برشلونة ضد ريال مدريد.. قصة صراع سياسي تاريخي مزق شعب إسبانيا

متن نيوز

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان على وجه الكرة الأرضية، بتمام الساعة العاشرة من مساء اليوم الأحد "بتوقيت مكة المكرمة"، صوب استاد "الملك فهد الدولي" بالعاصمة السعودية الرياض.

حيث يواجه ريال مدريد غريمه وعدوه الأول برشلونة، في نهائي كأس السوبر الإسباني 2023، فيما يُعرف ويشتهر ويُلقب بـ"كلاسيكو الأرض".

ووصل ريال مدريد إلى المباراة النهائية لكأس السوبر الإسباني، بعدما تخطى فالنسيا في دور نصف النهائي، بركلات الترجيح 4-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل منهما.

وعبر نفس الطريق، تبعه برشلونة في نهائي كأس السوبر الإسباني، بإقصائه ريال بيتيس بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بهدفين لكل فريق.

ويتطلع ريال مدريد، بقيادة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، للتتويج باللقب الـ 13 من بطولة كأس السوبر الإسباني، ومعادلة غريمه برشلونة الأكثر تتويجًا بالمسابقة على مر التاريخ.

فيما يسعي فريق برشلونة، بقيادة مدربه الشاب تشافي هيرنانديز، لحصد اللقب الـ 14 من بطولة كأس السوبر الإسباني، وتعزيز صدارته لقائمة الأكثر تتويجًا بالمسابقة المحلية.

وكعادة كل لقاء يجمع بين ريال مدريد وبرشلونة، يقذف إلى الأذهان مسلسل العداء التاريخي بين الناديين الأكبر في إسبانيا، وقد يظن الكثيرين أنه عداءً رياضيًا فقط باعتبارهما المنافسين اللدودين في مختلف المسابقات، ولكن الأصل هو عداء سياسي.

ومن المعروف لكل شعوب الأرض أن هناك عداءً تاريخيا بين الناديين الأكبر والأشهر على مستوى المعمورة، ومن هذا الاتجاه نلقي الضوء على سر هذا العداء التاريخي خلال تقريرنا التالي.


انفصال كتالونيا

نظريا وعلميا تختلف كرة القدم أو الرياضة بشكل عام عن السياسة بمختلف دول العالم، وعلى الأرجح هذا هو السائد في أنحاء المعمورة.

أما في إسبانيا فالوضع مختلف تماما فكرة القدم والسياسة يرتبطان ارتباطا وثيقا، فإذا تحدثت في الأمور السياسية الإسبانية على الفور تدخل الرياضة الكتالونية في موضوع الحديث.

والعكس تماما، فإذا خضنا في حديث عن كرة القدم الكتالونية ترتبط بالأذهان فكرة انفصال الإقليم عن إسبانيا وتبعياته الرياضية.

ومن هذا المدخل، فكرة القدم ليست بمنأى عن الأزمة السياسية التي تشهدها إسبانيا على خلفية الاستفتاء بشأن استقلال كتالونيا، الذي دعا إليه سياسيون مؤيدون للانفصال.

في بداية الصراع أسفر عن انتصار دولة إسبانيا بضمها إقليم كتالونيا عام 1939، بعد معركة شرسة أدت في النهاية إلى تبعية الإقليم للدولة الإسبانية.

وأخيرا أجرى أبناء الشعب الكتالوني استفتاء على انفصال الإقليم عن إسبانيا، وانتهى بانتصار كتالوني كاسح بنسبة وصلت إلى 90% مؤيدين للانفصال.

وإقليم كتاليونيا له حكومة مركزية خاصة به بعيدا عن الدولة الإسبانية، وأيضًا له برلمان خاص، كما أن القميص الثاني لفريق برشلونة دائما ما يرمز بعلم كتالونيا، المتلون بالأحمر والأصفر.

كل هذا أدى بالتبعية إلى عداء واضح بين أندية الإقليم وفرق العاصمة الإسبانية مدريد، وهو ما يظهر جليا خلال المواجهات المباشرة بينهما، وبالأخص بين كبير كتالونيا برشلونة وابن العاصمة الأكبر ريال مدريد.

ومن هنا نجزم ونؤكد أن العداوة التاريخية بين الغريمان ريال مدريد وبرشلونة، بدأت سياسية، فالفريق الملكي يمثل العاصمة الإسبانية مدريد، بينما البلوجرانا هو كبير العائلة الكتالونية، إذا فالصراع بينهما هو سياسي في الأساس قبل أن يكون رياضي.


طرد أندية كتالونيا من الليجا

وأعرب نادي برشلونة مرارا وتكرارا في بيانات رسمية عن تأييده للأفراد والكيانات والمؤسسات التي تعمل لضمان حقوق كتالونيا، ومواطني الإقليم بشأن حق تقرير مصيرهم.

وفي المقابل تعالت أصوات في مدريد تطالب بحرمان برشلونة وأندية كتالونيا الأخرى من المشاركة في الدوري الإسباني لكرة القدم "الليجا"، وأصدر المسؤولين قرارات تفيد بمنع أندية الإقليم من المشاركة في الليجا.

ورد المسؤولين المحليين في إقليم كتالونيا بأن أندية الإقليم "برشلونة وإسبانيول وجيرونا" لا تريد اللعب في الليجا حالة الانفصال.