علي المصيلحي… سيرة ومسيرة وزير التموين السابق الذي رحل تاركًا إرثًا من العطاء

علي المصيلحي
علي المصيلحي

في صباح يومٍ حزين، ودّعت مصر أحد أبرز رموزها في العمل العام، الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، الذي وافته المنية بعد مسيرة مهنية ووطنية حافلة بالإنجازات.

 الخبر الذي أعلن عنه الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية الحالي، جاء مصحوبًا بكلمات صادقة من الحزن والأسى، معبّرًا عن مكانة الرجل التي لا يمكن اختزالها في منصب أو سنوات خدمة، بل في أثرٍ باقٍ تركه في حياة ملايين المواطنين.

من هو علي المصيلحي؟

وُلد الدكتور علي المصيلحي في بيئة مصرية أصيلة، وعُرف منذ شبابه بجدّيته وتفوقه العلمي. حصل على درجات علمية متقدمة في الهندسة والاقتصاد، مما أهّله لشغل مناصب قيادية منذ بداياته المهنية. برز اسمه أولًا في المجال الأكاديمي والبحثي، ثم انتقل للعمل التنفيذي والإداري، حيث تولّى مسؤوليات كبرى أكسبته سمعة الرجل القادر على إدارة الملفات المعقدة بكفاءة عالية.

بداياته في العمل العام

بدأ المصيلحي مسيرته السياسية كنائب في البرلمان المصري، حيث مثّل دائرته باقتدار، مدافعًا عن حقوق المواطنين ومتابعًا لقضاياهم على أرض الواقع. لم يكن من النوع الذي يكتفي بالظهور الإعلامي، بل كان يحرص على التواجد الميداني وحل المشكلات من جذورها، وهو ما مهّد الطريق أمامه لتولي مناصب وزارية لاحقة.

فترة توليه وزارة التضامن الاجتماعي

قبل وزارة التموين، تولى الدكتور علي المصيلحي حقيبة وزارة التضامن الاجتماعي، حيث عمل على تطوير برامج الدعم الاجتماعي وتوسيع قاعدة المستفيدين من المعاشات، إلى جانب مبادرات تستهدف الأسر الأكثر احتياجًا. وقد لاقت هذه الجهود إشادة من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني.

وزير التموين والتجارة الداخلية

تسلّم المصيلحي منصب وزير التموين في فترة كانت مصر تواجه تحديات كبيرة في تأمين السلع الاستراتيجية وضبط الأسواق. استطاع أن يقود عملية تطوير شاملة لمنظومة التموين، تضمنت:

تحديث قاعدة بيانات المستفيدين من الدعم لضمان وصوله إلى مستحقيه.

تعزيز المخزون الاستراتيجي من القمح والزيت والسكر لتأمين الاحتياجات الأساسية.

تطوير المجمعات الاستهلاكية لتوفير السلع بأسعار مناسبة.

تطبيق نظم تكنولوجية متقدمة في صرف الخبز والسلع التموينية، مما قلل من نسب الهدر.

سمات قيادته

عُرف الدكتور علي المصيلحي بنهج عملي قائم على التخطيط المسبق والشفافية في التعامل مع الملفات. كان حازمًا في القرارات التي تمس مصلحة الدولة، وفي الوقت نفسه متفهمًا لاحتياجات المواطن البسيط. لم تكن شعبيته نابعة من الخطابات، بل من الأفعال الملموسة التي لمسها الناس في حياتهم اليومية.

أثره الإنساني

رغم انشغاله الدائم بالمهام الوزارية، لم يتردد المصيلحي في مد يد العون للمحتاجين أو دعم المبادرات الخيرية. في كثير من الأحيان، كان يتواصل شخصيًا مع الحالات الإنسانية التي تعرض عليه، في محاولة لحل مشاكلها بشكل مباشر. هذا الجانب الإنساني أضفى عليه احترامًا وحبًا لدى شريحة واسعة من الشعب.

وداع الأمة له

مع إعلان خبر وفاته، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات الحزن والدعاء، من مواطنين ومسؤولين وزملاء عمل، جميعهم أجمعوا على أن مصر فقدت رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأكد الدكتور شريف فاروق، في بيانه الرسمي، أن المصيلحي كان مثالًا للإخلاص والكفاءة والنزاهة، وأن بصماته ستظل واضحة في منظومة التموين لسنوات قادمة.

إرثه الذي لا يزول

إن ما يميز إرث الدكتور علي المصيلحي هو أنه لم يقتصر على مشروعات أو قرارات إدارية، بل شمل أيضًا ثقافة إدارية جديدة في وزارة التموين، تقوم على التخطيط الاستراتيجي، والشفافية، والاستجابة السريعة للأزمات. هذه المنهجية أصبحت مرجعًا لمن جاء بعده، وأساسًا يمكن البناء عليه في المستقبل.

علاقة عمله بالتنمية في المحافظات

كان للمصيلحي دور في دعم المشروعات التنموية في المحافظات، خاصة في المناطق النائية مثل سيوة، حيث ساهمت سياسات وزارة التموين في ضمان وصول السلع المدعمة إلى تلك المناطق رغم بعدها الجغرافي وصعوبة المواصلات. كما شجع على دعم المنتجات المحلية في هذه المناطق، ما ساعد على تنشيط الاقتصاد المحلي.

رحيل الدكتور علي المصيلحي خسارة وطنية كبيرة، لكن إرثه سيظل حاضرًا في كل رغيف خبز آمن، وفي كل سلعة استراتيجية متوفرة على أرفف المجمعات الاستهلاكية، وفي كل أسرة وجدت دعمًا كريمًا في وقت الحاجة. لقد جسّد نموذجًا للمسؤول الذي يعمل من أجل الناس، ويغادر الدنيا تاركًا أثرًا لا يُمحى.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1