جو بايدن والسرطان.. محطات موجعة في رحلة الرئيس الأمريكي السابق مع المرض الخبيث

بايدن
بايدن

 

في تطور مؤلم جديد، أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن إصابته بسرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة، مع انتشار المرض إلى العظام، لتضاف هذه المحنة إلى سلسلة من التجارب الصحية الصعبة التي مر بها خلال العقد الأخير، والتي شكلت فصلًا مأساويًا في حياته الشخصية والسياسية.

هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها بايدن مرض السرطان، فقد سبق أن خضع في فبراير 2023، أثناء توليه منصبه الرئاسي، لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني من منطقة الصدر، حسب إفادة الطبيب السابق للبيت الأبيض. كما أجريت له قبل دخوله البيت الأبيض جراحات لإزالة أورام جلدية غير ميلانينية.

وبالتزامن مع الإعلان الأخير، عاد إلى التداول على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قديم لبايدن يعود إلى 20 يوليو 2022، يظهر فيه وهو يصرح خلال مؤتمر صحفي بولاية ماساتشوستس قائلًا: "لهذا السبب، أنا والعديد من الناس... لديّ سرطان"، وذلك أثناء حديثه عن التلوث البيئي في ولاية ديلاوير.

في حينها، سارع البيت الأبيض إلى التوضيح، معتبرًا تصريحه زلة لسان، وأكد أن بايدن كان يشير إلى إصابات سابقة بسرطان الجلد وليس إلى تشخيص حديث في ذلك الوقت.

غير أن إعلان الإصابة الحالية أثار تكهنات عديدة، وفتح الباب أمام تشكيك بعض الشخصيات العامة في إمكانية وجود إخفاء متعمد للتشخيص الحقيقي. وكان من بين المنتقدين دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس دونالد ترامب، الذي كتب على منصة "إكس" قائلًا: "كيف لم تلاحظ الدكتورة جيل بايدن إصابة زوجها بسرطان في المرحلة الخامسة؟ أم أن هذا مجرد إخفاء آخر؟".

لكن علاقة بايدن بالسرطان لم تقتصر على معاناته الشخصية، بل تعدت ذلك إلى مأساة عائلية كبيرة، عندما فقد نجله الأكبر "بيو بايدن" عام 2015، بعد صراع مرير مع سرطان المخ، وهي خسارة تركت جرحًا غائرًا في قلبه ما زال أثره باديًا عليه حتى اليوم.

وعلى المستوى العام، كان لبايدن دور بارز في مكافحة السرطان، حيث قاد خلال فترة عمله نائبًا للرئيس باراك أوباما، مبادرة وطنية واسعة لتسريع أبحاث السرطان وتحسين أساليب العلاج والوقاية، وتعزيز التعاون في المجالات الطبية، معتبرًا أن هذه المبادرة تمثل إحدى أبرز إنجازاته في الحياة العامة.

رحلة بايدن مع المرض لم تكن مجرد صراع جسدي، بل تجربة إنسانية مؤثرة، عكست مدى هشاشة الإنسان مهما بلغ من القوة والسلطة، وجعلت من قضيته الصحية رمزًا لمعركة لا تزال مستمرة ضد المرض الذي يهدد الملايين حول العالم.