الدفعة الأولى من طلاب الجنوب تغادر إلى الإمارات لمواصلة دراستهم الجامعية
في مشهد مؤثر ومليء بالأمل، غادرت الدفعة الأولى من أوائل طلاب الثانوية العامة بالجنوب متوجهين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لمواصلة دراستهم الجامعية ضمن برنامج المنح الدراسية المقدمة من الإمارات.
هذه الخطوة تحمل دلالات إنسانية وتعليمية كبيرة، فهي ليست مجرد ابتعاث طلابي، بل استثمار حقيقي في الشباب الجنوبي باعتبارهم الثروة الحقيقية وركيزة المستقبل.
وتأتي هذه المبادرة تجسيدًا للرؤية التي تؤمن بأن التعليم هو البوابة الأوسع لبناء وطن قوي، قادر على مواكبة متطلبات العصر وصناعة التنمية المستدامة.
الإمارات.. شريك استراتيجي في التنمية والتعليم
منذ سنوات، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم الدعم التنموي والإنساني للجنوب، وكان لقطاع التعليم نصيب وافر من هذا الدعم.
فقد أنشأت الإمارات مدارس، ورممت جامعات، وزودت المؤسسات التعليمية بالمستلزمات الضرورية، والأهم من ذلك أنها قدمت منحًا دراسية للطلاب المتفوقين لتمكينهم من مواصلة تعليمهم الجامعي في أرقى الجامعات.
واليوم، مع مغادرة هذه الدفعة الأولى من الطلاب، يتجلى بوضوح عمق العلاقة بين الإمارات والجنوب، القائمة على الشراكة الحقيقية والاستثمار في الإنسان.
عيدروس الزُبيدي.. قائد يراهن على التعليم
لا يمكن الحديث عن هذا الحدث المهم دون الإشارة إلى الدور البارز الذي لعبه اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أولى ملف التعليم والشباب اهتمامًا خاصًا.
لقد أكد الزُبيدي في أكثر من مناسبة أن التعليم هو الركيزة الأساسية لمستقبل الجنوب، وأن بناء الأوطان يبدأ من بناء الإنسان.
وقد تابع بنفسه ملف المنح الدراسية، وحرص على تذليل الصعوبات أمام الطلاب المبتعثين، لإيمانه العميق بأن هؤلاء الشباب سيعودون مستقبلًا ليكونوا قادة في ميادين التنمية والإبداع.
طلاب الجنوب.. أحلام كبيرة ومسؤولية أكبر
لم تكن رحلة هؤلاء الطلاب إلى الإمارات مجرد سفر، بل بداية مسار علمي طويل مليء بالتحديات والفرص.
فكل طالب من هؤلاء يحمل على عاتقه حلم عائلته وطموح وطنه، ويعلم أن نجاحه الدراسي سيعود بالنفع على الجنوب بأسره.
بعضهم يدرس الطب ليكون جزءًا من منظومة صحية متطورة في المستقبل، وآخرون يتجهون نحو الهندسة والتقنية وإدارة الأعمال، لتلبية احتياجات سوق العمل الجنوبي وبناء بنية تحتية قوية.
هذه التخصصات لم تُختَر اعتباطًا، بل جاءت لتواكب الأولويات الوطنية، بما يضمن تكوين جيل قادر على النهوض بمؤسسات الدولة الحديثة.
التعليم.. الطريق إلى النهضة
من يتأمل هذه الخطوة يدرك أن التعليم هو حجر الأساس لكل نهضة.
فالشعوب التي تستثمر في عقول شبابها، هي الشعوب التي تضمن لنفسها موقعًا متقدمًا في سباق الحضارة.
وما تقوم به الإمارات اليوم، عبر دعم طلاب الجنوب، هو في حقيقته بناء شراكة معرفية طويلة الأمد، هدفها تمكين الإنسان الجنوبي من المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية.
وبهذا المعنى، فإن هذه المنح التعليمية ليست مجرد دعم إنساني، بل هي استثمار استراتيجي في المستقبل.
دور الإمارات الإنساني والتنموي
لطالما ارتبط اسم دولة الإمارات بالعمل الإنساني والإغاثي في مختلف مناطق الجنوب.
لكن اللافت في السنوات الأخيرة أن الإمارات لم تكتفِ بالدعم الإغاثي، بل ركزت على المشاريع التنموية، وفي مقدمتها التعليم.
فإلى جانب المنح الجامعية، قدمت الإمارات برامج تدريب مهني، ودعمت مراكز تعليمية، وأنشأت بيئات مناسبة للطلاب لممارسة أنشطتهم العلمية والثقافية.
هذه الرؤية تؤكد أن الإمارات تنظر إلى الجنوب باعتباره شريكًا في المستقبل، وأن الاستثمار فيه هو استثمار في استقرار المنطقة بأكملها.
رسائل أمل من الطلاب المبتعثين
مع مغادرة الطائرة التي أقلّت أوائل طلاب الجنوب، صدحت كلماتهم برسائل أمل وشكر لدولة الإمارات وقيادة المجلس الانتقالي.
قال أحد الطلاب: "هذه ليست مجرد منحة دراسية، بل فرصة لنثبت أن شباب الجنوب قادرون على المنافسة والتميز عالميًا."
وأضاف آخر: "نعد بالعودة إلى وطننا حاملين العلم والخبرة، لنضعها في خدمة شعبنا ونساهم في بناء مستقبل أفضل."
هذه الكلمات تعكس الوعي الكبير لدى الجيل الجديد، الذي يدرك أن التعليم ليس امتيازًا شخصيًا، بل مسؤولية وطنية.
أهمية هذه الخطوة في السياق الجنوبي
إذا نظرنا إلى الواقع التعليمي في الجنوب خلال السنوات الماضية، سنجد أنه عانى كثيرًا بسبب الحروب والصراعات ونقص الموارد.
لكن بفضل هذه المبادرات، بات من الممكن إعادة بناء الثقة بالعملية التعليمية، وإيجاد نخبة من الكوادر المؤهلة، التي ستكون نواة لمؤسسات قوية قادرة على قيادة الجنوب نحو الاستقرار والازدهار.
ومن هنا، فإن مغادرة هذه الدفعة إلى الإمارات تمثل بداية مرحلة جديدة في مسار التعليم الجنوبي، مرحلة عنوانها الاستثمار في الإنسان قبل أي شيء آخر.
إن مغادرة الدفعة الأولى من أوائل طلاب الثانوية العامة بالجنوب إلى الإمارات، ليست مجرد حدث عابر، بل منعطف تاريخي في مسيرة التعليم الجنوبي.
فهي تجسد التعاون المثمر بين الإمارات والقيادة الجنوبية، وتعكس الرؤية الحكيمة للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الذي يضع الشباب في صدارة أولوياته.
هذه الخطوة تؤكد أن التعليم هو السبيل الوحيد لبناء المستقبل، وأن الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة سيكونون صناع الغد المشرق للجنوب.
وبينما تبدأ رحلة هؤلاء الطلاب في جامعات الإمارات، تبدأ معها أيضًا رحلة أمل جديدة لشعب الجنوب، الذي يرى في أبنائه المبتعثين مشاعل نور تحمل في طياتها مستقبل وطن بأكمله.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
