موسم الهروب الكبير.. تصدّع مليشيا الحوثي وسقوط الأقنعة عبر بوابة الجنوب

مليشيا الحوثي
مليشيا الحوثي

في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، ونتيجة لتدمير عدد من المطارات الواقعة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، بدأ موسم هروب عدد من قيادات المليشيا، في محاولات يائسة للفرار من المصير الذي ينتظرهم.

 اللافت أن الجنوب أصبح الطريق المفضل لتلك المحاولات، ما يعكس حجم الانهيار الداخلي والارتباك المتصاعد داخل صفوف المليشيات.

اعتقال قيادات بارزة.. محمد الزايدي وهشام شرف في قبضة الأمن

شهدت الأيام الأخيرة توقيف قياديين بارزين في صفوف المليشيات الحوثية أثناء محاولتهما الفرار. إذ تم اعتقال المدعو محمد الزايدي، المسؤول عن تنسيق الدعم القبلي، في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، وذلك أثناء محاولته مغادرة البلاد. كما تم إلقاء القبض على هشام شرف، وزير الخارجية السابق في حكومة الحوثيين، خلال محاولته الخروج من مطار عدن.

هذه الأحداث لا تُعد مجرد وقائع عابرة، بل مؤشرات صريحة على حجم الضغوط التي تعاني منها المليشيات، وعلى واقع داخلي متأزم لم تعد تخفيه الشعارات الزائفة.

ضغوط مكثفة وارتباك داخلي يتزايد

محاولات فرار القيادات الحوثية عبر الجنوب لا تأتي من فراغ، بل تعكس بوضوح حالة من التخبط داخل المليشيات نتيجة تضييق الخناق العسكري عليها على أكثر من جبهة. ومع تصاعد حجم الخسائر، باتت القيادات تبحث عن طوق نجاة، ولو على حساب كرامتها، مما يؤكد أن الانهيار الداخلي ليس مجرد احتمال، بل واقع آخذ في التشكل سريعًا.

سقوط الشعارات الزائفة وكشف الوجوه الحقيقية

لطالما رفعت قيادات الحوثيين شعارات الصمود والمواجهة، لكن الوقائع الأخيرة أثبتت أن هذه الشعارات كانت مجرد ستار يختبئ خلفه الخوف والجبن. فعند أول تهديد حقيقي، تسقط الأقنعة سريعًا، ويهرب من كان يتغنى بالتضحية، تاركًا أتباعه لمصير مجهول.

إن ما نشهده اليوم هو مشهد صارخ لحقيقة المليشيات: مشروع فردي قائم على مصالح شخصية، لا يمت للوطن أو للكرامة بأي صلة.

ازدواجية الخطاب.. الموت للناس والنجاة للقيادات

واحدة من أبرز ملامح السلوك الحوثي المتكرر هي التناقض الصارخ بين ما يُقال وما يُفعل. ففي حين تُسوّق المليشيات الموت للناس كأنه شرف، وتدفع بالأطفال إلى جبهات القتال، نجد أن قادتها يفرّون عند أول فرصة، تاركين من غرروا بهم في الميدان دون دعم أو حماية.

النهاية تقترب.. مشروع هش وزائل

في المحصلة، فإن محاولات الفرار المتكررة لقيادات الحوثي ما هي إلا انعكاس لهشاشة المشروع الحوثي من الداخل. فحتى قادة المليشيا أنفسهم باتوا يدركون قرب النهاية، ولهذا يسعون للهرب، تاركين خلفهم آلاف الأسر التي خُدعت بشعارات لا أساس لها من الواقع.

إن الواقع الميداني يثبت أن من يتاجر بدماء الأبرياء لا يمكنه الصمود طويلًا، وأن ساعة الحساب باتت أقرب مما يتخيلون.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1