العلاقة بين القهوة والكوليسترول.. الدراسات الطبية توضح

نقدم العلاقة بين القهوة والكوليسترول، حيث يتضمن الارتباط بين القهوة والكوليسترول عدة عوامل، بما في ذلك كيفية تحضير القهوة، وكمية القهوة المستهلكة، وكيفية استقلاب القهوة، حيث تُعد القهوة جزءًا أساسيًا من عادات الكثيرين اليومية، ولكن هل فوائد القهوة تفوق مخاطرها؟ وإذا كانت المخاطر موجودة، فهل هناك طرق للحد منها إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول؟

العلاقة بين القهوة والكوليسترول

لتوضيح العلاقة بين القهوة والكوليسترول، يجب التنويه بأن هناك العديد من أنواع القهوة المختلفة، ولكن يتم تحضيرها بشكل أساسي بطريقتين: المفلترة وغير المفلترة، ويقصد بالقهوة غير المفلترة، "القهوة المغلية"، وتشمل قهوة الإسبريسو والقهوة التركية والقهوة الفرنسية.

وبشكل عام، تُشكل القهوة غير المفلترة مخاطر محتملة أعلى إذا كنت تعاني من ارتفاع نسبة الدهون في الدم في ذلك الكوليسترول، ويرجع ذلك إلى وجود مركبين، وهما كافستولو كاهويول، تبقى في القهوة غير المفلترة ومن المرجح أنها مسؤولة عن زيادة الكوليسترول. 

محتوى كافستول

تحتوي القهوة غير المفلترة على كمية كافستول أعلى بكثير، وقد توصلت مراجعة أجريت عام 2012 لتقييم 12 دراسة مختلفة شارك فيها أكثر من 1000 مشارك إلى أن الاستهلاك المنتظم للقهوة غير المفلترة يزيد من إجمالي الكوليسترول (TC) والكوليسترول الضار منخفض الكثافة (LDL)ز

ووفقًا للباحثين، فإن زيادة استهلاك القهوة غير المفلترة تتوافق مع ارتفاع مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار، وفي المقابل، لم يكن لشرب القهوة المفلترة أي تأثير ملحوظ على مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار.

وأشارت دراسات أخرى إلى أن التدخين يزيد من خطر تناول القهوة غير المفلترة ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التدخين يسبب تضييق الأوعية الدموية، وعند الجمع، قد يؤدي تناول القهوة غير المفلترة والتدخين إلى زيادة مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) وانخفاض مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) المفيدة، ويكون هذا الخطر أعلى لدى المدخنين الذين يستهلكون 3 أكواب أو أكثر يوميًا.

وتشير الأبحاث إلى أن تناول 10 مليغرامات من الكافيستول يوميًا أي ما يعادل حوالي خمسة أكواب من الإسبريسو يزيد مستوى الكوليسترول بمقدار 2.34 مليغرام/ديسيلتر بعد أربعة أسابيع، ومع أن هناك احتمالًا أن تزيد القهوة من مستويات الكوليسترول، إلا أن هناك أدلةً أيضًا على أن تناول القهوة يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 15%. 

كمية القهوة المستهلكة

وجدت دراسة أجريت عام 2023 أن تناول أكثر من أربعة أكواب من القهوة يوميًا قد يزيد مستويات الكوليسترول الضار لدى بعض الأشخاص، إلا أن أمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية، بما في ذلك قصور القلب، لم ترتبط بتناول القهوة.

وأشارت دراسة أجريت عام 2022 إلى أن الأشخاص الذين يشربون من 2 إلى 3 أكواب من القهوة يوميًا لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض القلب مقارنة بأولئك الذين لا يشربونها، وكان خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو الوفاة المرتبطة بالقلب هو الأقل بالنسبة للأشخاص الذين يشربون كوبًا واحدًا من القهوة يوميًا.

استقلاب القهوة

قد تؤثر طريقة استقلاب القهوة والكافيين أيضًا على فوائد ومخاطر شرب القهوة، فقد تؤثر الاختلافات الجينية في الإنزيمات المشاركة في استقلاب الكافيين على كيفية استجابة الأفراد للكافيين والقهوة، وتشير الدراسات القديمة إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين "ببطء" قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب عند استهلاك القهوة، في حين أن الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين "بسرعة" قد يحصلون على تأثير وقائي. 

أظهرت دراسة أجريت عام 2024 أن الكافستول الموجود في حبوب البن يمكن أن يؤثر على عملية أيض الكوليسترول في الجسم. إذا كنت تعاني من طفرة جينية تُبطئ عملية أيض القهوة في جسمك وتشرب كوبين أو أكثر من القهوة يوميًا، فقد يكون خطر إصابتك بأمراض القلب أعلى، ومع ذلك، وجدت دراسات أخرى أن المتغيرات الجينية لا تظهر تأثيرًا كبيرًا على الارتباط بين تناول القهوة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

فوائد القهوة

يحتوي كوب واحد من القهوة على عدد مفاجئ من المكونات النشطة بيولوجيًا والتي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الصحة البدنية والعقلية وتشمل هذه: 

• الكافيين (الذي يقلل من التعب ويحسن الأداء العقلي)
• المعادن الأساسية (مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم)
• البوليفينول (الذي يقلل من نسبة السكر في الدم ويرخي الشرايين)
• الميلانويدينات(التي تساعد في عملية التمثيل الغذائي للدهون)
• حمض الكلوروجينيك (مضاد للأكسدة قوي)
• ديتربينات (يقال إن له خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للتشنج)