المجلس الانتقالي: مكافحة الإرهاب أولوية مطلقة.. والجنوب شريك استراتيجي في أمن المنطقة
في رؤية استراتيجية ثابتة، يؤكد الجنوب العربي، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، التزامه الراسخ والواضح بتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية في مجال مكافحة الإرهاب.
هذا الموقف ليس تكتيكًا ظرفيًا، بل هو إدراك عميق بأن مهمة القضاء على التنظيمات المتطرفة قد تحولت من خيار ثانوي إلى أولوية مطلقة وركيزة أساسية في بناء مستقبل آمن ومستقر ليس للجنوب فحسب، بل للمنطقة بأسرها.
الإرهاب يتغذى على الفراغات: ضرورة التنسيق الواسع
أثبتت التطورات الميدانية والسياسية خلال السنوات الماضية، أن آفة الإرهاب تتغذى بشكل أساسي على الفراغات الأمنية والسياسية. لذا، فإن مواجهة هذا الخطر العابر للحدود تتطلب، وفقًا لرؤية المجلس الانتقالي الجنوبي، نهجًا متعدد الأبعاد يتجاوز مجرد العمل العسكري المباشر.
يعتمد هذا النهج على ثلاثة محاور رئيسية: قدرات ميدانية قوية تستطيع الردع والمواجهة، ورؤية سياسية منفتحة تضمن الشرعية والدعم، وشبكات تعاون دولي تمتد خارج حدود الجغرافيا الجنوبية لتبادل الخبرات والمعلومات.
وفي ظل التطورات المستمرة على الصعيد العسكري في الجنوب العربي، يتبنى المجلس الانتقالي نهج "الانفتاح المسؤول" في بناء هذه الشراكات.
هذا الانفتاح ليس تنازلًا، بل هو استثمار في الأمن المشترك، يستند إلى خبرة ميدانية تراكمت بفعل المواجهات الشرسة التي خاضتها القوات الجنوبية ضد التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش.
مكافحة الإرهاب: مشروع متكامل وشامل
تتجاوز رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي لمكافحة الإرهاب حدود العمليات العسكرية البحتة، لتعتبره مشروعًا متكاملًا يتطلب تضافر جهود استخباراتية ولوجستية وتقنية.
التعاون الاستخباراتي: يُعد التنسيق وتبادل المعلومات مع الأطراف الإقليمية والدولية ذات المصالح المشتركة عنصرًا حيويًا لكشف الخلايا النائمة وتفكيك شبكات التمويل والدعم اللوجستي للإرهابيين قبل تنفيذ مخططاتهم.
الدعم التقني واللوجستي: لضمان استمرارية وفعالية العمليات، تحتاج القوات الجنوبية إلى دعم تقني متقدم وقدرات لوجستية تمكنها من تغطية المساحات الشاسعة في الجنوب وتأمين المحافظات المحررة.
الإنجازات الأمنية: تستند هذه الرؤية على الإنجازات الأمنية الملموسة التي حققتها القوات الجنوبية في محافظات عدة، مما عزز ثقة الشركاء الإقليميين والدوليين في قدرة الجنوب العربي على إدارة هذا الملف بمهنية عالية.
الأمن كأساس للتنمية والاستثمار
تأتي هذه السياسة الحكيمة ضمن رؤية شاملة يرسمها الجنوب لمستقبله، وتضع الاستقرار كحجر زاوية لأي تطور اقتصادي أو سياسي مرتقب. فالتجارب الدولية أثبتت أن الدول التي نجحت في بناء شراكات واسعة لمكافحة الإرهاب استطاعت لاحقًا أن تصبح وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، مما يعزز التنمية الاقتصادية الشاملة.
إن المسار الذي يسلكه المجلس الانتقالي الجنوبي هو مسار موازٍ يجمع ببراعة بين الأمن والنمو، ويدير المرحلة بحكمة عبر ربط النجاحات الميدانية بفتح آفاق التعاون الاقتصادي. هذا الانفتاح يعكس رغبة الجنوب العربي في أن يكون عنصرًا فاعلًا وإيجابيًا في محيطه، مقدمًا نموذجًا ناجحًا في إدارة ملف الأمن بمهنية وفاعلية.
رسالة طمأنينة للشعب الجنوبي والمجتمع الدولي
من خلال هذه المقاربة الاستراتيجية، يرسل المجلس الانتقالي الجنوبي رسائل واضحة وثابتة إلى طرفين رئيسيين:
للمجتمع الدولي: الجنوب شريك موثوق ومسؤول يسعى جديًا لـ استقرار المنطقة، ويدرك تمامًا أن خطر الإرهاب يتجاوز حدود الدول ولا يمكن التعامل معه إلا عبر منظومة تعاون شاملة وموحدة.
للشعب الجنوبي: هذا التوجه يمنح طمأنينة بأن القيادة تمضي في مسار يعزز أمن المواطن ويحمي الإنجازات الوطنية، ويؤسس لمرحلة جديدة تقل فيها فرص عودة الفوضى أو تمكين التنظيمات المتطرفة.
يُدرك المواطن الجنوبي أن معركة مكافحة الإرهاب ليست مجرد دفاع عن الجغرافيا، بل هي دفاع عن المشروع الوطني للجنوب ومستقبله السياسي الذي يهدف إلى استعادة الدولة والازدهار.
تتجسد سياسة الجنوب العربي تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في معادلة حكيمة وواضحة: انفتاح على الشراكات الدولية والإقليمية، صلابة في الميدان لمواجهة المتطرفين، وإصرار على بناء واقع آمن يمهّد لمرحلة أكثر استقرارًا وتنمية مستدامة. إن الجنوب يؤكد للعالم أنه لن يكون نقطة ضعف أو مأوى للإرهاب، بل حصنًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
