حرب على الغلاء.. الزُبيدي يطلق مرحلة "الرقابة الصارمة" من قلب وزارة التجارة

في خطوة تعكس اهتمام القيادة السياسية الجنوبية المباشر بالأوضاع المعيشية للمواطنين، وفي ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، قام اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بزيارة تفقدية لمقر وزارة الصناعة والتجارة بالعاصمة عدن. وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس لتبعث برسائل حازمة تجاه المتلاعبين بأسعار السلع الأساسية والمحتكرين لأقوات الشعب.

رقابة صارمة وخطوط حمراء: توجيهات الزُبيدي

خلال الزيارة التي كان في استقباله فيها الأستاذ سالم سلمان الوالي، نائب وزير الصناعة والتجارة، اطّلع الرئيس الزُبيدي على سير العمل في دهاليز الوزارة والهيئات التابعة لها. لم تكن الزيارة بروتوكولية، بل ركزت بشكل دقيق على الآليات الميدانية لضبط الأسواق ومراقبة حركة الأسعار.

وشدد الزُبيدي على ضرورة منع أي تلاعب بأسعار السلع والخدمات، مؤكدًا أن الحفاظ على استقرار السوق هو مهمة وطنية لا تقبل التهاون. ووجه الرئيس بمضاعفة الجهود الرقابية، وإحالة المتورطين في جرائم الاحتكار أو رفع الأسعار غير المبرر إلى الجهات القانونية فورًا لاتخاذ الإجراءات الرادعة.

المخزون الاستراتيجي وتأمين الغذاء: محاور النقاش

تركزت المباحثات خلال الزيارة على ملفات استراتيجية تمس حياة المواطن اليومية، وأبرزها:

المخزون الاستراتيجي: بحث الرئيس مدى توفر السلع الأساسية وقدرة المخزون على مواجهة التقلبات العالمية أو الأزمات المحلية، لضمان استمرارية الإمدادات الغذائية.

التنسيق مع البنك المركزي والقطاع الخاص: ناقش الزُبيدي آلية تنظيم عملية الاستيراد وتوفير التسهيلات اللازمة للتجار الملتزمين، بما يضمن انسيابية دخول السلع وتدفقها للأسواق بعيدًا عن التعقيدات البيروقراطية.

مكافحة الاحتكار: شددت التوجيهات على ضرورة كسر أي محاولات للاحتكار التي تمارسها بعض الجهات للتحكم في الأسعار، وضمان منافسة شريفة تصب في مصلحة المستهلك.

حملات ميدانية واسعة ضد السلع المغشوشة

لم يغفل الرئيس الزُبيدي الجانب الصحي والنوعي للسلع المعروضة، حيث وجه بتكثيف النزولات الميدانية للفرق الرقابية التابعة للوزارة ومكاتبها في المحافظات. والهدف من ذلك هو:

تعزيز الرقابة على السلع المقلدة والمنتهية الصلاحية التي تهدد صحة المواطنين.

التأكد من مطابقة السلع المستوردة للمواصفات والمقاييس والجودة.

اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين الذين يحاولون إغراق السوق بمنتجات غير صالحة للاستهلاك.

دعم القيادة وتذليل الصعاب

أكد الرئيس الزُبيدي خلال لقائه بقيادة الوزارة على دعمه الكامل لكافة الجهود التي تبذلها وزارة الصناعة والتجارة. وأوضح أن القيادة الجنوبية حريصة كل الحرص على تهيئة الظروف المناسبة وتذليل كافة الصعوبات والعوائق التي قد تعترض سير العمل الرقابي والخدمي للوزارة، بما يمكنها من أداء دورها على أكمل وجه في حماية الاقتصاد الوطني وحقوق المستهلكين.

دلالات الزيارة في التوقيت الراهن

يرى مراقبون أن زيارة الزُبيدي لوزارة الصناعة والتجارة تحمل دلالات سياسية واقتصادية عميقة:

أولًا: التأكيد على أن ملف "الاقتصاد والمعيشة" يوازي في أهميته ملف "مكافحة الإرهاب"، وأن القيادة تدرك حجم المعاناة التي يواجهها المواطن جراء الغلاء.

ثانيًا: توجيه رسالة قوية للقطاع التجاري بأن الدولة حاضرة وبقوة لمراقبة الأسواق، وأن الدعم الحكومي مشروط بالالتزام بأسعار عادلة تراعي القدرة الشرائية للسكان.

ثالثًا: تعزيز الثقة في مؤسسات العاصمة عدن، وإظهار قدرة الكادر الجنوبي على إدارة الملفات الاقتصادية الحيوية باحترافية.

تمثل زيارة عيدروس الزُبيدي لوزارة الصناعة والتجارة تدشينًا لمرحلة جديدة من الحزم الرقابي. فالتوجيهات التي صدرت اليوم بضرورة النزول الميداني والملاحقة القانونية للمتلاعبين تعني أن "قوت الشعب" خط أحمر، وأن القيادة الجنوبية لن تسمح بتحويل الأزمات الاقتصادية إلى وسيلة للثراء غير المشروع على حساب المواطن البسيط.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1