حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.. جائز شرعًا وفقا لدار الإفتاء لهذا السبب

حكم الاحتفال بليلة
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

بالتزامن مع قرب موعد ليلة الإسراء والمعراج 2023، يتساءل الكثير من المسلمين عن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وحكم الاحتفال عموما بالمناسبات الدينية التي لم يرد في السنة النبوية نصًا صريحًا يفيد بالاحتفال بها، ولذلك نوضح لكم رأي دار الإفتاء المصرية في ذلك الأمر قبل حلول ليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان.

 

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

يختلف العلماء في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وقد فصلت دار الإفتاء المصرية في هذا الاختلاف لتؤكد جواز الاحتفال بهذه المناسبة في ليلة السابع والعشرون من شهر رجب، بل والاحتفال بغيرها من المناسبات الدينية، فهو أمر جائز شرعا ما دام لم يشتمل على محرمٍ.

 

ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بالقرآن والذكر والتذكير لم يرد نهي فيه، وإن قيل: إن هذا أمر مُحدَثٌ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، قلنا: نعم، ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ، بل هو حسن مقبول.

 

واستشهدت الدار بسيدنا بلال بن رباح رضى الله تعالى عنه وأرضاه فكان لم يتوضأ وضوءًا إلا وصلّى بعده ركعتين، وهذا صحابي جليل يقول بعد الرفع من الركوع: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعلِم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك وسمعه؛ فبشَّره بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك".

 

واختتمت دار الإفتاء المصرية حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج مؤكدة أن تلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى من الدين، وإيقاع هذه الأمور في أي وقت من الأوقات ليس هناك ما يمنعه، فالأمر في ذلك على السعة، كما أن الاحتفال بهذه الذكرى فيه تذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم فهي معجزة من معجزاته وقد قال الله في كتابه الحكيم: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ﴾.

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

 

تاريخ ليلة الإسراء والمعراج

بالحديث عن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج نوضح لكم تاريخ تلك الليلة المباركة والتي اختلف في تحديدها العلماء، فمنهم من يقول الليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول، ومنهم من يقول إنها الليلة السابعة والعشرون من شهر رجب وهو الأرجح، وبناء على هذا التاريخ سيحين موعد ليلة الإسراء والمعراج من بعد مغرب يوم الجمعة 26 رجب الموافقة ميلاديا 17 فبراير إلى فجر يوم السبت 27 رجب الموافقة ميلاديا 18 فبراير 2023.

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

 

قصة الإسراء والمعراج

يبحث الكثير من المسلمين عبر محركات بحث جوجل عن قصة الإسراء والمعراج بهدف فهم مقاصدها وشرحها للأطفال، وفي ذلك ننوه لكم بأن المصدر الأفضل لمعرفة قصة الإسراء والمعراج من خلاله هو إذاعة القرآن الكريم، أو الاطلاع على الصفحة الرسمية لدار الإتاء المصرية، حتى يتم الحصول على معلومات موثوقة بشأن رحلة الإسراء والمعراج.

 

وتشير قصة الإسراء والمعراج إلى انطلاق الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج فركب البراق الأبيض شديد السرعة، وبدأت الرحلة باتجاه بيت المقدس تتخلّلها أماكن في الطريق يصلّي بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك كما ورد في الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها، حتى بلغنا أرضا ذات نخل فأنزلني».

 

وحينها وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ثم ربط البراق، حيث قال عليه الصلاة والسلام-: «فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ»، وفي هذا تأكيد أنه صلّى منفردًا، ولم يكن يعرف شكل الأنبياء حين قابلهم في السماء، والأغلب أنه صلّى بهم عند عودته.

 

 وبعد ذلك جاءه جبريل بقدحين كما ورد في الحديث حيث قيل: «أُتِيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ به بإيلِيَاءَ بقَدَحَيْنِ مِن خَمْرٍ، ولَبَنٍ فَنَظَرَ إلَيْهِما فأخَذَ اللَّبَنَ، قالَ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لو أخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ».

 

وقد أُسري بالنبي من مكة إلى بيت المقدس، وهو يركب دابة البراق، وما أن وصل إلى باب المسجد، ربط الدابة، ودخل وصلّى، ثم أتى المعراج، وهو كالسلم، فصعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا، ومنه إلى السماوات العلى ومرّ بمجموعةٍ من الأنبياء، ووصل إلى سدرة المنتهى، ورأى جبريل عليه السلام على هيئته وله ستمئة جناح.

 

كما رأي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام البيت المعمور، ورأى الجنة والنار، وفي هذه الرحلة العظيمة فُرضت الصلوات خمسين، ثم خففها الله سبحانه وتعالى إلى خمس، وبعد انتهاء الإسراء والمعراج هبط النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ومعه الأنبياء، فصلى بهم جميعًا.

 

وقدت وردت دلائل قصة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم، فكان حديث القرآن الكريم عن الإسراء في سورة الإسراء، وعن المعراج في سورة النجم، وذكر حكمة الإسراء في سورة الإسراء بقوله: ﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آياتنَا﴾ [الإسراء: 1] وفي سورة النجم بقوله: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيات رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ (النجم:)