القوات المسلحة الجنوبية تحتفل بالذكرى الـ54 لتأسيس الجيش الجنوبي: تاريخ البطولات واستعادة القوة

القوات المسلحة الجنوبية
القوات المسلحة الجنوبية

تحتفي القوات المسلحة الجنوبية، في الأول من سبتمبر من كل عام، بالذكرى الـ54 لتأسيس الجيش الجنوبي، مناسبة خالدة في وجدان أبناء الجنوب، تعكس تاريخًا عسكريًا حافلًا بالإنجازات والبطولات، وتؤكد ارتباط الجيش بقضية الوطن وتضحيات شعبه. 

هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي استعادة لروح الجيش الجنوبي، الذي امتلك منذ تأسيسه عام 1970 قدرات قتالية متطورة وترسانة عسكرية متينة، شكلت صمام أمان للجنوب في مراحل مختلفة من تاريخه.

الجيش الجنوبي قبل الوحدة ومراحل تاريخه الأولى

منذ تأسيسه في الأول من سبتمبر 1970م، عُرف الجيش الجنوبي بضبطه العسكري واحترافه العملياتي، حيث جسد نموذجًا للجيش النظامي العربي المنضبط. وكان يمتلك كوادر مؤهلة ومدربة، بالإضافة إلى ترسانة عسكرية قوية، ما جعله قادرًا على حماية الأراضي الجنوبية والحفاظ على الأمن والاستقرار. لكن وحدة عام 1990 وما تلاها من أحداث، وضعت المؤسسة العسكرية الجنوبية أمام تحديات غير مسبوقة. فقد تم استهداف الجيش بمؤامرات ممنهجة لتدميره وتسريح عناصره المؤهلة، وصولًا إلى الإجهاز على قدراته في حرب 1994، ما ترك أثرًا عميقًا في ذاكرة أبناء الجنوب، الذين شهدوا انهيار مؤسساتهم العسكرية التي شكلت فخرًا لهم لعقود.

العودة القوية للجيش الجنوبي وإعادة التأهيل

شهدت السنوات الأخيرة عودة متجددة للجيش الجنوبي، بفضل رعاية واهتمام اللواء الزبيدي، الذي أولى المؤسسة العسكرية أولوية قصوى. فقد تم التركيز على إعادة التأهيل والتدريب، وتوفير الإمكانيات اللازمة لبناء جيش نظامي صلب قادر على الدفاع عن الجنوب ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية. ويشير العقيد صالح أبو عبدين إلى أن إعادة بناء الجيش لم تقتصر على الجوانب المادية فحسب، بل شملت رفع الكفاءة القتالية والقدرة على التعامل مع مختلف التهديدات، سواء من الجماعات الإرهابية أو من المليشيات المتسللة إلى الأراضي الجنوبية.

القادة العسكريون يؤكدون أن القوات المسلحة الجنوبية، بما تمتلكه اليوم من خبرات قتالية وتضحيات جسام، تمثل صمام أمان الجنوب وحصنه المنيع في مواجهة كل التحديات. فهي ليست مجرد مؤسسة عسكرية، بل رمز للهوية والنضال وذاكرة أمة ما زالت متمسكة بحقها في الحرية والاستقلال.

الاحتفاء بذكرى التأسيس كرمز للوحدة الوطنية

احتفال الجنوب بالذكرى الـ54 لتأسيس الجيش الجنوبي يعكس ارتباط أبناء الجنوب بمؤسستهم العسكرية، ويؤكد على أن تضحيات الجيش ليست فقط لحماية الأرض، بل هي امتداد لقيم الوطنية والوفاء لتاريخ النضال. كما أن هذه الذكرى تعزز من الشعور بالانتماء الوطني وتعيد للأجيال الجديدة معرفة الجهود التي بذلها الأبطال في الماضي، وتشجع على الحفاظ على مكتسبات الجنوب وحمايتها.

إن ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي ليست مجرد حدث عابر، بل هي مناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات العسكرية والسياسية التي تحققت في الجنوب، ودعم مسيرة إعادة بناء القوات المسلحة كأداة دفاع قوية وفعالة. وهي رسالة واضحة لكل الأعداء بأن الجيش الجنوبي، بفضل تضحيات أفراده وجهود قيادته، حاضر دائم ومستعد للتصدي لأي تهديد، والحفاظ على الأمن والاستقرار في كل ربوع الجنوب.

الاحتفاء بالذكرى الـ54 لتأسيس القوات المسلحة الجنوبية يمثل نقطة فاصلة في تاريخ الجنوب، إذ يربط بين الماضي المليء بالبطولات والتحديات، والحاضر الذي يشهد عودة قوية للجيش، بفضل الدعم المستمر من الرئيس الزبيدي. هذه المناسبة تؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية ليست فقط جيشًا نظاميًا، بل هي رمز الهوية، صمام الأمان، وركيزة أساسية لاستقرار الجنوب ووحدته، ودرع يحمي حقوق أبناء الجنوب في الحرية والاستقلال.

من خلال هذه الذكرى، يتجدد عهد الجنوب مع جيشه، وتتعزز الثقة بأن المستقبل سيشهد المزيد من الانتصارات والنجاحات، التي ستظل محفورة في ذاكرة أجيال الجنوب، لتبقى قصة الجيش الجنوبي نموذجًا يحتذى به في الصمود والتضحية والوفاء للوطن.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1