الإمارات.. رافعة إنسانية وتنموية في الجنوب عبر تدخلات إغاثية مستمرة
في ظل الأوضاع المعقدة التي يمر بها الجنوب، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كفاعل إنساني وتنموي محوري، عبر تدخلات إغاثية مستمرة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية والتخفيف من معاناة المواطنين. هذه الجهود ليست طارئة أو عابرة، بل تعكس التزامًا إنسانيًا راسخًا واستراتيجية طويلة المدى تضع المواطن الجنوبي في صميم أولوياتها.
أحدث هذه التدخلات جاء عبر مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، التي دشنت المرحلة الثانية من مشروع دعم وتأهيل مستشفى جمال عبدالناصر، ومستشفى المصينعة في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، استمرارًا للدور الإماراتي في تعزيز البنية التحتية الصحية. المرحلة الجديدة من المشروع تتضمن ترميم وصيانة وتجهيز وتأثيث 11 مستشفى في محافظة شبوة، إلى جانب دعم الكادر الطبي، بما يضمن استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين بجودة وكفاءة.
تقدير رسمي وشعبي للدعم الإماراتي
شهد حفل انطلاق المشروع الشيخ أبوبكر بن فريد العولقي، مدير مديرية الصعيد، والدكتور محمد لشرف، مدير إدارة المستشفيات بالمحافظة، بحضور مندوب مؤسسة خليفة، المهندس خالد بانافع. وخلال الفعالية، عبّر المسؤولون المحليون عن امتنانهم الكبير للدور الإماراتي النوعي، الذي يمس حياة الناس بشكل مباشر، ويعزز صمودهم في وجه التحديات.
هذا التقدير الرسمي والشعبي يعكس قناعة راسخة لدى أبناء شبوة والجنوب عمومًا بأن الإمارات ليست مجرد داعم مؤقت، بل شريك حقيقي في التنمية والإغاثة، يسهم بشكل ملموس في حماية المجتمع من الانهيار الخدمي والاجتماعي.
جهود ممتدة تتجاوز الإغاثة التقليدية
ما يميز النهج الإماراتي أنه لا يقتصر على توزيع المساعدات الإغاثية، بل يتجاوزها إلى تنفيذ مشاريع استراتيجية طويلة الأجل تعزز استدامة الخدمات. فترميم المستشفيات وتأهيل الكوادر الطبية يضع أسسًا ثابتة لبنية صحية متينة، قادرة على مواجهة الأزمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين.
كما أن التدخلات الإماراتية في شبوة وغيرها من محافظات الجنوب تمثل خط دفاع حيوي ضد حرب الخدمات التي تستهدف الجنوب منذ سنوات. إذ تحاول قوى معادية ضرب ثقة المواطن بمؤسساته عبر افتعال أزمات معيشية، لكن الدعم الإماراتي يسهم في سد الفجوات، ويعيد الأمل للناس بأن مستقبلًا أفضل ممكن.
مزيج بين الإغاثة والتنمية
النهج الإنساني الإماراتي في الجنوب يجمع بين الاستجابة السريعة للاحتياجات العاجلة، وبين الرؤية التنموية بعيدة المدى. فالمساعدات لم تعد مجرد استجابة لحالات طوارئ، بل تحولت إلى رافد تنموي يعزز الاستقرار، ويمهّد الطريق لعودة مؤسسات قوية قادرة على خدمة المواطن.
في محافظة شبوة على سبيل المثال، لم تقتصر الجهود على القطاع الصحي فقط، بل شملت أيضًا حملات إغاثية ميدانية لتوفير الغذاء والمياه والوقود، إضافة إلى مشاريع بنية تحتية أساسية. هذا التكامل بين الإغاثة والتنمية يخلق بيئة مستقرة، ويخفف من حدة الأزمات التي تستهدف الجنوب.
البعد الإنساني والإستراتيجي
الإمارات من خلال هذه الجهود لا تسعى فقط إلى تقديم المساعدات، بل تعتمد على استراتيجية بناء الثقة، عبر مشاريع ملموسة يشعر المواطن بثمارها في حياته اليومية. فالإنسان الجنوبي الذي يجد مستشفى مؤهلًا وكادرًا طبيًا مدعومًا وخدمات متوفرة، يصبح أكثر ثقة بمستقبله وأكثر قدرة على الصمود.
كما أن هذا الدعم الإنساني يحمل بعدًا إستراتيجيًا، إذ يُعد ركيزة أساسية لتحقيق استقرار شامل في الجنوب، يقطع الطريق أمام محاولات القوى المعادية إشعال الفوضى. وبذلك، تصبح المساعدات الإماراتية جزءًا من مشروع متكامل يهدف إلى تمكين المواطن، وتعزيز استعادة الدولة الجنوبية على أسس صلبة.
أهمية الدور الإماراتي في المرحلة الراهنة
اليوم، ومع تصاعد التحديات التي يواجهها الجنوب، تتأكد أهمية الدور الإماراتي الذي يمثل شريان حياة للمجتمع الجنوبي. فهو يخفف من وطأة الأزمات الخدمية والمعيشية، ويمثل في الوقت نفسه استثمارًا في استقرار طويل الأمد.
هذا الدور يترسخ يومًا بعد يوم عبر مشاريع نوعية، أبرزها دعم المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، ما يجعل الإمارات لاعبًا إنسانيًا وتنمويًا بارزًا، يحظى بتقدير رسمي وشعبي واسع.
إن تدخلات الإمارات في شبوة والجنوب عمومًا، عبر مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية وغيرها من الأذرع الإغاثية، تعكس نهجًا إنسانيًا متكاملًا يجمع بين الإغاثة السريعة والتنمية المستدامة. فهي ليست مجرد مساعدات مؤقتة، بل استراتيجية لإرساء الاستقرار وتخفيف المعاناة، ما يجعلها صمام أمان في وجه حرب الخدمات والتحديات المتعددة التي يواجهها الجنوب.
وبهذا النهج، تواصل الإمارات ترسيخ مكانتها كفاعل إنساني وتنموي محوري، يسهم في صناعة مستقبل أفضل للجنوب وأبنائه.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
