سياسات ترامب تدفع نخبة الخبراء الأمريكيين للاستقالة الجماعية وتُنذر بـ "نزيف كفاءات" في مؤسسات الدولة
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقليص حجم الجهاز الإداري للحكومة الفيدرالية، تسببت في موجة واسعة من استقالات الكفاءات والخبراء، في ما يشبه "هجرة عقول" تهدد الأداء المؤسسي للولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه السياسات دفعت العديد من القيادات البارزة في المؤسسات الحكومية إلى التقاعد المبكر أو الاستقالة، ما أدى إلى تفريغ المناصب من الخبرات المتراكمة.
فعلى سبيل المثال، شهدت المعاهد الوطنية للصحة مغادرة ستة من مديريها المتخصصين في مجالات الأمراض المعدية وصحة الأطفال والبحوث الجينية، بعضهم تم دفعهم للاستقالة أو أُجبروا على ترك مناصبهم.
وفي إدارة الطيران الفيدرالية، استقال قرابة نصف كبار المسؤولين، بما فيهم رئيس إدارة المراقبة الجوية.
كما شهدت وزارة الخزانة انسحابًا جماعيًا لأكثر من 200 من كبار المديرين والخبراء الماليين المخضرمين، الذين قرروا الاستجابة لعروض التقاعد المبكر المقدمة من إدارة ترامب، حسب وثائق اطلعت عليها الصحيفة.
وتشير واشنطن بوست إلى أن حملة الفصل الطوعي أو الإجباري للعاملين في عدد من الوكالات الفيدرالية، أدت إلى موجة غير مسبوقة من فقدان الكفاءات.
وقد وصف موظفون حاليون وسابقون في مقابلات مع الصحيفة هذه الإجراءات بأنها "نزيف مؤسسي" ضرب الخبرات النوعية التي تراكمت لعقود.
كما كشفت الصحيفة أن الإدارة عمدت إلى إلغاء مكاتب وفرق كاملة دفعة واحدة، مما أدى إلى إقصاء مئات الموظفين المخضرمين، وهو ما اعتبره مراقبون تهديدًا حقيقيًا لاستمرارية العمل المؤسسي للحكومة الأمريكية.
