دقة بدقة.. الأمير محمد بن سلمان يرسم خطًا أحمر للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط

بن سلمان وبايدن
بن سلمان وبايدن

أظهرت قمة جدة للتنمية والأمن رغبة من المملكة العربية السعودية وكذلك بقية الدول العربية المشاركة فيها في رسم خطوط حمراء للسياسات الأمريكية المتبع اتخاذها في منطقة الشرق الأوسط، فبالرغم من الكلمات الجادة والحادة في مضمونها، والتي تشي بأن الدول العربية أظهرت تكاتفًا مهمًا من أجل عدد من القضايا الملحة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية كان له دور بارز في رسم خط أحمر للسياسات الأمريكية حيال بلاده.

بدأت القمة برسائل حاسمة وحازمة من المملكة العربية السعودية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وتمثلت أول تلك الرسائل في إيفاد أمير منطقة جدة خالد الفيصل لاستقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن، فور وصوله أرض المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي كان الأمير محمد بن سلمان في طليعة المستقبلين لرؤساء الدول العربية الأخرى وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكذلك ملك الأردن عبد الله بن الحسين، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

ثاني تلك الرسائل ما أفصح عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في معرض ردوده على الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي تعمد ذكر قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، في محاولة منها للضغط على المملكة العربية السعودية من خلال هذا الملف المثير للجدل لإجبار المملكة بصفتها إحدى الدول العضو في منظمة أوبك لزيادة إنتاجها من النفط لإنقاذ السوق العالمي من بسبب زيادة أسعار النفط في أعقاب الحظر المفروض على النفط والغاز الروسي، إلا أن كلمات وردود بن سلمان في هذا الصدد كانت واضحة لا لبس فيها.

رد بن سلمان بأن القضية تولتها سلطات التحقيق في المملكة العربية السعودية، مشددَا على أنه لا يجوز لأي دولة في العالم أن تفرض قيمها على دولة أخرى، فضلًا عن أن سياسة الضغوط تأتي بنتائج عكسية في الكثير من الأحيان، وهو الرد الذي أوقف الكثير من المحاولات الأمريكية للضغط على المسؤولين السعوديين حيال الكثير من القضايا، التي تحاول الولايات المتحدة إثارتها لإجبار المملكة على القبول بطلبات أمريكية تتعلق بزيادة إنتاج النفط.

وفي معرض رد الأمير محمد بن سلمان على حديث بايدن، كشف أن الولايات المتحدة الأمريكية لها خطاياها هي الأخرى، مبرزًا الكثير من الانتهاكات التي عرفها القاصي والداني للجنود الامريكييين في سجن أبو غريب، في اعقاب الغزو الأمريكي للعراق، والذي تسبب في احراج مركز الولايات المتحدة الأمريكية أمام المجتمع الدولي بأسره، في ظل الكثير من الأصوات الأمريكية التي تتحدث عن احترام حقوق الإنسان، مع العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت طبقًا لتلك الانتهاكات أنها لا ترعى احترام حقوق الإنسان من الأساس.

كما رد بن سلمان مشددًا على ضعف الموقف الأمريكي من مسألة اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والتي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم نابلس بالضفة الغربية، وأثارت تعاطف دول العالم كافة، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتتالية بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما أعاد للأذهان التشدد العربي في ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو من عام 1967.