انفجارات متواصلة وقتال عنيف.. الصواريخ محل شمعة "أعياد الميلاد" في أوكرانيا وروسيا

متن نيوز

مع دخول أزمة أوكرانيا شهرها الـ11 دون حسم، ألقت الحرب بأوزارها على أجواء الاحتفالات بكييف وموسكو وسط آمال بعودة أجواء ما قبل 24 فبراير.

إلا أن تلك الآمال باتت مستحيلة مع تعثر مفاوضات السلام مقابل الأرض، والتطورات الميدانية التي خيمت عليها أجواء التصعيد، والضربات الروسية المكثفة على البنية التحتية في البلد الأوراسي، مما حرم مواطنيه من الخدمات الأساسية، في ذلك البرد القارس.


أبرز تطورات الأوضاع

بعد يوم من تصريح سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، بأن على كييف أن تقبل مطالب موسكو بإنهاء الحرب وإلا ستتجرع مرارة الهزيمة في ساحة المعركة، قصفت القوات الروسية الثلاثاء، بلدات ومدنا في شرق أوكرانيا وجنوبها.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في آخر تحديث لها حول الوضع في أوكرانيا، إن القتال كان محتدما بشكل خاص حول مدينة بخموت الاستراتيجية الشرقية في إقليم دونيتسك، وسفاتوفو الواقعة إلى الشمال بمنطقة لوجانسك، فيما تقول روسيا إن منطقتي دونيتسك ولوجانسك اللتين تكونان منطقة دونباس الصناعية، بالإضافة إلى منطقتين في جنوب أوكرانيا، أراض تابعة لها.

وأضافت الوزارة في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "تواصل روسيا بدء الهجمات على نطاق صغير في هذه المناطق (بخموت وسفاتوفو)".


انفجارات متواصلة

وشاهد صحفيو اندلاع النيران في مبنى سكني ضخم في بخموت، بينما تناثر الحطام في الشوارع وتحطمت نوافذ أغلب المباني، فيما قالت وكالة "رويترز"، إن روسيا تسعى إلى الانتصار في ساحة المعركة من خلال السيطرة على بخموت، وهي مدينة صناعية بلغ تعدادها السكاني قبل الحرب 70 ألف نسمة، إلا أنه تقلص الآن إلى نحو عشرة آلاف نسمة أغلبهم من كبار السن.

ومن شأن السيطرة على المدينة منح روسيا نقطة انطلاق للتقدم نحو مدينتين أكبر من بخموت، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.

وقال أولكسندر (85 عاما): "تعرضت بنايتنا للدمار. كان هناك متجر في المبنى، ولم يعد موجودا الآن"، مضيفا أنه الساكن الوحيد المتبقي هناك.

وبالقرب من بخموت، قالت بيلاهيا (73 عاما) إنها اعتادت منذ وقت طويل على الانفجارات المتواصلة.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، الثلاثاء، إن قواتها صدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات روسية استهدفت تجمعين سكنيين بمنطقة لوجانسك وستة تجمعات أخرى بمنطقة دونيتسك.


قتال عنيف

وأضافت أن القصف الروسي استمر في مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وتجمعات سكنية في منطقة خاركيف في شمال شرقي البلاد بالقرب من الحدود الروسية.

فيما قال المحلل العسكري المقيم في كييف أوليه جدانوف إن قتالا عنيفا يدور حول المناطق المرتفعة بالقرب من كريمينا في منطقة لوجانسك وكذلك في محيط باخموت وأفدييفكا في دونيتسك.

وأضاف جدانوف في رسالة مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي: "دائرة النار في منطقة دونيتسك مستمرة في الاشتعال".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تسببت في انقطاع الكهرباء عن تسعة ملايين أوكراني، وهو ما يمثل نحو ربع سكان أوكرانيا.


الهجوم الأحدث

وفي أحدث هجوم بهدف كشف الثغرات في الدفاعات الجوية الروسي، اخترقت طائرة مسيرة يُعتقد أنها أوكرانية المجال الجوي الروسي، الإثنين، متوغلة بداخله لمئات الكيلومترات، مما تسبب في انفجار أسقط عددا من القتلى في إحدى القواعد الرئيسية التي تطلق منها روسيا قاذفات قنابل على أوكرانيا.

وفيما لم تعقب أوكرانيا على الحادث إذ اعتادت عدم التعليق على الحوادث التي تقع داخل روسيا، قال متحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، الثلاثاء، إن روسيا نقلت العديد من الطائرات من إنجلز إلى قواعد جوية أخرى بعد الهجوم وإن نشاط طيران العدو "انخفض بشكل كبير" خلال الليل.

وتقع قاعدة إنجلز الروسية، الموقع الرئيسي للقاذفات التي تقول أوكرانيا إن روسيا تستخدمها لمهاجمة البنية التحتية المدنية لديها، على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الأوكرانية.


ماذا قالت روسيا؟

قالت روسيا إنها أسقطت الطائرة المسيرة في قاعدة إنجلز الجوية حيث قتل ثلاثة عسكريين.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن أيا من طائراتها لم يتضرر جراء هذا الهجوم، لكن حسابات روسية وأوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إن الهجوم أسفر عن تدمير عدة طائرات.

وقال بعض سكان موسكو الذين يزورون منحوتات جليدية في متنزه جوركي إن الحرب أثرت على مزاجهم خلال موسم العطلات.

وقالت زائرة تدعى ماريا: "من الصعب أن تكون مبتهجا عندما تفهم أن الناس يمرون بأوقات مروعة".


شروط "السلام"

ونقلت وكالة تاس الرسمية للأنباء عن لافروف قوله في وقت متأخر الاثنين: "يعلم العدو جيدا مقترحاتنا لنزع السلاح والقضاء على النازية في الأراضي التي يسيطر عليها النظام وإزالة التهديدات النابعة من هناك لأمن روسيا، بما في ذلك أراضينا الجديدة".

وتابع: "الأمر بسيط: نفذوه من أجل مصلحتكم وإلا فإن الجيش الروسي سيحسم الأمر"، مكررا وجهة نظر موسكو في أن أوكرانيا هي أداة الغرب العازم على "إضعاف" روسيا "أو حتى تدميرها".

وتشمل تلك المطالب اعتراف أوكرانيا بسيطرة روسيا على خُمس أراضيها، إلا أن كييف، التي تتلقى السلاح والدعم من الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء بحلف شمال الأطلسي، تعهدت باستعادة جميع أراضيها وطرد جميع الجنود الروس.