جولة تفاوضية جديدة بين واشنطن وطهران في روما برعاية عمانية وسط تحركات دولية مكثفة
تستعد العاصمة الإيطالية روما، اليوم السبت، لاحتضان جولة ثانية من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك بوساطة نشطة من سلطنة عُمان، في إطار جهود دبلوماسية متسارعة تهدف إلى كسر الجمود المستمر منذ سنوات.
وتأتي هذه الجولة الجديدة في سياق تحركات إقليمية ودولية مكثفة، تتزامن مع ضغوط سياسية متزايدة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب مشاركة دبلوماسية روسية، وزيارة مرتقبة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لهذه المفاوضات.
وقد أكدت الخارجية الإيرانية، الأربعاء الماضي، موعد ومكان الاجتماع، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن المحادثات ستُعقد رسميًا في 19 أبريل الجاري، بمشاركة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وكانت الجولة الأولى من هذه المفاوضات قد انطلقت في 12 أبريل الجاري في العاصمة العُمانية مسقط، حيث أجرى الطرفان حوارًا غير مباشر استمر لمدة 45 دقيقة، هو الأول من نوعه منذ نحو ثماني سنوات.
وقد وصفت واشنطن اللقاء حينها بأنه كان "جديًا ومثمرًا"، غير أنها طلبت نقل الجولة الثانية إلى روما.
وتتضارب التقديرات حول طبيعة اللقاء المرتقب؛ فبينما تشير بعض التقارير الإعلامية إلى إمكانية عقد اجتماع مباشر بين الوفدين، تُصر طهران رسميًا على أن تبقى المحادثات غير مباشرة.
وفي تصريحات رسمية، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التوصل إلى اتفاق مع واشنطن ممكن، لكنه مرهون بتخلي الإدارة الأمريكية عن "شروطها غير الواقعية وغير القابلة للتطبيق"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن بلاده ما تزال منفتحة على حل وسط، شريطة التزام الجانب الأمريكي بمنهج واقعي ومسؤول.
وتُعد هذه المفاوضات إحدى أبرز التحركات الدولية الرامية إلى تهدئة التوترات النووية، في ظل تصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من الانفجار المحتمل في حال فشل المسار التفاوضي.
