اعتراف بالواقع.. وصول وفد التحالف يرسخ مكانة المجلس الانتقالي كقوة ثابتة على الأرض
وصل وفد تفاوضي رفيع المستوى تابع لـ التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وتُعد هذه الخطوة بمنزلة تحول جديد ومفصلي في مسار الحل السياسي للأزمة اليمنية، ما يؤكد على عمق الاهتمام الإقليمي بإعادة ترتيب الأوراق في الجنوب.
يرى مراقبون سياسيون أن وصول الوفد يمثل اعترافًا دوليًا وإقليميًا حاسمًا بـ الواقع الذي فرضه الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية على الأرض.
وقد جاء هذا التحرك في وقت حرج، حيث فشلت فيه مساعي رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وجماعة الإخوان في حشد موقف دولي مناهض لـ المجلس الانتقالي الجنوبي. وبدلًا من ذلك، أصبح المجلس الانتقالي شريكًا رسميًا في الحكومة وشريكًا فاعلًا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة الدولية. هذا الواقع عزز من الاعتراف بدور المجلس كـ "القوة الأكثر ثباتًا" في تأمين الجنوب والتصدي لـ الحوثيين ومكافحة الإرهاب.
السيناريوهات المتوقعة: حل مجلس القيادة الرئاسي والإطاحة بالعليمي
تشير المصادر السياسية إلى أن وصول الوفد التفاوضي يمهد لمرحلة جديدة من الترتيبات السياسية قد تكون جذرية وحاسمة. هذه الترتيبات تهدف إلى معالجة حالة الانقسام وعدم الانسجام التي سادت المشهد خلال الفترة الماضية.
ترتيبات المرحلة الجديدة المرتقبة:
حل مجلس القيادة الرئاسي: تتحدث التوقعات عن احتمالية حل مجلس القيادة الرئاسي في شكله الحالي، الذي أثبت عدم قدرته على تحقيق الانسجام الداخلي ومواجهة التحديات بفاعلية.
الإطاحة برشاد العليمي وجماعة الإخوان: هناك نقاشات جادة، حسب المصادر، حول الإطاحة برشاد العليمي وإقصاء النفوذ المرتبط بـ جماعة الإخوان من مراكز القرار الرئيسية.
حكومة جنوبية قوية: الهدف النهائي هو تهيئة المشهد لحكومة قوية في الجنوب تكون أكثر انسجامًا مع الواقع الميداني وتتمتع بقدرة أكبر على إدارة مناطقها والدفاع عنها.
هذه الخطوات، إن تحققت، تمثل تغييرًا جذريًا في الهيكل السياسي، يعزز من سلطة المكونات الأكثر فاعلية على الأرض، وعلى رأسها قيادة الجنوب والمجلس الانتقالي.
ضمان السيطرة الميدانية: بقاء القوات الجنوبية في الشرق
أكدت التوقعات أن فريق التفاوض التابع للتحالف العربي سيولي أهمية قصوى لضمان الاستقرار الأمني، لا سيما في المحافظات الشرقية الحيوية. ويشير المراقبون إلى أن التحالف سيؤكد على بقاء القوات المسلحة الجنوبية في مواقع انتشارها بمحافظتي حضرموت والمهرة.
القوات التي يُتوقع تثبيت وجودها ودعمها:
القوات المسلحة الجنوبية المنتشرة حاليًا.
قوات النخبة الحضرمية (لضبط الأوضاع الأمنية المحلية).
قوات الدعم الأمني ودرع الوطن (لتعزيز الاستقرار العام).
هذا القرار يأتي من منطلق أن هذه القوات هي "الأكثر قدرة على ضبط الحدود وإحكام السيطرة الميدانية"، وهدفها الرئيسي هو ضمان استمرار تأمين المحافظات الشرقية ومنع أي عمليات تهريب للأسلحة باتجاه ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا.
آمال الشارع الجنوبي: تصحيح المسار السياسي وإدارة الأرض
تأتي هذه التحركات في لحظة مفصلية يراقبها الشارع الجنوبي باهتمام بالغ. هناك آمال عريضة بأن يكون وصول الوفد التفاوضي مقدمة حقيقية لـ تصحيح المسار السياسي الذي تعثر لسنوات.
تعزيز الشراكة: يتطلع الجنوبيون إلى تعزيز الشراكة مع التحالف العربي بشكل يخدم مصالح الجنوبيين العليا.
إدارة الأرض وحماية الحدود: يمثل دعم إرادة شعب الجنوب في إدارة أرضه وحماية حدوده مطلبًا شعبيًا رئيسيًا، يتوقع أن يتم ترجمته عمليًا عبر هذه الترتيبات الجديدة.
تحقيق التطلعات الوطنية: الهدف الأسمى هو تحقيق التطلعات الوطنية للشعب الجنوبي، والتي تتصدرها مسألة تقرير المصير واستعادة الدولة.
إن الاجتماعات الجارية حاليًا في عدن بين قيادة الجنوب ووفد التحالف العربي هي بلا شك الأكثر أهمية وحساسية منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، ومن المرجح أن تحدد ملامح المرحلة الانتقالية القادمة في المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
