"أبناء زايد الخير".. كيف كانت الإمارات السند الأول لليمن في مواجهة أزماته؟

متن نيوز

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أهم الدول الداعمة والمساندة لليمن على مر العصور، ومع زيادة أزمات اليمن لم تتخلى عنها الإمارات أبدًا وقدمت لها دعم بمختلف المجالات كالدعم المادي ودعم التعليم والمحافظة على الأمن وغيرها.

 

وكان لرئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، له الدور الأبرز في دعم اليمن في مختلف المجالات طوال السنوات الماضية، فتقول كل المؤشرات إن للرجل اهتمام خاص باليمن وأهله، وهو ما يجعل منسوب بالتفاؤل يرتفع لدى كثير من اليمنيين وقد أصبح الرجل رئيسًا لدولة الإمارات، كما أن معظمُ التدخلات الإنسانية للإمارات في اليمن، طوال العقد الماضي على الأقل كانت بتوجيهات محمد بن زايد، وهي بعشرات مليارات الدولارات، وفي مقدمتها المشاريع الإنمائية التي استهدفت قطاعات المياه والكهرباء والتعليم والصحة والبنية التحتية.

 

وفي أواخر مارس الماضي، أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الشيخ محمد بن زايد، وجه بحملة إنسانية لـ6 محافظات يمنية تشمل 7 ملايين و35 ألف شخص، وكانت هذه الحملة التي نُفذت بداية شهر رمضان الفائت الأكبر على الإطلاق في اليمن من حيث عدد المستفيدين دفعةً واحدةً.

 

وتتبنى الإمارات رؤية شاملة لإعادة تنمية وإعمار اليمن، تأخذ في الاعتبار الظروف والأوضاع الأمنية والإنسانية والاقتصادية في اليمن، لإدراكها أن ثمة ترابط بين كل هذه الأبعاد، فنجاح عملية تحرير اليمن من سيطرة الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم ينبغي أن تسير بالتوازن مع عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار.

 

وفي 2015 أطلقت الإمارات عملية إعادة الأمل لتعمل بشكل متوازن لتخفيف معاناة الشعب اليمني، من خلال تيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني على نحو آمن ومن دون عوائق لتجنب تدهور الأوضاع الإنسانية، ومساعدة الحكومة الشرعية في اليمن من أجل ممارسة مهامها كي تقوم بدورها بكل فاعلية، فمنذ اللحظات الأولى لتحرير العاصمة المؤقتة عدن، سعت الإمارات إلى تمكين قيادة ورموز الشرعية من العودة إلى الداخل لممارسة مهامهم، والمساهمة في عملية تطبيع الحياة في المحافظات المحررة. 

 

وأعطت الإمارات أهمية قصوى لتأمين عودة مؤقتة للرئاسة والحكومة عقب التحرير مباشرة، من خلال اتخاذ عدد من الخطوات المهمة، أبرزها إعادة صيانة وتأهيل مطار عدن بشكل مؤقت رغم الظروف الأمنية المعقدة التي كانت تشهدها محافظة عدن، بالإضافة إلى إعادة تأهيل وبناء ما خربه المتمردون الحوثيون في عدن والمدن التي تم تحريرها ضمن قوات التحالف العربي، حيث أسهمت الإمارات في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم.وتدرك دولة الإمارات أن إعادة تأهيل ما دمره الانقلابيون الحوثيون وتأسيس البنية التحتية في المدن التي تم تحريرها يمثل البداية الحقيقية نحو انطلاق جهود التنمية وإعادة البناء والإعمار في اليمن.

 

كل ذلك تدشين سلسلة من المشروعات الإنمائية في العديد من المجالات، الصحية والتعليمية والطاقة والمياه، باعتبارها ضرورة لانطلاق مرحلة البناء والإعمار والتنمية الشاملة في اليمن، وفي هذا السياق فقد احتل مشروع إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي صدارة مشاريع الإمارات، حيث استعاد مطار عدن عافيته بأيادي العون والمساعدة من دولة الإمارات، بعدما ضربت حرب ميليشيا الانقلابيين التابعين لجماعة الحوثي والمخلوع صالح، بنيته التحتية ودمرته بشكل كامل، واستطاعت الأيادي الإماراتية إعادة مطار عدن إلى العمل الاستثنائي المطلوب من خلال الرحلات الإغاثية والعلاجية الطارئة، كما قدمت الإمارات الدعم الإنمائي لليمن والذي بلغ حجمها منذ انطلاق عملية إعادة الأمل في أبريل 2015 وحتى مارس 2017 نحو 7.3 مليار درهم، وتوزعت المساعدات الخارجية الإماراتية التنموية لليمن على قطاعات عدة منها 

 

قطاع الطاقة

 بذلت الإمارات جهودًا حثيثة لتنفيذ العديد من مشروعات ترميم وإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء وشبكات التوزيع، من أجل إنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي في المدن المحررة، ووفرت محطة توليد كهرباء بقدرة 440 ميجاوات، لمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع، كما تعهدت بتوفير مواد صيانة وتشغيل لشبكة الكهرباء في محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وغيرها. 

 

كما وفرت الإمارات الوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة، إضافة إلى مولدات كهربائية، والتعاقد مع شركات محلية لتشغيلها وصيانتها في كل من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وتعز وشبوه وحضرموت ومأرب والمهرة.

 

 وأنشئ نحو خمس محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، منها محطتان جديدتان في محافظة عدن، وتوفير نفقات الصيانة وقطع الغيار، كما وفرت دولة الإمارات الديزل والوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة والمستشفيات والمدارس، والمباني العامة في المحافظات اليمنية.

