"إذا رأيتموني فابكوا".. أحجار الجوع تكشف عن الوجه السيئ للتغيرات المناخية في أوروبا

أحجار الجوع
أحجار الجوع

"إذا رأيتموني فابكوا".. جملة بسيطة من ثلاث كلمات محفورة على أحد الأحجار في قاع نهر إلبة الذي يجري بين جمهورية التشيك وألمانيا، وهي عبارة منحوتة على تلك الصخور الموجودة في قاع النهر منذ أكثر من 600 عام مضى.

الجملة تكشف عن أيام صعبة عاشها مواطنين في تلك المنطقة من العالم في زمن سحيق، تعبر عن إنه في حالة انخفاض منسوب النهر لدرجة رؤية تلك الجملة، فهو إيذان ببدء مرحلة جديدة من الجوع والعطش الناتج عن انحسار المياة في النهر عن معدلاتها الطبيعية.

وتتسبب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم خلال تلك الفترة في تلك الأزمات المتعلقة بانحسار كبير في منسوب بعض البحيرات والأنهار كما حدث في نهر إلبة، وكذلك نهر الفرات في العراق، فيما تزداد المخاوف من جانب أخر من انهيار للجبال الجليدية في المحيطات، وارتفاع درجة الحرارة الذي ينذر بذوبان الجليد في المناطق القطبية، وهو ما سيرفع من منسوب البحار المطلة على كثير من الدول وهو ما ينذر بغرق تلك المدن الساحلة.

وفي المناطق التي تتعرض للجفاف، تتهدد نصف أوروبا بسبب انتشار الجفاف في الكثير من المزارع والحقول وفقًا لتقرير صدر عن خدمة العلوم والمعرفة التابعة للمفوضية الأوروبية.

التقرير حذر من أنّ انخفاض منسوب الأنهار وانحسار الموارد المائية يؤثّران على توليد الكهرباء في منشآت إنتاج الطاقة ويقلّصان المحاصيل.

وحتى تاريخ نشر هذا التقرير، يقال إنه لا يزال 47% من القارة الأوروبية في حالة تحذير من الجفاف و17% في حالة تأهب قصوى لمواجهة مضاعفاته، وهو ما يجعل من التخوفات المتعلقة بالتغيرات المناخية حقيقة لا تقبل الشك.