خبير بالشؤون الإيرانية لـ "متن نيوز": طهران استثمرت حادث إرهابي في سيناء للحديث عن التعاون مع القاهرة

الدكتور محمد محسن
الدكتور محمد محسن أبو النور

أكد الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن إيران أرسلت عدة رسائل من خلال البيان الصادر عن الخارجية الإيرانية، بشأن الحادث الإرهابي الذي وقع في منطقة سيناء وأحبطه الجيش المصري، وسقط على إثره 11 من خيرة أبناء القوات المسلحة المصرية، مضيفًا أن منطوق البيان الصادر عن الخارجية الإيرانية يوحي بأن ضحايا الحادث الذي وقع في كوبا كان له أثره على إيران أكثر مما وقع في سيناء.

وأضاف أبو النور في تصريح لـ "متن نيوز" أنه بعد مضي يومين على تصدي أبطال الجيش المصري في سيناء لعملية إرهابية عصر السبت 7 مايو قام بها عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، واستهدفت محطة لرفع المياه بمنطقة شرق القناة، واستشهد إزاءها ضابط و10 جنود، انتظرت إيران حتى وقت متأخر من مساء الإثنين 9 مايو وأرسلت ضمنيا رسالتها الجديدة إلى الشعب المصري، مشيرًا إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإيرانية سعید خطیب زاده، أصدر بيانًا مقتضبًا من فقرتين اثنتين فقط دان فيه "الهجوم الإرهابي الأخیر على الجیش المصري في صحراء سیناء، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود المصریین".

وتابع: "قال المتحدث باسم وزارة الخارجیة في الفقرة الثانية من البيان: "إن مواجهة ظاهرة الإرهاب المشؤومة التی انتشرت للأسف فی الدول الإسلامیة وبدعم تیارات من الخارج، تتطلب تعاونًا وثیقًا بین دول المنطقة"، ويلاحظ من البيان أنه طمس الحقيقة وتجاوزها؛ لأن الهجوم لم يكن على الجيش المصري بل كان على محطة مياه تصدى لها أبطال قواتنا المسلحة.

وأشار رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إلى أن زاده دان الإرهاب كما يدين أي عملية إرهابية في أي مكان في العالم، ولم يقدم التعازي لأسر شهداء جيشنا ولا لقادة هذا الجيش ولا للشعب المصري، واستثمر فرصة تلك العملية الإرهابية للحديث مجددا وللمرة الألف عن "التعاون بين مصر وإيران".

ونوه إلى أنه من خلال منطوق هذا البيان وتحليل بيانات أخرى للخارجية الإيرانية حول عمليات إرهابية أو حتى مجرد حوادث عادية في عدد من الدول يتضح أن إيران أرسلت رسالتها للشعب المصري وهي أنها تقف ضد الإرهاب لكنها لا تدعم جهود الدولة المصرية في التصدي لهذه الظاهرة، ولا تعتبر الأبطال الذين تصدوا لهذه العملية الإرهابية شهداء، فعلى سبيل المثال: أصدر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية يوم السبت 7 مايو بيانا تعلیقًا من جانبه على الانفجار الذی وقع فی فندق بالعاصمة الكوبیة هافانا، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنین الکوبیین، أعرب فيه "عن تعازیه لأسر الضحایا والحكومة والشعب الكوبي، وسأل المتحدث باسم وزارة الخارجیة، الباري عز وجل الرحمة لضحایا هذا الحادث والشفاء العاجل للجرحى"، وفقا لنص البيان.

واختتم قائلًا: "على الشعب المصري أن يقارن بين بيانين أحدهما حول عملية إرهابية والآخر حول مجرد انفجار في فندق نجم عن تسرب الغاز، ويجيب بنفسه عن السؤال السهل: هل تعتبر إيران الشعب المصري شعبا صديقا لها أم لا؟!".