مطلوب للإنتربول الدولي.. من هو أحمد وحيدي القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني؟

أحمد وحيدي
أحمد وحيدي

 

عقب ساعات قليلة من مقتل القائد السابق للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في الهجوم الجوي الإسرائيلي فجر الجمعة، سارعت القيادة الإيرانية إلى تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائدًا عامًا جديدًا للحرس الثوري، في خطوة تعكس سعي طهران للحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية في خضم التصعيد الإقليمي المتسارع.

ويُعد وحيدي، المولود في مدينة شيراز عام 1958، من أبرز الأسماء العسكرية في النظام الإيراني، إذ شغل عدة مناصب أمنية وعسكرية رفيعة على مدار أربعة عقود، أبرزها قيادة "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري، ووزارة الدفاع، ثم وزارة الداخلية، كما تولى رئاسة منظمة الصناعات الجوية الإيرانية.

لكن خلف هذه المسيرة الطويلة تلاحق وحيدي تهم متعلقة بالإرهاب الدولي. 

فقد ورد اسمه في تحقيقات تتعلق بعمليات استهدفت أهدافًا غربية ويهودية حول العالم، من أبرزها تفجير مركز الجالية اليهودية "آميا" في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1994، والذي أسفر عن مقتل 85 شخصًا وإصابة المئات. 

وعلى خلفية ذلك، أصدرت الشرطة الدولية "الإنتربول" نشرة حمراء بحقه، ولا تزال فعالة حتى اليوم.

وتتهم الأرجنتين وحيدي بالمشاركة المباشرة في تدبير وتنفيذ الهجوم، وقد جددت في أبريل2024 مطالبتها بتوقيفه، خاصة بعد زيارته الرسمية إلى باكستان وسريلانكا بصفته وزيرًا للداخلية.

كما يُعتقد أن وحيدي كان على صلة باختطاف ضابط الاستخبارات الأمريكية ويليام باكلي في لبنان عام 1984، حين كان يتولى قيادة "كتيبة لبنان" التابعة للحرس الثوري، وهي الفترة التي شهدت تنامي نفوذ طهران في الساحة اللبنانية.

وخلال فترة قيادته لفيلق القدس، نُسبت إليه عمليات اغتيال وتدريب لمسلحين في عدة دول، ضمن سياسة تصدير الثورة التي يتبناها النظام الإيراني. كما اتُّهم بالضلوع في إدارة ما عُرف بـ "فضيحة إيران-كونترا" في ثمانينيات القرن الماضي، وهي القضية التي تم فيها تزويد طهران بصواريخ أمريكية خلال حربها مع العراق.

ورغم الانتقادات الدولية، تولى وحيدي وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، مما أثار احتجاجات واسعة، خصوصًا من الحكومة الأرجنتينية، التي اتهمت طهران بمحاولة تسييس القضاء والتهرب من تنفيذ قرارات الإنتربول.

وكان وحيدي قد وصف تعيينه وزيرًا للدفاع في حينه بأنه "صفعة لتل أبيب"، معتبرًا أن الملاحقات القضائية الدولية تأتي ضمن حملة "دعائية" ضد إيران.

اليوم، وبعودته إلى رأس المؤسسة العسكرية الأكثر نفوذًا في البلاد، يُثير تعيينه تساؤلات حول توجهات إيران في المرحلة المقبلة، وسط أجواء متوترة تنذر بمزيد من التصعيد الإقليمي.