اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.. من الرابح والمستفيد؟

غزة
غزة

جاء توقيع هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، ليشكل نقطة مفصلية في الحرب بين الحركة والجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، وسقط خلالها أكثر من 14 ألفا من القتلى وما يزيد على 33 ألف جريح.

يقضي اتفاق الهدنة بوقف القتال 4 أيام، للسماح بإطلاق سراح 50 رهينة محتجزة في غزة بينهم نساء وأطفال، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.

وكذلك يتضمن دخول مساعدات إنسانية تضم مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب، أن اتفاق الهدنة سيكون في الغالب لصالح حماس، التي "أجبرت إسرائيل على القبول بشروطها والتفاوض، في وقت كانت تصر إسرائيل على رفض الهدنة منذ أسابيع"، وفق تعبيره.

ويضيف في تصريحات صحفية أن "الجيش الإسرائيلي عانى خسائر كبيرة في العدد والعتاد، واضطر إلى الهدنة بعد الإخفاق في تحرير الرهائن وازدياد الغضب الدولي من ممارساته في قطاع غزة".

وتتحدث تقارير إسرائيلية عن غضب وسط الرأي العام الداخلي من الإخفاق الاستخباراتي والعسكري في تقدير قدرات حماس على القيام بهجمات 7 أكتوبر، فضلا عن الفشل في تحرير أكثر من 240 رهينة من قبضة الحركة طوال 45 يوما من الحرب المستمرة التي فاقمت أزمة الاقتصاد الإسرائيلي، وكلفت الداعمين الغربيين ملايين الدولارات.


استفادة مشتركة


ويرى باحثون أن "الطرفين مستفيدان من الهدنة وخاسران في نفس الوقت من الحرب، لأنه لا رابح من القتال".

وبحسب الباحثون: "تبقى هناك خسائر فادحة لإسرائيل على المستويين العسكري والسياسي والاقتصادي أيضا، كما أنها تريد أن تفرمل حرب المدن والشوارع، أما بالنسبة لحركة حماس التي أجادت استخدام المسافة صفر لإلحاق أكبر خسائر ممكنة بجيش إسرائيل، فهي تريد بالمقام الأول أن توقف الخسائر البشرية والممتلكات والبنية التحتية نتيجة قصف الطيران الحربي والمدفعي المستمر ليل نهار على قطاع غزة، في حرب مستمرة لأكثر من 46 يوما".

"حماس ستستفيد بصورة كبيرة من تأمين مصادر للوقود والأدوية والأغذية، وتأمين نقل الجرحى من المعارك وأماكن القصف، والاستعداد لأرض جديدة للمعارك، لأن الحركة ومعها الفصائل تدرك أن الهدنة مؤقتة والجيش الإسرائيلي يريد أن يتدارك خسائره ويعدّل خططه، بعدما أخفق الحصار البري أن يسفر عن تقدم ملحوظ"، وفقًا للباحثين.

واعتبروا أن "الهدنة انتصار عسكري وسياسي لحماس بنجاحها في التصدي القتالي على الأرض، وفرض شروطها في الهدنة المؤقتة".

يُشار إلى أن وساطة مصرية وقطرية أمريكية، قادت للتوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، فيما سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة.

ويشمل الاتفاق، تبادل 50 من الأسرى الإسرائيليين من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

انضموا لقناة متن الإخبارية على تيليجرام وتابعوا أهم الأخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1