القصة الكاملة للخلافات الحادة بين أذرع الإخوان في الجزائر

متن نيوز

خلافات حادة تندلع بين قيادات وأذرع الإخوان في الجزائر، خلال الساعات الماضية، حتى وصلت الأمور لتبادل الاتهامات بين قيادات الجماعة خلال الآونة الأخيرة

وأعلن رئيس ما يُسمى بحركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، عن المؤتمر الثامن للحركة الإخوانية في منتصف الشهر الجاري، وسط انقسامات حادة ضربت صفوف الإخوان، حيث أتى موعد المؤتمر في ظل الصراعات الشرسة بين أفرع الجماعة الإخوانية وانقشاقات داخلها.

يُذكر أن تنظيم الإخوان في الجزائر انشق إلى تيارين، وهما حركة المجتمع الإسلامي، وحركة الدعوة والتغيير.

وتعتبر حركة مجتمع السلم أحد أبرز الأحزاب الإسلامية في الجزائر وتدور حولها الشبهات، حيث تأسست سنة 1990، على يد الشيخ محفوظ نحناح، تحت اسم حركة المجتمع الإسلامي، شارك الحزب في جميع الاستحقاقات السياسية التي جرت في الجزائر، شكل في الفترة الممتدة منذ 2004 حتي يناير 2012 مع حزبي التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني ما كان يسمى بالتحالف الرئاسي، وتكتل مؤخرًا مع حركة النهضة الجزائرية وحركة الإصلاح الوطني فيما سمي بتكتل الجزائر الخضراء والذي كان يقوده عمار غول في العاصمة خلال الإنتخابات التشريعية لسنة 2012.

تُجدر الإشارة إلى أن الإخواني الجزائري عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، من مواليد أكتوبر 1960، بمحافظة المسيلة الواقعة جنوبي العاصمة، يعرف نفسه بأنه مفكر، وأن الفكر الذي يزعم امتلاكه، لم يكن إلا استنساخًا لفكر تنظيم الإخوان العالمي، وبعض قيادته على رأسهم يوسف القرضاوي، وراشد الغنوشي.

وكان معارضًا شرسًا للنظام الجزائري، وساهم في سحب الدعم لنظام بوتفليقة حين تولى قيادة الحركة الإخوانية سنة 2012، بعدما قرر الخروج من التحالف الرئاسي الداعم له، كما كُلف بمهمة تحسين صورة نظام بوتفليقة لدى التنظيم العالمي للإخوان والدول الداعمة له، وتؤكده في ذلك الزيارات المتكررة التي بعض الزعماء على رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضوء أخضر من مقري، كما لعب دور مهم في حصول نظام بوتفليقة على دعم القيادات الإخوانية التي سارعت لزيارة الجزائر، بينها يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي، وتهاطلت معها الاستثمارات الإخوانية في الجزائر، وفي مجال البناء والبنوك، كما اتهم مقري بتلقي تمويل مالي كبير من النظام القطري.

وحدث كثير من الجدل حول انقسام الإخوان بالجزائر خاصة وأن حركة مجتمع السلم كانت أكبر وأقوى تيار سياسي في الجزائر، فبعد خمس سنوات من موت مؤسس الحركة انقسمت وانشق عنها العديد من الإخوان ليتم تأسيس جبهة التغيير ثم حركة البناء الوطني ثم حزب تاج.

ويرى مراقبون أن كل هذه الخلافات والإنشقاقات يعود للصراع على تولي المنصب الحساسة داخل الإخوان وبخاصة عقب ابتعاد أحزاب الاخوان عن الحياة السياسية بالجزائر بخسارتهم الانتخابات البرلمانية الاخيرة.

وفي السياق ذاته أكدت مصادر، أن الانشقاقات الإخوانية في الجزائر قد تصل إلى التخلص من بعض القيادات عن طريق الاغتيال عبر استعانة قيادات بالداخل بمجموعة تابعة لهم خارج الجزائر لإزاحة خصومهم من المشهد داخل التنظيم الإخواني بالجزائر.