الحكمة من صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023 دينيًا ودنيويًا

 صيام الأيام البيض
صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023

تظهر الحكمة من صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023 في العديد من المنافع الدينية والدنيوية، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بـ صيام ثلاثة أيام من كل شهر عربي، ليكون فضلها كصيام الدهر كله، ففي الحديث النبوي الشريف من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، وفي القرآن الكريم "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".

 

الحكمة من صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023

نوضح لكم الحكمة من صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023 من الناحية الدينية أولا، ولكن بعد التنويه بأن موعد صيام الأيام البيض بدأ اليوم السبت 4 فبراير 2023 حيث اليوم الثالث عشر من شهر رجب للعام الهجري 1444، ومن المقرر أن يحين موعد أذان المغرب في تمام الساعة 5:34 دقيقة بتوقيت القاهرة.

 

تتضح الحكمة من صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023 في كون الصيام من العبادات التي اختص الله عز وجل أجرها لنفسه، كما أن صيام هذه الأيام سيحرص عليها كل مسلم يريد إصابة الهدي النبوي وإتباع السنة النبوية المطهرة، وهي وسيلة من وسائل التقرب إلى الله، ووسيلة مؤكدة لإجابة الدعاء، لأن للصائم عند فطره دعوة ما ترد.

 

كما أن الصيام في شهر رجب وهو من الأشهر الحرم المباركة سيكون له فضلا عظيما، ورجب هو شهر تفريج الكروب والهموم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض لكرب شديد في هذا الشهر عندما انقلب أهل الطائف عليه واخذوا يلقوه بالحجارة فاشتكى إلى الله، وجاءت ليلة الإسراء والمعراج لتكون بمثابة الفرج لهذا الكرب وبداية لخير كبير.

صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023

فضل صيام الأيام البيض

مع بدء صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023، نوضح لكم فضلها كالتالي:

نافلة تجبر نقص الفريضة

كما يعد صيام الأيام البيض من النوافل التي يجبر بها المسلم نقصه في الفرائض، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسر، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شيءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ

 

أجر صيام الدهر كله

والأجر الأعظم ضمن الفضل والحكمة من صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023، أن أجر صيام ثلاثة أيام يُعادل أجر صيام ثلاثين يومًا باعتبار أن أجر صيام اليوم منها يُعادل أجر صيام عشرة أيام، فالحَسَنة بعشر أمثالها، وبالتالي فإن حرص المسلم على صيامها في أحد عشر شهرًا، نال أجر صيامها كاملةً، ويُتم أجر صيام السنة.

 

إصابة للسنة النبوية

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، وما يؤكد حرص النبي على صيام الأيام البيض الحديث النبوي الشريف: "إِذا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثًا، فَصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ"، وحديث آخر عن قتادة بن ملحان قَال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأْمُرُنَا بِصِيَامِ أَيَّامِ البيضِ: ثَلاثَ عشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. رواهُ أَبُو داودَ.

 

تقوى القلب

صيام الأيام البيض يحقق تقوى القلوب، فالصائم يتجنب الوقوع في المعاصي ويحرص على أداء الطاعات، وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين صفية رضي الله عنها أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ)، وقيل في علة مشروعية صيام الأيام البيض إنها شكر لله على ما أنعم به على عباده.

 

الصيام يكسر للشهوة

صيام الأيام البيض يكسر الشهوة، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023

 

الحكمة الدنيوية من صيام الأيام البيض

توصل الأطباء إلى أن الجسم يصاب بالرطوبة في الأيام البيض فيحتاج إلى إخراج الفضلات، والصوم يخرج تلك الفضلات أو بعضها، كما أن الصيام يزيل سموم الجسم، ويذهب أدران القلب، ففي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر تذهب وحر الصدر" (أي غله وحقده).

 

حكم صيام الأيام البيض متفرقة

الأصل في صيام الأيام البيض كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث نبوية صحيحة، أن تكون الأيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، ووفقا لدار الإفتاء المصري قد يتعذر على بعض المسلمين صيام هذه الأيام متتابعة لعذر المرض أو السفر أو الحيض للنساء، ولذلك يمكن صيامها متفرقة مع نيل الأجر والثواب المترتب على صيام الأيام البيض.

 

واستشهدت دار الإفتاء المصرية بما ورد عن معاذة العدوية رضي الله عنها أنّها قالت: (قلتُ لعائشةَ: أَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يصومُ من كلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ قالت نعَم قلتُ من أيِّ شَهرٍ كانَ يصومُ قالت ما كانَ يبالي من أيِّ أيَّامِ الشَّهرِ كانَ يصومُ)، فالأجر مُتحصِّلٌ للمسلم إن صام ثلاثة أيّامٍ من الشهر، وإن كان الأفضل في حَقّه صيام الأيّام البِيض، إلّا إن مَنَعه عُذره فيجوز له صيامها مُتتابعةً أو مُتفرِّقة؛ سواءً في أوّل الشهر، أو أوسطه، أو آخره.