< الإمارات والجنوب.. شراكة تعليمية واستراتيجية لبناء الإنسان والتنمية المستدامة
متن نيوز

الإمارات والجنوب.. شراكة تعليمية واستراتيجية لبناء الإنسان والتنمية المستدامة

الإمارات والجنوب
الإمارات والجنوب

في إطار الدعم الإماراتي السخي وغير المحدود للجنوب العربي، والذي شمل على مدى سنوات قطاعات عسكرية وخدمية وبناء وإعمار، بما في ذلك إنشاء المدارس النموذجية والبعثات العسكرية وبرامج التأهيل المدني والعسكري، تأتي مبادرة توفير مئة بعثة دراسية لطلاب وطالبات الثانوية العامة، لتجسد البعد الإنساني والتنموي العميق للعلاقة بين الإمارات والجنوب.

هذه الخطوة الاستراتيجية، التي جاءت برعاية كريمة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تعكس رؤية متقدمة تهدف إلى رفع مستوى التعليم وبناء الكفاءات التي ستسهم في الارتقاء بالمجتمع الجنوبي على المدى البعيد.

الإمارات والجنوب: علاقة أخوية راسخة

لطالما وقفت الإمارات العربية المتحدة إلى جانب الجنوب في مختلف المحطات التاريخية، مقدمة الدعم السياسي والعسكري والتنموي. وتأتي المنح الدراسية اليوم لتؤكد أن هذه العلاقة ليست ظرفية، بل متجذرة في أعماق التاريخ، وقائمة على التلاحم الأخوي والمصير المشترك.

إضافة هذه المبادرة إلى رصيد الإمارات تعكس جانبًا آخر من الدعم، ألا وهو الاستثمار في الإنسان، باعتباره الركيزة الأساسية لبناء الدول. كما أنها تسهم في تعزيز المحبة والتقدير بين الشعبين الجنوبي والإماراتي، وتؤسس لمستقبل يقوم على الشراكة المتينة في مختلف المجالات.

الزُبيدي يودع الطلاب ويحثهم على التفوق

في مشهد وطني مؤثر، قام عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بتوديع الطلاب الحاصلين على المنح في مطار عدن وفي كلمته، حثهم على الجد والاجتهاد في التحصيل العلمي، ليكونوا خير سفراء للجنوب في دولة الإمارات.

وأكد الزُبيدي أن هؤلاء الطلاب سيعودون بعد سنوات الدراسة مزودين بالعلم والمعرفة، حاملين مسؤولية المشاركة في بناء دولتهم الجنوبية، وقيادة مسيرة التطوير والتنمية. وأشار إلى أن العقول المبدعة هي الثروة الحقيقية التي ستسهم في الارتقاء بالمجتمع نحو آفاق العلم والازدهار.

العلم لبنة أساسية في مشروع الجنوب

يعتبر التعليم بالنسبة للقيادة الجنوبية ركيزة أساسية في مشروع بناء الدولة. فالعقول المتعلمة والكفاءات المؤهلة هي الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقلالية والتنمية المستدامة.

من خلال هذه المنح، يتم إعداد جيل جديد من الشباب الجنوبي، قادر على قيادة المستقبل في مجالات متعددة، سواء في العلوم التطبيقية، أو الإدارة العامة، أو التنمية الاقتصادية. وهذا ما يجعل هذه المبادرة الإماراتية خطوة استراتيجية طويلة المدى وليست مجرد مساعدة آنية.

شكر الزُبيدي لدولة الإمارات

عبّر الرئيس الزُبيدي عن شكره وامتنانه العميق لدولة الإمارات، وللشيخ محمد بن زايد بشكل خاص، مؤكدًا أن دولة الجنوب ودولة الإمارات صنوان لا ينفصلان مهما حاول البعض التشكيك في هذه العلاقة الراسخة.

وقال الزُبيدي إن هذا العطاء سيظل رصيدًا دائنًا في وجدان كل جنوبي تجاه الإمارات وقيادتها، التي لم تدخر جهدًا في دعم الجنوبيين سياسيًا وعسكريًا وتعليميًا وإنسانيًا. وأكد أن هذه المبادرات تمثل عمق المحبة والتقدير المتبادل، وتجسد شراكة أخوية أصيلة لا تهزها الظروف ولا المتغيرات.

أثر المبادرة على المجتمع الجنوبي

لا يقتصر تأثير هذه المبادرة على الطلاب المستفيدين منها فقط، بل يمتد ليشمل المجتمع الجنوبي ككل. فهي رسالة واضحة بأن هناك أشقاء أوفياء يقفون إلى جانب الجنوب، ويدركون أن الاستثمار في الشباب هو الطريق الأمثل لضمان نهضة شاملة.

كما أن هذه المنح تمثل بارقة أمل للأسر الجنوبية التي ترى في أبنائها مستقبلًا واعدًا، يساهم في بناء مجتمع متطور، قادر على مواكبة التحديات والابتكارات العالمية.

الإمارات والجنوب: شراكة عسكرية وتعليمية

إلى جانب التعليم، قدمت الإمارات دعمًا كبيرًا في المجالين العسكري والأمني، ما ساعد الجنوب على قطع أشواط مهمة في بناء قواته المسلحة ومؤسساته الأمنية. وقد أصبح الجنوب، بفضل هذا الدعم، صمام أمان للمنطقة ودول الخليج العربي.

هذا التكامل بين الدعم العسكري والتنموي والتعليمي يجعل من العلاقة الإماراتية الجنوبية نموذجًا متفردًا للتعاون بين الشعوب، حيث يجتمع الأمن والاستقرار مع التنمية والبناء.

المستقبل بين يدي العقول الشابة

إن الطلاب المبتعثين اليوم إلى الإمارات ليسوا مجرد دارسين، بل هم مشاريع قادة وبناة مستقبل. فبعودتهم محملين بالعلم والخبرة، سيكونون ركيزة أساسية في مشروع بناء الدولة الجنوبية الحديثة.

وتؤكد القيادة الجنوبية أن هذا الاستثمار في الإنسان هو الخيار الأمثل لمواجهة التحديات، وأن الطاقات الشابة المؤهلة ستظل القوة الحقيقية التي يعول عليها لصناعة مستقبل مشرق.

إن مبادرة مئة بعثة دراسية إماراتية لطلاب الجنوب ليست مجرد منحة تعليمية، بل هي رسالة إنسانية واستراتيجية، تعكس عمق العلاقة بين الإمارات والجنوب العربي. فقد جمعت هذه المبادرة بين الدعم الأخوي، والاستثمار في العقول، وتعزيز الشراكة المتجذرة، لتضع أسسًا متينة لمستقبل يملؤه الأمل والتنمية.

إن ما قدمته الإمارات للجنوب سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال، بينما يواصل الطلاب طريقهم نحو العلم والابتكار، حاملين رسالة شكر ووفاء لشعب الإمارات وقيادته، ومؤكدين أن بالعقول يُبنى الوطن، وبالأشقاء يُصان المستقبل

.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1