القوات المسلحة الجنوبية.. صمام أمان الجنوب العربي وحصن هويته في مواجهة الاحتلال
تُمثّل القوات المسلحة الجنوبية اليوم الركيزة الأساسية في معادلة الاستقرار والأمن في الجنوب العربي، حيث أثبتت عبر سنوات طويلة من النضال والصمود أنها المؤسسة العسكرية الأكثر انضباطًا وتضحية في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب.
ومع كل محطة تاريخية، يتجدد الوعي الجمعي لأبناء الجنوب بأن جيشهم الوطني هو الضامن الحقيقي للحاضر والمستقبل، والسند الذي يحمي الأرض والهوية من قوى الاحتلال اليمني وأذرعها التي ما تزال تسعى لزعزعة الاستقرار.
القوات المسلحة الجنوبية حصن الهوية والسيادة
منذ تأسيس الجيش الجنوبي في سبعينيات القرن الماضي، ارتبطت القوات المسلحة الجنوبية بهوية الشعب وقضيته الوطنية. لم يكن الجيش مجرد تشكيل عسكري تقليدي، بل كان انعكاسًا لإرادة جماعية شعبية هدفت إلى حماية الجنوب من الأخطار الداخلية والخارجية.
وبعد سنوات طويلة من التهميش والإقصاء، عاد هذا الجيش ليعيد التوازن الميداني والسياسي، وليؤكد أن السيادة لا تُصان إلا بوجود قوة عسكرية منظمة ومخلصة، تستمد شرعيتها من الشعب وليس من أي قوى خارجية.
تضحيات الأبطال في مواجهة قوى الاحتلال
لقد دفع أبناء الجنوب دماءً غالية من أجل الدفاع عن أرضهم. فمن الضالع إلى شبوة، ومن أبين إلى حضرموت، قدّم الجنود والضباط أرواحهم فداءً للوطن، ليظل الجنوب صامدًا في وجه المؤامرات. هذه التضحيات الجسيمة لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل رسمت ملامح معادلة جديدة للجنوب، عنوانها أن لا استقرار ولا سلام إلا بوجود قوات مسلحة جنوبية قوية، قادرة على ردع المعتدي، وحماية حدود الوطن.
مواجهة الإرهاب وأدوات الفوضى
لم يكن الصراع مقتصرًا على مواجهة قوى الاحتلال اليمني فحسب، بل امتد ليشمل مواجهة التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة التي حاولت التغلغل في المحافظات الجنوبية. وقد أثبتت القوات المسلحة الجنوبية كفاءتها في اجتثاث هذه الجماعات من معاقلها، وتحرير المناطق التي كانت تمثل بؤرًا للفوضى والإرهاب.
وقد شكّلت هذه الانتصارات نقطة فارقة، ليس فقط على مستوى الجنوب، بل على مستوى الإقليم، حيث أدركت دول المنطقة أن الجنوب شريك أساسي في محاربة الإرهاب وصون الأمن القومي العربي.
القوات المسلحة الجنوبية ومعادلة الاستقرار
إنّ معادلة الاستقرار التي يفرضها الجيش الجنوبي اليوم تقوم على ثلاثة أبعاد رئيسية:
البعد الأمني: عبر حماية المدن، وتأمين الحدود، وملاحقة الجماعات المسلحة والإرهابية.
البعد السياسي: من خلال ترسيخ حضور الجنوب كقوة قائمة بذاتها تمتلك أدوات الدفاع عن مشروعها الوطني.
البعد المجتمعي: حيث يشكّل الجيش صمام الأمان للمواطن الجنوبي، الذي يرى فيه حاميًا لأمنه وكرامته وحقوقه.
هذه الأبعاد مجتمعة جعلت من القوات المسلحة الجنوبية مؤسسة تتجاوز كونها كيانًا عسكريًا، لتصبح رمزًا وطنيًا جامعًا يجسد تطلعات الشعب.
مواجهة المؤامرات الخارجية
لا شك أن الجنوب العربي يواجه مخططات معقدة تستهدف هويته وموارده وموقعه الاستراتيجي. وتلعب قوات الاحتلال اليمني دورًا أساسيًا في تنفيذ هذه المؤامرات، سواء عبر التوغل العسكري أو عبر دعم قوى الفوضى الداخلية. لكن القوات المسلحة الجنوبية أظهرت قدرة عالية على الصمود والتحدي، وهو ما جعلها حجر عثرة أمام هذه المخططات.
إنّ ثبات هذه القوات يعكس وعيًا استراتيجيًا بضرورة أن يظل الجنوب متماسكًا، بعيدًا عن مشاريع الهيمنة التي أثبتت السنوات الماضية فشلها.
الدعم الشعبي للقوات المسلحة الجنوبية
من أبرز ما يميز القوات المسلحة الجنوبية أنها تستمد قوتها من الشعب. فكل أسرة جنوبية ترى في الجيش امتدادًا لها، وكل مواطن يعتبر أن الجيش هو خط الدفاع الأول عن كرامته. هذه العلاقة العضوية بين الشعب وجيشه هي ما يجعل الجنوب قادرًا على تجاوز التحديات مهما تعاظمت.
الشراكة مع التحالف العربي
إلى جانب الدور الوطني، لا يمكن إغفال دور الشراكة الاستراتيجية بين القوات المسلحة الجنوبية ودول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. فقد أسهم الدعم العسكري واللوجستي في تعزيز قدرات الجيش الجنوبي، ومكّنه من تحقيق انتصارات نوعية ضد قوى الاحتلال والإرهاب. هذه الشراكة ستظل ركيزة مهمة لضمان الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة بشكل عام.
مستقبل القوات المسلحة الجنوبية
إنّ التضحيات التي قدّمتها القوات المسلحة الجنوبية عبر عقود طويلة ليست إلا تمهيدًا لمستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا. فاليوم، تتجه الأنظار نحو بناء مؤسسي متكامل، يعزز من قدرات الجيش، ويضعه على طريق احترافية كاملة تجعله قادرًا على حماية الدولة الجنوبية المنشودة.
ومع تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، فإن وجود قوات مسلحة جنوبية قوية سيظل ضمانة حقيقية لحماية المصالح الوطنية، والحفاظ على أمن البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية، وهو ما يمنح الجنوب دورًا محوريًا في أمن المنطقة.
إنّ القوات المسلحة الجنوبية ليست مجرد مؤسسة عسكرية، بل هي عنوان الهوية الوطنية، ورمز التضحية والصمود، وصمام الأمان الذي يفرض معادلة الاستقرار في الجنوب العربي. وبفضل تضحيات الأبطال، سيظل الجنوب محصنًا من مؤامرات الاحتلال اليمني وأطماعه، وسيبقى جيشه الوطني حصن السيادة وركيزة المستقبل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
