دعاء لرفع البلاء والفرج.. كيف يتعامل المؤمن مع المصائب؟

دعاء لرفع البلاء
دعاء لرفع البلاء والفرج

يسعى الكثير من المسلمين لمعرفة دعاء لرفع البلاء والفرج، فمع ظروف الحياة المتقلبة ومصائب الدهر المشهودة سيكون لزامًا على المسلم التسلح بـ الدعاء للخروج من الضائقة والشعور بالفرج، وهو ما ينبغي فعله مع التحلي بالرضا أي السرور بمُر القضاء، وهو من أعلى مراتب التوكل على الله.

 

دعاء لرفع البلاء والفرج

قبل أن نوضح لكم دعاء لرفع البلاء والفرج، لا بد من التنويه بأن مواجهة للمسلم للمصائب والبلاء يكون بإحدى أربع حالات، وهي إما السخط أو الصبر أو الرضا أو الشكر، وهو أعلى مقامات الإيمان، وقد كان عمر ابن الخطاب يوصي أبا موسى الأشعري رضي الله عنهما قائلًا له: (إنَّ الخير كلَّه في الرضا، فإن استطعت أنْ ترضى وإلاَّ فاصبر).

 

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم «وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ»، وقد أجمع جمهور العلماء على أن الرضا بالقضاء مستحب وليس بواجب كالصبر، وهو من باب رحمة الله بعباده فلم يلزمهم بالرضا لصعوبته عليهم ولكنه أثنى على أهله في قولة تعالى "وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ".

 

وللإنسان عند وقوع المصيبة والبلاء أن يصبر أي يحبس نفسه عن التسخط بالقدر، والأولى له أن يرضى أي ينشرح صدره بالقضاء، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون "مَنْ لم يرضَ بالقضاء؛ فليس لِحُمقِه دواء".

 

ولأن البلاء من أصعب الامتحانات التي يمر بها العبد ويختبر بها الله قوة عباده وصبرهم ورضاهم، لذلك سنوضح لكم دعاء لرفع البلاء والفرج يقال بتوسل إلى الله مع الشعور بسكينة في القلب لأنه كما أوضحنا فالرضا سرور القلب بمر القضاء.

دعاء لرفع البلاء والفرج

“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أعوذ بك من زوال نعمك، وأعوذ بك من سخطك، فاللهم أجرني من كل شر وكرب، وارفع عني سوء البلاء، وأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين“.

“اللهم أنت القوي والغني، وأنا عبدك الضعيف والفقير أمامك، فلا حول ولا قوة إلا بك، فاللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي، وارزقني باليسر بعد العسر، فأنت رب المستضعفين لا إله إلا أنت، فأسألك راحة في الدنيا، ونعيمًا في الآخرة“.

“لا حول ولا قوة إلا بك يا عزيز يا جبار، يا من وسعت رحمته كل شيء، فاللهم إني أعوذ بك من أن تنزل بي سخطك وغضبك، وأسألك أن تصلح لي شأني، وأن تكتب لي الخير في الدنيا والأخرة“.

“اللهم إني أعوذ بك من أن يقع علي بلاء، وأعوذ بك من سوء القدر والقضاء، وأعوذ بك من شماتة المنافقين والأعداء، فاللهم أجرني في كل مصيبة وكرب، واكتب لي يسرًا بعد العسر“.

“اللهم اغفر لنا ذنوبنا التي تهتك العصم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم”.

“اللهم اغفر لنا كل الخطايا التي تغير النعم، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تمنع استجابة الدعاء”.

“اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي، وسهّل علي ما استثقلته نفسي“

“اللهم إني توكلت عليك فأعنّي، ووفقني، واجبر خاطري، جبرًا أنت وليّه“.

“يا رب، أدعوك بعزتك وجلالك، أن لا تصعّب لي حاجة، ولا تعظم علي أمرًا، ولا تحنِ لي قامة، ولا تفضح لي سرًا، ولا تكسر لي ظهرًا“.

“اللهم اكشف عنا هذا الوباء، يا عالِم كل خفية، يا صارف كل بليّة، ندعوك بما اشتدت به فاقتنا، وضعُفت قوتنا، وقلت حيلتنا، اللهم ارحمنا وأغثنا، والطف بنا، وتداركنا بإغاثتك، اللهم نتوسل إليك باسمك الواحد، الفرد الصمد، وباسمك العظيم فرج عنا ما أمسينا فيه، وما أصبحنا فيه”.

