"أرميتا".. قصة فتاة إيرانية عانت من توحش الملالي

متن نيوز

فضحت وسائل الاعلام العالمية الاعتداء الذي تعرضت له الشابة الايرانية ارميتا  في الوقت الذي حاولت وسائل اعلام حكم الولي الفقيه اخفاء واقعة الضرب والزعم بإنه ا فقدت وعيها بسبب انخفاض ضغط الدم.

بثت وكالة الانباء الفرنسية تقريرا عن ارميتا، جاء فيه ان “الزيارات ممنوعة عن الفتاة المراهقة البالغة من العمر 16 عامًا، التي أصيبت بجروح خطيرة في شجار مع شرطيات مترو أنفاق طهران، تخضع لإجراءات أمنية مشددة، وتتلقى العلاج في مستشفى فجر في طهران” فيما تساءلت الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي عن السبب الذي يدفع سلطات الملالي إلى محاصرة المستشفى ومنع الصحفيين المستقلين من الدخول اليه إذا لم يكن لدى حكم وليه الفقيه ما يخفيه، وطالبت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة بالاستفسار الفوري عن وضع الفتاة وإرسال مندوب لرؤيتها والتحقيق في وضعها قبل فوات الأوان.

تعيد قضية ارميتا إلى الاذهان قضايا شبيهة تعرض لها ابناء جيلها من الأولاد والبنات في إيران، وادت إلى فقدانهم لحياتهم، كما تسلط الضوء على نظرة المقاومة والثورة الديمقراطية للنظام القامع للنساء وحرس خامنئي، وحتمية هزيمته على يد الأجيال الصاعدة والمنتفضين من أجل الحرية.

رفعت طالبات المدارس في كرج شعار “سأقتل، سأقتل من قتل أختي” وفي شيراز شعار “الباسيج ارحل” وفي مشهد شعار “ليرحل الملالي لا تنفعهم الدبابة والمدفع” وواجهن النظام الكاره للنساء في اكتوبر من العام الماضي، كما اطلقت فتيات سقز مدينة مهسا اميني هتافات “لا تخافوا كلنا معا” و“الموت للدكتاتور” وفي العام الماضي ايضا اختطفت عصابات خامنئي نيكا شاكرمي البالغة من العمر 16 عامًا، وبعد 10 أيام تعرفت عائلتها على جثتها المشوهة جراء التعذيب في كهريزك مما ادى إلى موجة من الغضب

في اخر صورة لنيكا وهي طالبة من لرستان تعيش في طهران،  كانت تلقي الحجارة على الحرس وتهتف ضد خامنئي، مما يظهر المواجهة واسعة النطاق التي يخوضها جيل الشباب والفتيات ضد النظام الكاره للنساء بعد تجاوزه نظام ولاية الفقيه الغارق في أفكار العصور الوسطى والاستبداد الديني.  

اثر استشهادها استشهدت الفتاة البريئة اسراء بناهي التي تبلغ من العمر 16 عامًا في أردبيل، بعد احتجاج طالبات مدرسة الشهيد الثانوية للبنات على فرض أداء النشيد الحكومي “سلام فرمانده” وترديدهن شعار “الموت للديكتاتور” مما عرضهن لهجوم وحشي من عناصر الإجرام أدى إلى إصابات واعتقالات.

قسوة النظام الكاره للنساء، ووحشيته التي لا تضاهى ليست وليدة اللحظة، فهي تعود إلى بداياته، ففي 25 سبتمبر 1981، ألقت الدورية المجرمة التابعة للجنة الحرس القبض على مريم قدسي ماب البالغة من العمر 16 عامًا، وصفت قدسي ماب  التعذيب الذي تعرضت له على ايدي سفاحي خميني القادمين من العصور الوسطى قائلة “في تلك اللحظة، أدركت أصالة طريقتنا وديناميكيتها، قلت في نفسي مم يخيفوننا، من الاستشهاد، لا بد من كسر الجمود، ولدينا القدرة على القيام بذلك” وبعد 10 أيام من التعذيب أطلقت عليها 17 رصاصة.

لم يفاجئ الاعتداء على ارميتا الرأي العام العالمي، ففي ممارسة الفتاة تأكيد على اصرار وعزم نساء وفتيات ايران على التحرر، في الضرب الذي تعرضت له تعبير عن اجترار حكم الولي الفقيه لتوحشه، حالة الرعب التي يعيشها، وصوله إلى طريق مسدود، ووقوفه امام خيار وحيد يتمثل  بالتسليم بالامر الواقع وتجرع سم النهاية.