الخارجية الأمريكية: اتصالات رفيعة مع موسكو وكييف

في مؤشر جديد على تحرك دبلوماسي خلف الكواليس، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية استمرار الاتصالات على أعلى المستويات مع كلٍّ من روسيا وأوكرانيا، في إطار الجهود الرامية لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، "تامي بروس"، خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء الثلاثاء، إن واشنطن تواصل انخراطها المباشر مع الجانبين الروسي والأوكراني، مشددة على أن "الحل الواقعي الوحيد يمر عبر الحوار المباشر بين الأطراف"، مضيفة: نحن على تواصل وثيق مع كلا الجانبين، ونرحب بأي خطوة إنسانية تمهد الطريق نحو التهدئة.
وجاءت تصريحات بروس بالتزامن مع الإعلان عن تنفيذ مرحلتين من عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، استنادًا إلى التفاهمات التي جرى التوصل إليها سابقًا في مدينة إسطنبول التركية.
وفي 9 يونيو، نُفّذت المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث جرى تبادل مجموعة من الجنود الأسرى من الطرفين، معظمهم من الشباب دون سن الخامسة والعشرين.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرة التي أقلّت الجنود الروس العائدين من الأسر الأوكراني، حطّت في موسكو مساء نفس اليوم.
أما في اليوم التالي، 10 يونيو، فأعلنت موسكو عن عودة دفعة جديدة من جنودها المحتجزين لدى كييف، في إطار نفس الاتفاق.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية هذه العملية بأنها "خطوة مهمة تعكس التزام الأطراف بتنفيذ البنود الإنسانية من الاتفاقات".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرّح مؤخرًا بأن تبادل الأسرى سيتم على عدة مراحل، موضحًا أن المرحلة الأولى تركزت على المصابين والمرضى، بالإضافة إلى الجنود الشباب، في بادرة لبناء الثقة بين الطرفين.
وتشير هذه التحركات، حسب مراقبين، إلى تحول محتمل في المزاج الدولي تجاه ضرورة تهدئة الأوضاع العسكرية وفتح قنوات سياسية جدية.
وترى واشنطن في هذه المبادرات "فرصًا لا يجب تفويتها" لخفض التصعيد وخلق أرضية لحوار مباشر مستقبلي بين موسكو وكييف.
وتظل الولايات المتحدة، حسب تصريحات مسؤوليها، حريصة على دعم كل مسار يساهم في إنهاء الصراع بشكل يحفظ سيادة أوكرانيا ويضمن الأمن الإقليمي لأوروبا.