صالح سليم.. المايسترو الذي صنع تاريخ الأهلي والكرة المصرية
يُعد صالح سليم واحدًا من أبرز رموز كرة القدم المصرية والعربية، ليس فقط كلاعب أسطوري في النادي الأهلي ومنتخب مصر، بل أيضًا كإداري ورئيس نادٍ ناجح ترك بصمة خالدة في تاريخ الرياضة المصرية.
لقب بـ "المايسترو" نظرًا لقدرته الفريدة على قيادة الفريق داخل وخارج الملعب، وظل اسمه حاضرًا بقوة حتى بعد رحيله، ليصبح قدوة للأجيال في الالتزام والانضباط وحب الكيان.
نشأة صالح سليم وبداياته
ولد صالح سليم في 11 سبتمبر 1930 بحي الدقي بالقاهرة، في عائلة مثقفة تحب الفن والرياضة. والده الدكتور محمد سليم كان طبيبًا مرموقًا، وأمه كانت تهتم بتربيته على القيم والأخلاق. منذ صغره ظهرت عليه ملامح القيادة والذكاء، إلى جانب موهبته الكروية التي بدأت في ملاعب المدرسة.
انضم إلى ناشئي النادي الأهلي في سن مبكرة، وسرعان ما لفت الأنظار بمهاراته العالية ورؤيته للملعب، ليتدرج سريعًا حتى وصل للفريق الأول.
المسيرة الكروية لصالح سليم
بدأت رحلة صالح سليم مع الفريق الأول للنادي الأهلي عام 1948، واستمرت حتى اعتزاله عام 1966. خلال هذه الفترة حقق إنجازات غير مسبوقة جعلته أحد أبرز نجوم الكرة المصرية في القرن العشرين.
من أبرز ما يميز مسيرته:
الفوز بـ 11 بطولة دوري عام.
الفوز بـ 8 بطولات كأس مصر.
قيادة الأهلي لتحقيق نتائج قوية في البطولات الإفريقية والعربية.
المشاركة مع منتخب مصر والفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية 1959.
كان صالح سليم لاعب خط وسط استثنائي، يتمتع برؤية تكتيكية وقدرة على التحكم في إيقاع اللعب، وهو ما جعله يحصل على لقب "المايسترو".
صالح سليم مع منتخب مصر
لم يقتصر تألق صالح سليم على الأهلي، بل امتد إلى منتخب مصر، حيث مثل الفراعنة في العديد من البطولات الدولية. وكان أبرز إنجازاته التتويج ببطولة كأس الأمم الإفريقية 1959 التي أقيمت في القاهرة، وأسهم خلالها بدور بارز في قيادة المنتخب لتحقيق اللقب.
كما شارك في العديد من المباريات الدولية التي عززت مكانته كواحد من أعظم لاعبي الوسط في تاريخ كرة القدم المصرية.
اعتزال صالح سليم ودخوله عالم الإدارة
في عام 1966، أعلن صالح سليم اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة ذهبية. لكن عشقه للنادي الأهلي لم يتوقف، فانتقل إلى مجال الإدارة.
شغل منصب مدير الكرة في الأهلي، ونجح في فرض الانضباط داخل الفريق، ثم تولى رئاسة النادي ليكتب فصلًا جديدًا من المجد الإداري.
صالح سليم رئيسًا للنادي الأهلي
انتُخب صالح سليم رئيسًا للنادي الأهلي عام 1980، ليبدأ مرحلة جديدة من الإنجازات. كان يتمتع بشخصية قوية وقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، وهو ما جعل جماهير الأهلي تثق فيه دائمًا.
من أبرز إنجازاته كرئيس للنادي:
بناء منظومة إدارية محترفة للنادي الأهلي.
تحقيق العديد من البطولات القارية والمحلية.
دعم قطاع الناشئين الذي أفرز أجيالًا متعاقبة من النجوم.
تطوير البنية التحتية للنادي وزيادة قاعدته الجماهيرية.
ظل في منصبه حتى وفاته في عام 2002، ليبقى رمزًا خالدًا في تاريخ الأهلي.
صالح سليم والسينما المصرية
بعيدًا عن كرة القدم، خاض صالح سليم تجربة فريدة في السينما المصرية، حيث شارك في بطولة فيلم "الشموع السوداء" مع النجمة نجلاء فتحي، وفيلم "السبع بنات". ورغم قلة أعماله الفنية، إلا أنه أثبت امتلاكه كاريزما خاصة جعلت الجمهور يتفاعل معه على الشاشة.
لكن تظل كرة القدم هي عشقه الأول والأخير.
إرث صالح سليم وتأثيره المستمر
بعد رحيل صالح سليم في 6 مايو 2002، لم يتوقف ذكره، بل استمر تأثيره في الأجيال التالية. اسمه يزين مدرجات الأهلي، وصوره تظل حاضرة في احتفالات البطولات.
الجماهير تراه رمزًا للوفاء والانتماء، وقدوة في التضحية من أجل الكيان. حتى اللاعبين الحاليين يعتبرونه مثالًا يُحتذى به في الالتزام والروح القتالية.
لماذا يلقب صالح سليم بالمايسترو؟
اللقب لم يأتِ من فراغ، بل لأنه كان بمثابة قائد أوركسترا حقيقي داخل الملعب. يعرف متى يمرر، ومتى يبطئ أو يسرع إيقاع اللعب، وكان صمام الأمان للفريق.
حتى بعد اعتزاله، ظل مايسترو الإدارة وصانع النجاحات في الأهلي.
صالح سليم في ذاكرة الجماهير
تغنى به عشاق الأهلي والأندية الأخرى احترامًا لمسيرته المشرّفة. وعلى مدار العقود، بقي اسم "صالح سليم" مرادفًا للقيادة والانضباط والإنجازات.
ولعل أبرز دليل على مكانته الخالدة، أن جماهير الأهلي تهتف باسمه حتى اليوم، وتعتبره رمزًا خالدًا في تاريخ الرياضة المصرية.
إن الحديث عن صالح سليم هو حديث عن تاريخ كامل من العطاء والنجاح. من الموهبة الفذة داخل المستطيل الأخضر، إلى القائد الإداري الملهم، وحتى الإنسان المحبوب من الجميع.
لقد كان المايسترو بحق رمزًا لنادي الأهلي والكرة المصرية، وسيظل إرثه باقيًا جيلًا بعد جيل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
