دعاء المطر من القرآن الكريم والسنة

متن نيوز

تزايد البحث خلال الساعات الماضية حول دعاء  المطر وما يستوجب أن نقوله عند نزول المطر.


حيث يعد الشتاء من فصول السنة الأربعة التي يستقبلها البعض بالفرحة والسرور ويكثر البحث عن دعاء دخول فصل الشتاء، خاصة وأن نزول الأمطار أمر قد يحمل معه الخير أو يكون سببًا في التدمير أو الهلاك.

 

ولعل المطر غيث وبركة، وعلى المسلم أن يسأل الله الخير وقت نزول المطر، فوقت نزول المطر هو وقت فاضل من أوقات استجابة الدعاء، جاء عن سهل بن سعد مرفوعا: أن النبي قال: "ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر" أخرجه الحاكم.

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء -أي سحابة يخال فيه المطر- أقبل وأدبر ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، فعرَّفته عائشة ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما أدري لعله كما قال قوم: "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ".

 

ومن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن ينسبوا ظواهر الكون لإرادة الله سبحانه وتعالى وقدرته وفعله، ومن ذلك نزول المطر بالخير فكان يقول "مطرنا بفضل الله ورحمته" أخرجه البخاري.



وقد ورد ذكر الشتاء في القرآن الكريم في موضعٍ واحد حيث ذكر الله تبارك وتعالى رحلة قريش إلى بلاد اليمن في الشتاء وبلاد الشام في الصيف، فقال: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ(3)﴾ "قريش: 1 – 3"، والشتاء كما هو معروف فصل تغزر فيه المياه وتكثر فيه البركة وتتطهر الأرض ويظهر حسنها وجمالها فتبرز الألوان الخضراء الخلابة ويكون في الأرض حياة يقول تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ﴾ [الكهف: 45]، ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5]، ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحج: 63].

 

دعاء المطر
 

وقد حمل القرآن الكريم معانٍ ومترادفات عديدة للمطر فمنها التصريح بكلمة المطر ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾، ومنه الغيث:" ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾، ومنه الماء: ﴿ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ﴾، ومنه البركة: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾، ومنه الرزق: ﴿ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾، ومنه الرحمة: ﴿ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى ﴾، إلى غير ذلك من الكلمات التي جاءت في كتاب الله.

 

كما تضمنت الآيات القرآنية الحديث عما يصاحب المطر من رياح وبرق ورعد وصواعق فذكرت الرياح عشر مرات منها كعلامة دالة عليه في قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾، وورد البرق في 5 مواضع والرعد في موضوعين منها ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾، وجاءت الصواعق مرتين منها: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾.

 

- ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (كانَ إذا رأى سحابًا مُقبِلًا من أفُقٍ منَ الآفاقِ، ترَكَ ما هوَ فيهِ وإن كانَ في صلاتِهِ، حتَّى يستقبلَهُ، فيقولُ: اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من شرِّ ما أُرْسِلَ بهِ، فإن أمطرَ قالَ: اللَّهمَّ صيِّبًا نافعًا مرَّتَينِ، أو ثلاثًا، فإن كشفَهُ اللَّهُ ولم يمطِرْ، حمدَ اللَّهَ على ذلِكَ).


- عند هبوب الرياح: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به.

- عند شدة المطر: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَر".

"اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ‏وأعوذ‎ ‎بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به".

- اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين.

- اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ‏وأعوذ‎ ‎بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به.

- عند سماع الرعد تقول: "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".

- بعد نزول المطر: مُطرنا بفضل الله ورحمته.