عبدالمجيد حسن يكتب.. السودان والأزمة الإنسانية المعقدة

عبدالمجيد حسن
عبدالمجيد حسن

لا تزال الأزمة السودانية مستمرة، حيث يدفع الشعب فاتورة الحرب الباهظة جراء الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما نزح خمسة ملايين شخص بسبب الحرب الدائرة.

 

ويواجه الشعب السوداني حالة طوارئ إنسانية سريعة التصاعد بعد أشهر من القتال الخطير بين الجيش والدعم السريع، ويعكس رقم النزوح، الذي قدمته المنظمة الدولية للهجرة، تحذيراً من وكالة اللاجئين الرئيسية التابعة للأمم المتحدة، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن هناك حاجة إلى أكثر من مليار دولار لدعم أولئك الفارين من العنف إلى البلدان المجاورة.

 

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 4 ملايين شخص داخليا في السودان منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع المنافسة بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي.

 

وقالت الوكالة إن 1.1 مليون شخص آخرين فروا إلى الدول المجاورة، وأكثر من 750 ألفا منهم إلى مصر أو تشاد، موضحةً أنه نحو 24.7 مليون سوداني، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية.

 

وقد باءت الجهود الدولية للتوسط في الصراع بالفشل حتى الآن، رغم وجود ما لا يقل عن تسعة اتفاقيات لوقف إطلاق النار وانهارت جميعها، في حين تفاقم نقص الغذاء والمياه والأدوية والوقود بسبب تعطيل طرق التجارة، مما أدى أيضًا إلى ارتفاع الأسعار.

 

وأطلقت وكالات دولية، نداءً لجمع مليار دولار لتوفير المساعدة الأساسية والحماية لأكثر من 1.8 مليون شخص من المتوقع أن يصلوا إلى خمس دول مجاورة بحلول نهاية عام 2023، وهو ما يمثل زيادة مضاعفة عما قدرته في البداية في مايو.

 

وغرق السودان في حالة من الفوضى منذ ما يقرب من خمسة أشهر عندما تصاعدت التوترات القائمة منذ فترة طويلة بين الجيش والدعم السريع إلى حرب مفتوحة.

 

 ولقد حول القتال العاصمة السودانية الخرطوم إلى ساحة معركة حضرية، في ظل رغبة الأطراف المتصارعة في الهيمنة على مدن الخرطوم.وفي الوقت نفسه، في منطقة دارفور الغربية – التي كانت مسرحاً لحملة إبادة جماعية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين – تحول الصراع إلى عنف عرقي، فيما تم تأجيل مفاوضات السلام الرسمية التي توسطت فيها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مدينة جدة الساحلية بالمملكة في أواخر يونيو.

 

وترك الصراع في السودان 24 مليون شخص -نصف سكان البلاد- في حاجة إلى الغذاء ومساعدات أخرى، لكن 2.5 مليون فقط تلقوا مساعدات بسبب القتال الضاري ونقص التمويل، وتحاول الأمم المتحدة إيصال المساعدات إلى 18 مليون سوداني، لكن 93 من شركائها في المجال الإنساني تمكنوا من الوصول إلى 2.5 مليون فقط بين أبريل ويونيو بسبب القتال العنيف والصعوبات في الوصول إلى المحتاجين.

 

وقبل اندلاع الحرب في 15 أبريل، كان السودان يعاني بالفعل أزمة إنسانية، ولكن الآن حول الصراع أكثر من 110 أيام من القتال الوحشي الأزمة إلى كارثة، تهدد حياة ومستقبل جيل من الأطفال والشباب الذين يشكلون أكثر من 70 بالمائة من السكان.