مناورة ترامب الفاشلة في أوكرانيا تعيد الأوروبيين إلى واجهة المشهد السياسي
في افتتاحيتها الأخيرة، تناولت صحيفة لوفيغارو الفرنسية التطورات المتسارعة في أوكرانيا، مشيرة إلى أن تعقيدات المشهد الراهن تحمل دروسًا سياسية مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ورأت الصحيفة أن من أبرز هذه الدروس هو التقدم البطيء ولكن الملحوظ للدبلوماسية، معتبرة أن أي تطور على هذا المسار، مهما بدا محدودًا، يستحق التشجيع.
وجاء في المقال، بقلم الكاتب الفرنسي فيليب جيلي، أن محاولات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للالتفاف على أزمة أوكرانيا، كانت سببًا في إعادة إحياء الدور الأوروبي في الساحة السياسية الدولية.
فقد دفع فشل ترامب الأوروبيين إلى تحمل مسؤوليات أكبر تجاه دعم كييف، مع فتح قنوات تفاهم جديدة وإن كانت حذرة مع موسكو.
وأشادت الصحيفة بطريقة تعامل الأوروبيين مع التطورات الأخيرة، مشيرة إلى تحركهم الذكي يوم السبت الماضي، عندما استغلوا دعوة ترامب إلى هدنة غير مشروطة لمدة 30 يومًا، ليطرحوا من جانبهم مبادرة لوقف إطلاق النار.
وقد بدت الفكرة وكأنها محاولة لفرض شروط السلام على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما اعتبر اختبارًا مزدوجًا: إما النجاح وتهدئة الجبهة، أو كشف أن ترامب نفسه هو من يشجع استمرار النزاع.
وتابعت الصحيفة أن هذه المناورة منحت الأوروبيين فرصة للظهور بمظهر المتعقلين، بينما أُجبر ترامب على الاعتراف بأن أسلوبه السياسي الذي يشبه "لاعب البوكر" لم يحقق النتائج المرجوة.
وأضافت أن مطالب بوتين خلال المحادثات كانت "مبالغًا فيها"، الأمر الذي جعل المهمة أكثر تعقيدًا.
وفي سياق متصل، لم تستبعد الصحيفة أن يكون ظهور الرئيس الصيني شي جين بينغ في موسكو خلال زيارة استمرت ثلاثة أيام وعبّرت عن "الصداقة الحديدية" بين بكين وموسكو قد أجهض آمال ترامب في تنفيذ استراتيجيته الكبرى، المتمثلة في فك الارتباط بين روسيا والصين.
