المجلس الانتقالي الجنوبي في ذكراه الخامسة.. خطوات قوية ومتصاعدة

اللواء عيدروس الزبيدي
اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

لم يكن نشوء المجلس الانتقالي الجنوبي في ١١ مايو ٢٠١٧م مجرد رد فعل على إقالة اللواء عيدروس الزبيدي وعدد من محافظي ووزراء الجنوب من مناصبهم، كما زعمت حينها وسائل إعلام تابعة للحكومة "الشرعية ".

وبالمناسبة كان قرار إقالة هذه القيادات وعلى رأسها اللواء عيدروس الزبيدي قد اتخذه الرئيس السابق هادي يوم ٢٧ ابريل ٢٠١٧م وهو اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأسبق الحرب على الجنوب عام ١٩٩٤م. 

هذه القيادات كانت قد نالت مناصبها تلك إثر تحرير عدن وبقية محافظات الجنوب من الغزو الثاني عام ٢٠١٥م، كاستحقاقات أحقية مسنودة بدعم جنوبي شعبي كبير.

تأسيسس المجلس جاء تتويجًا وخلاصة وحصيلة لجهود جنوبية مخلصة وطويلة للوصول إلى حامل سياسي قوي وفعال لقضية الجنوب. كما جاء تأسيس المجلس استنادًا إلى التفويض الشعبي لحشد جنوبي غير مسبوق وهو الأكبر في تاريخ الجنوب حتى الآن، يوم ٤ مايو ٢٠١٧م شهدته العاصمة عدن،  فوض عيدروس الزبيدي بإجراء مشاورات عاجلة والإعلان عن هذا الحل السياسي.

ومنذ إشهاره انطلق المجلس بخطوات صاعدة وقوية ليشكل الحضور السياسي والعسكري والشعبي الأقوى في الداخل  والحضور الدبلوماسي والإعلامي الأقوى في الخارج.

استطاعت قيادة المجلس وعلى رأسها اللواء عيدروس الزبيدي تجاوز أخطر المنعطفات والمطبات والعراقيل والمؤامرات الداخلية والخارجية وحروب محاولات اخضاع الجنوب بكل أشكالها فشلت بحكمة وحنكة وثبات قيادة المجلس. 

كان حضور المجلس الناضج والمسؤول وخاصة قائده عيدروس الزبيدي لافتًا وطاغيًا على مشاورات ونتائج إعلان الرياض في السابع من ابريل ٢٠٢٢م... بيد أن المرحلة الراهنة تفرض على قيادة المجلس رفع جاهزيتها وأدائها وتفعيل كل هيئات المجلس لمواجهة تحديات واستحقاقات المرحلة بما يخدم السير قدما نحو تحقيق استعادة الدولة الجنوبية.

ما زال على المجلس أن يعمل الكثير لإنقاذ شعب الجنوب من حروب الخدمات والمرتبات والارهاب، لكن الأهم كذلك استقطاب المزيد من القيادات والكفاءات الجنوبية في كل الاختصاصات وتصحيح وإصلاح وتفعيل هيئاته وضرب اوكار الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي تنامى في الجنوب بفعل فاعل منذ حرب ١٩٩٤م وازداد تنمرا وانتشارا خلال هذه الحرب الطويلة.

ما زال المجلس بحاجة ماسة إلى تأسيس أو تفعيل مؤسساته الاستخباراتية والإعلامية والعمل الدبلوماسي المؤثر والعلاقات العامة، وهذه المرحلة قد تكون الفاصلة في تاريخ شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي.