تشييع مهيب في شبوة للشهيد عبدربه المصعبي: ملحمة وفاء لتضحيات لا تُنسى
شهدت محافظة شبوة، يومًا مهيبًا من الحزن والفخر، خلال مراسم تشييع الشهيد الملازم ثاني عبدربه علي لقرع المصعبي، أحد أبطال اللواء السادس صاعقة، الذي ارتقى إثر تفجير إرهابي جبان استهدف دورية أمنية في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد.
مراسم رسمية وشعبية تليق بعظمة الفقد
أقيمت مراسم التشييع الرسمية في ملعب الفقيد ناصر الخليفي بمدينة عتق، حيث أدّيت الصلاة على الجثمان بحضور تشكيلات من قوات دفاع شبوة، التي تولّت حمل الجثمان، وسط حضور رسمي وشعبي واسع جسّد مشاعر التقدير والوفاء لتضحيات الشهيد.
تقدّم المشيعين عبدربه هشله ناصر، الأمين العام للمجلس المحلي ونائب المحافظ، إلى جانب وكيل المحافظة فهد الخليفي، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، من بينهم العميد أحمد ناصر لحول، العميد أحمد العربي، والعقيد ماجد لمروق، والعقيد عبدالسلام الشبحي، والعقيد سالم وقزان، إضافة إلى أهالي الشهيد وجموع من المواطنين.
رسائل وفاء وتأكيد على الصمود
خلال مراسم التشييع، نقل هشله تعازي ومواساة محافظ شبوة ورئيس اللجنة الأمنية عوض بن الوزير لأسرة الشهيد، مؤكدًا أن استهداف أبطال الجنوب لن يثني قوات الأمن والدفاع عن أداء واجبها الوطني، بل يزيدها إصرارًا وثباتًا في مواجهة الإرهاب.
كما أشاد هشله ببطولات منتسبي الوحدات الأمنية والعسكرية، الذين يقدّمون أرواحهم فداءً لأمن الجنوب واستقراره، ويشكّلون بسلوكهم الوطني خط الدفاع الأول ضد كل مشاريع الفوضى والإرهاب.
الشهيد عبدربه المصعبي: رمز من رموز الفداء
استُشهد الملازم ثاني عبدربه المصعبي في تفجير غادر استهدف دورية أمنية تابعة للواء السادس صاعقة، وأسفر عن استشهاده وإصابة الجندي عسكر صالح محمد رناح. وقد مثّل خبر استشهاده صدمة وألمًا عميقًا لأبناء شبوة والجنوب عمومًا، نظرًا لما يتمتع به من تاريخ نضالي ومواقف شجاعة في الميدان.
شهداء الجنوب... ذاكرة وطنية حية
لا يُعد تشييع الشهداء في الجنوب مجرد طقس جنائزي، بل هو فعل وطني ومجتمعي يعكس الإجلال والوفاء، ويؤكّد على استمرار المسيرة التحررية. ومثل هذه المراسم الرسمية تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه المجلس الانتقالي الجنوبي في تكريم الشهداء باعتبارهم اللبنة الأساسية في مشروع التحرير والسيادة.
البعد الرمزي... وضرورة استلهام التضحيات
تحوّلت مراسم التشييع إلى لحظة وطنية جامعة، حيث الهتافات، والدموع، والأكف المرفوعة بالتحية، أعادت تأكيد العهد على مواصلة درب النضال حتى استعادة الدولة الجنوبية. فدماء الشهداء لا تذهب سدى، بل تُترجم إلى مواقف سياسية راسخة تعزز المشروع الوطني.
ويأتي هذا التشييع في ظل مرحلة دقيقة تتكالب فيها المؤامرات الداخلية والخارجية لإجهاض تطلعات الجنوب، ما يجعل من كل جنازة شهيد مناسبة لإعادة صياغة الوعي الشعبي حول قضية التحرير، على أنها مسؤولية جماعية تتطلب تضحيات مستمرة.
الرحمة للشهيد... والعهد قائم
ابتهل الحاضرون في ختام التشييع بالدعاء للشهيد عبدربه المصعبي، سائلين الله أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يمنّ بالشفاء العاجل على الجرحى، ويُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إن شهداء الجنوب يظلون منارات مضيئة في درب الحرية، وذكراهم ستظل محفورة في وجدان الشعب الجنوبي، رمزًا للفداء والإصرار على بلوغ النصر.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
