مطار عدن الدولي يرفع صور عيدروس الزبيدي: دلالات السيادة ورسائل الاستقلال
في مشهد سياسي يحمل الكثير من الدلالات الرمزية والسيادية، شهد مطار عدن الدولي، البوابة الجوية الأولى للعاصمة عدن، تطورًا لافتًا تمثل في رفع صور اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، في أروقة وصالات المطار ومداخله الرئيسية.
هذه الخطوة، التي جاءت في توقيت سياسي حساس، لم تمر مرور الكرام، بل اعتبرها مراقبون ومحللون سياسيون بمثابة إعلان غير رسمي عن تكريس واقع سياسي جديد في محافظات الجنوب، وتعزيزًا لشرعية المجلس الانتقالي كممثل وحيد وحامل للقضية الجنوبية على المستوى المؤسسي والسيادي.
دلالة التوقيت: استجابة لزخم شعبي متصاعد
تأتي خطوة إدارة مطار عدن الدولي في ظل حالة من الحراك الشعبي والمؤسساتي الواسع الذي تشهده العاصمة عدن ومختلف محافظات الجنوب. فالمطالب الشعبية بفرض الإرادة الوطنية والمضي قدمًا نحو إعلان استقلال دولة الجنوب العربي بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة.
رفع صور الزبيدي في أهم مرفق سيادي وشريان حياة للعاصمة عدن، يعكس بوضوح انتقال هذه المطالب من "مربعات الشارع" والاحتجاجات الشعبية إلى "المستوى المؤسسي الرسمي". إنها رسالة مفادها أن مؤسسات الدولة في الجنوب باتت تتماهى كليًا مع تطلعات الشعب وتوجهات قيادته السياسية.
مطار عدن.. أكثر من مجرد مرفق خدمي
يعتبر مطار عدن الدولي الرمز السيادي الأبرز في العاصمة عدن؛ فهو نقطة الاتصال الأولى مع العالم الخارجي، واستقبال الوفود الدبلوماسية والبعثات الدولية.
ومن هنا، فإن وجود صور عيدروس الزبيدي في مداخل وصالات المطار يحمل رسائل متعددة:
للداخل الجنوبي: تعزيز الثقة بالقيادة السياسية والتأكيد على أن مؤسسات الدولة هي جزء أصيل من مشروع استعادة الدولة.
للإقليم والعالم: التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو القوة الفعلية والمسيطرة على الأرض، وهو المرجعية الأساسية التي تدير المرافق الحيوية في الجنوب.
اعتراف مؤسسي بالقيادة السياسية
يرى مراقبون أن قيام إدارة المطار بهذه الخطوة يعد اعترافًا صريحًا من قِبل المؤسسات الحيوية بالشرعية السياسية للمجلس الانتقالي. فلم تعد القضية مجرد شعارات تُرفع في الفعاليات، بل أصبحت واقعًا يُطبق في صميم مرافق الدولة.
وتشير التقارير إلى أن هذا الإجراء يأتي ضمن توجه شامل لتعزيز الهوية الوطنية الجنوبية في كافة المنشآت الحكومية، بما يضمن وحدة الهدف بين القيادة والقواعد المؤسسية، ويهيئ المناخ السياسي لإدارة الجنوب ذاتيًا وفقًا لتطلعات شعبه.
فك الارتباط واستعادة الدولة: رسائل صريحة
الهدف الجوهري من هذه الخطوات الرمزية هو توجيه رسالة صريحة لا تقبل التأويل بأن الجنوب العربي ماضٍ في طريق فك الارتباط واستعادة الدولة كاملة السيادة. إن رفع صور الرئيس الزبيدي يجسد التفاف المؤسسات حول "المشروع الوطني الجنوبي"، ويؤكد أن الشراكة في السلطة المركزية لا تعني التخلي عن الهدف الاستراتيجي المتمثل في الاستقلال.
كما تعزز هذه الخطوة من مكانة العاصمة عدن كمركز قرار سيادي جنوبي، مستقل في إدارته وتوجهاته الوطنية، مما يضع المجتمع الدولي أمام حقيقة سياسية ثابتة على الأرض لا يمكن تجاوزها في أي تسوية سياسية قادمة.
ردود الأفعال الشعبية والسياسية
قوبلت هذه الخطوة بترحاب واسع في الأوساط الشعبية الجنوبية، حيث اعتبرها ناشطون خطوة موفقة تعبر عن السيادة الوطنية. وعلى المستوى السياسي، رأى محللون أن هذه الخطوات تعزز من موقف المفاوض الجنوبي في المحافل الدولية، مستندًا إلى دعم مؤسسي وشعبي قوي وواضح المعالم.
إن رفع صور عيدروس الزبيدي في مطار عدن الدولي ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو "فعل سيادي" يثبت أركان الدولة الجنوبية القادمة في وعي المواطن والزائر على حد سواء. هو تأكيد على أن عدن لم تعد تقبل بأنصاف الحلول، وأن مؤسساتها باتت تدار بروح وطنية جنوبية خالصة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