 

وتم تخصيصها يقرب من 985.58 مليون درهم لدعم قطاع توليد الطاقة وإمدادها إذا وفرت دولة الإمارات التكاليف التشغيلية لتوليد الطاقة الكهربائية وتوفير خدمات إمداد التيار الكهربائي بالإضافة إلى توفير الوقود لمحطات ومولدات الطاقة للتمكن من إنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل المستشفيات والمدارس والمباني العامة في مختلف أنحاء اليمن، حيث تم تزويد مولدات الطاقة بالديزل والوقود في محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وتعز وشبوة وحضرموت ومأرب والمهرة. 

 

كما قدمت مبلغ 2.63 مليار درهم، اي ما يوازي 36 % من المساعدات الإماراتية للمساهمة في تغطية أهم بنود الموازنة المتعلق بدفع رواتب الموظفين بالحكومة للعمل على استمرار تقديم كافة الجهات الحكومية للخدمات التي تهم قطاعا عريضا من السكان خاصة في مجالات الصحة والتعليم والامن.

 

 وساهمت المساعدات الإماراتية في دعم أنشطة الحكومة والمجتمع المدني بمبلغ 490.49 مليون درهم، من خلال تقديم معدات ومستلزمات لمكافحة الحرائق والحماية المدنية بالإضافة إلى تدريب وتجهيز الشرطة اليمنية وحراس السواحل وإعادة تأهيل 19 مركزا للشرطة.

 

وقامت الامارات مؤخرا بتسليم 460 آليه شرطة لدعم المؤسسات الأمنية والقطاعات المدنية المختلفة وتوفير مستلزمات تشغيلية الخاصة بالاطفاء وأيضا مستلزمات التشغيل لعدد من المحاكم في محافظات عدن وحضرموت ومأرب.

 

 قطاع النقل

قدمت الإمارات 534.80 مليون درهم، لدعم قطاع النقل اليمني من خلال توفير آليات وسيارات مدنية للنقل ومركبات لنقل الماء والوقود ودعم قطاع النقل في عدن ومأرب وحضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى، كما قامت الدولة أيضا بإعادة بناء مطار وميناء عدن وبناء مطار وميناء جزيرة سقطرى.

 

قطاع الصحة

حرصت الإمارات على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى، وتضمنت المساعدات التنموية الإماراتية تقديم 283.01 مليون درهم، لدعم قطاع الصحة في اليمن وقد اشتملت هذه المساعدات على بناء وإعادة الإعمار للبنية التحتية للمنشآت الصحية، حيث قامت الإمارات بإعادة بناء وصيانة 40 مستشفى وعيادة في محافظات حضرموت ومأرب وعدن وتعز والحديدة إلى جانب بناء مركز للجراحات وآخر لغسيل الكلى ومركز للولادة ومركزين لذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى عيادة متنقلة وإعادة تأهيل وتجهيز مستشفى الجمهورية بعدن وتجهيز مستشفى الشيخ خليفة في جزيرة سقطري، وتوفير أجهزة طبية وأدوية بعدد من المستشفيات بمحافظات عدن، وتعز، والضالع، ولحج، وحضرموت، ومأرب، والمهرة، وشبوة، وابين، وإرسال إمدادات طبية عاجلة إلى عدد من المستشفيات في عدن لمنع انتشار وباء الكوليرا بعد رصد عدد من الحالات في عدة مناطق.

 

 قطاع التعليم

  نجحت دولة الإمارات في ترميم وصيانة وتسليم مئات المدارس في محافظة عدن بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس محافظة عدن ومديرياتها. 

 

وبلغ نصيب قطاع التعليم اليمني من إجمالي المساعدات 161.82 مليون درهم، تم تخصيصها لتوفير أدوات مدرسية وحقائب وقرطاسية وتأثيث بعض المدارس في مختلف المحافظات، كما جرى توظيف جزء من هذه المساعدات لإعادة بناء وصيانة اكثر من 270 مدرسة منها 144 مدرسة في محافظة عدن و18 مدرسة في لحج و18 مدرسة أخرى في الضالع، أما في جزيرة سقطرى فقد تم صيانة 32 مدرسة بمختلف أنحاء الجزيرة.

 

قطاع المياه 

تم دعم قطاع المياه والصحة العامة بمبلغ 19.06 مليون درهم، للمساعدة في إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي بعدن وتسليم البلدية عدد 12 سيارة نقليات، وصيانة شبكات الصرف الصحي في مديرية الشيخ عثمان بتوفير وتركيب 75 مضخة صرف صحي.

 

 كما تم البدء بتنفيذ مشروع الشيخة فاطمة ببناء 150 سدا صغيرا للسقيا، بالإضافة إلى بدء عمليات تجديد ثلاث محطات مياه التي تحتوي على 115 بئرا.

 

 إضافة لحفر بئر ارتوازية بمنطقة عيوة بمديرية رماه اليمنية ضمن مشروع يهدف إلى حفر 18 بئرا ارتوازية بصحراء محافظة حضرموت تلبية لنداءات عاجلة من سكان المناطق الصحراوية التي تعاني من شح المياه وتركيب مضخات مياه تعمل بالطاقة الشمسية وبناء خزانات لتأهيل المياه بعدد من المناطق. 

 

 قطاع الإعلام

ساهمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في إعادة تأهيل مبنى إذاعة المكلا في محافظة حضرموت، بعد الدمار الذي لحق به على يد تنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك في إطار رفد الهيئة للقطاع الإعلامي في اليمن، ودعمه بالتجهيزات والاحتياجات اللازمة.