“أجرنا أجرنا أجرنا يا الله، يا كاشف الهموم، ومفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئًا يقول له: كُن فيكون، رباه رباه أحاطت بي الذنوب والمعاصي، فلا أجد الرحمة والعناية من غيرك، فأمدني بها“.

 

تسبيحات لدفع البلاء

استكمالا لتوضيح دعاء لرفع البلاء والفرج، يتساءل المسلمون عن تسبيحات لدفع البلاء، وفي ذلك نذكركم بالآية الكريمة ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ سورة الأنبياء.

 

وتوضح قصة سيدنا يونس عليه السلام مدى فضل الله عز وجل ورحمته بالعباد وإجابة دعواتهم في أوقات الشدة والكرب، فقد خرج سيدنا يونس من قريته وترك قومه غضبا لله على كفر قومه وإعراضهم عن أمر الله تعالى، فركب البحر والتقمه الحوت فكان في البلاء تحت الظلمات الثلاث، ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل.

 

وما كان من نبي الله يونس عليه السلام إلا قول دعاء لرفع البلاء والفرج بالتسبيح لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجاب الله دعوة سيدنا يونس وهو مكروب وأنجاه بقوله تعالى في الكتاب الكريم " ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

والدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس في قول تسبيحات لدفع البلاء أو ترديد دعاء لرفع البلاء والفرج، هي الاعتراف على النفس بالظلم، والتحلي بالأدب في الدعاء مع الله، فكل مؤمن يعترف بذنبه ويقر بتقصيره فيه نادما عليه، ينجيه الله إِن هو استعان بربه وسأله العفو والمغفرة.

 

فالعبد إذا نزل به هم أو غم أو كرب أو بلاء عليه بترديد دعوة سيدنا يونس عليه السلام، وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون» إذ دعا وهو في بطن الحوت: ‌لا ‌إله ‌إلا ‌أنت ‌سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.

دعاء لرفع البلاء والفرج

 

دعاء المصائب

المصائب أو البلاء علامة حب من الله عز وجل لعباده، فهي كالدواء وإن كان مرًا، وفي الحديث الصحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال "إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".

 

وقال الحسن البصري رحمه الله: "لا تكرهوا البلايا الواقعة، والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك أي هلاكك"، فعلى المؤمن أن يبحث في بلائه عن الأجر ولا سبيل له إلا الصبر دون ضجر أو شكوى لخلق الله، بل عليه بأن يعلم بأن الجزع لا يرد المصيبة ولكنه يضاعفها.

 

وللتعامل مع المصائب لا بد من ترديد دعاء لرفع البلاء والفرج السريع في الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، ودبر الصلوات المكتوبة، وعند نزول المطر، وغيرها من أوقات استجابة الدعاء، وأن يدعو المسلم ويبدأ دعائه بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وأن يختم دعائه بالصلاة على النبي أيضا.

 

ومن دعاء المصائب ما يلي:

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ“.
  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ.“
  • “لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.“
  • “اَكنُفْني في كَنَفِكَ الذي لا يُرام، إنَّهُ قَد تَيَقَّنَ قَلبِي أن لا إِلَهَ إلاَّ أنت، وإنِّي لا أهلَكُ وأنتَ مَعيَ يا رَجائي، فَارحَمني بِقُدرَتِكَ عَلَيَّ، يا عَظيمًا يُرجَى لِّكُلِّ عَظيم. يا عَليمُ يا حَليم”.
  • “اللَّهُمَّ أستَجِب لَنا كَما استَجَبت لَهُم، بِرحمَتِكَ عَجِّل عَلَينا بِفَرَجٍ مِن عِندِكَ، بِجودِكَ وَكَرَمِكَ، وَارتِفاعِكَ في عُلُوِّ سَمائِكَ، يا أرحَمَ الراحمين“.
  • “اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت. لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض، وربّ العرش العظيم“.
  • “اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدّين، وغلبة الرّجال.”
  • اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ. وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ.
  • أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليها أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك. أو يحل على سخطك ولك العتبى حتى ترضى.