى ليفربول في الصيف مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، لكن نونيز لم يحسن التعامل معها.

 

وظهر صلاح بشكل رائع في خطة يورجن كلوب الجديدة والتي شهدت الدفع بنونيز وجوتا في العمق الهجومي، ما أعطى النجم المصري مساحة للعب دور مشابه لكيفين دي بروين مع مانشستر سيتي، مع وجود المساحات والحرية له، لكن تمريراته لنونيز قابلها الأخير بقرارات خاطئة وأهدرها جميعا.

 


أفضل لاعب في المباراة

توج محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى المباراة، بعدما استطاع تقديم مستوى مميز في خطة كلوب الجديدة، فضلا عن تسجيل هدف الريدز الثانى وتهديده الدائم لمرمى المنافس طيلة دقائق اللقاء.

 

النجم المصري قام بتصويب 5 تسديدات، منهم 3 تسديدات بين القائمين والعارضة، بالإضافة إلى 40 تمريرة صحيحة من أصل 48 بنسبة نجاح وصلت لـ 83%، فيما لم يرتكب أي أخطاء طوال المباراة.

 

وحصل صلاح على أعلى تقييم في المباراة بين جميع اللاعبين، بنسبة بلغت 8.4 من 10 درجات.

 

وبتسجيل محمد صلاح هدف فريقه الثاني، عادل أرقام الأسطورتين الفرنسي تييري هنري مهاجم آرسنال السابق، والهولندي رود فان نيستلروي مهاجم مانشستر يونايتد السابق، في عدد الأهداف مع فريق إنجليزي بدوري أبطال أوروبا.

 

ورفع صلاح رصيده من الأهداف في البطولة القارية الأبرز إلى 35 هدفًا متساويًا مع هنري ونيستلروي.

ويتأخر قائد الفراعنة بفارق هدف واحد عن الأرجنتيني سيرجيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي السابق، والإيفواري ديدييه دروجبا مهاجم تشيلسي السابق.

 

وارتفع الرصيد التهديفي لمحمد صلاح في دوري أبطال أوروبا بشكل عام، إلى 42 هدفًا، ليصبح على بُعد هدفين فقط من التساوي مع ديدييه دروجبا كأكثر اللاعبين الأفارقة تسجيلًا في البطولة الأوروبية.

 

ويمر صلاح بموسم متواضع، مثلما هو حال فريقه، حيث سجل هدفين فقط في الدوري الإنجليزي حتى الآن، كما أن هدفه في مرمى رينجرز الثاني له في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم أيضًا.

 


أسباب تراجع مستوى صلاح

تركزت الأنظار أكثر على هداف الفريق، النجم المصري محمد صلاح، الذي عاش أياما صعبة، مع خطة كلوب القديمة المعهودة خاصة بعد رحيل السنغالي ساديو ماني.

 

وشكل ماني طوال السنوات الخمس الماضية مع صلاح القوة الهجومية الضاربة للفريق، فقد أسهما إما بالتسجيل أو التمرير في 338 هدفا، منها 156 لصلاح، و107 لماني.

 

وكان ماني يوفر المساحات اللازمة لصلاح، بجانب التفاهم والتناغم بينهما، ولطالما تبادلا الأدوار في هجوم ليفربول بسبب تقارب مستواهما واختصاصهما على مستوى الهجوم.

 

ويمكن تفسير تراجع صلاح أيضًا بالخيارات الفنية للمدرب الألماني يورجن كلوب، الذي يدفع بالشاب إيليوت والوافد الجديد الأوروجوياني داروين نونيز إلى مركز الهجوم.

 

ولم يتلقى صلاح الدعم بالشكل الأمثل من الشاب الصغير إيليوت الذي يلعب خلفه، كما لم يمنحه نونيز المساحات اللازمة للدخول في العمق وتهديد مرمى المنافس.

 


صلاح سعيد بتغيير الخطة

وأكد محمد صلاح في تصريحات للاتحاد الأوروبي عقب تسلم جائزة أفضل لاعب في المباراة: "لم تكن الليلة المثالية، لكنها كانت جيدة".

 

وشدد صلاح على أن يورجن كلوب، المدير الفني للفريق، أخبر جميع اللاعبين بتغير طريقة اللعب، وفاجئهم بتشكيل مختلف قبل المباراة بيوم، مؤكدًا أن اللاعبين صنعوا العديد من الفرص في الشوط الأول والشوط الثاني.

 

وأضاف محمد صلاح: "صنعنا العديد من الفرص واستحققنا الفوز، لذلك يمكننا أن نكون سعداء حقًا بالأداء والنتيجة.. التشكيلة التى لعبت اليوم عملت بشكل جيد، أربعة لاعبين مهاجمين أرادوا التسجيل".

 

وأعرب نجم ليفربول عن رضاه بشأن استعادة فريقه لنغمة الانتصارات، عقب الفوز على رينجرز، مؤكدًا أن التغييرات التي قام بها في التشكيل الأساسي كانت مجدية.