"الانتقالي الجنوبي".. الطرف القادر على مواجهة أي تصعيد أو خرق للهدنة

الانتقالي الجنوبي
الانتقالي الجنوبي

تأخرت جهود تحقيق السلام في اليمن، رغم مُضي سبع سنوات على اندلاع النزاع والدخول في أربع جولات من المشاورات السياسية برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة والحوثيين في أكثر من عاصمة خارجية منذ 2015؛ لكنها جميعها باءت بالفشل، نتيجة غياب المسؤولية الحقيقية عند من كانوا يتحكمون بمقود قاطرة السلام المتعثرة، وفق جمع كبير من المراقبين. 

كثافة الجهود الدولية على مدى السنوات الماضية واجهت الكثير من العقبات، كان أبرزها "تعنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران والمسيطرة بالقوة على شمال اليمن،  ورفضهم التعاطي مع هذه الجهود.\

مواجهة خرق الهدنة:

الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة بداية الشهر الجاري لمدة شهرين لاتزال صامدة رغم الخروقات هنا أو هناك ما يعزز من آمال وتطلعات وضع البلاد اخيرا على سكة سلام رغم وجود عقبات وعوائق جمّة على مختلف الأصعدة

ما يبعث على شيء من التفاؤل تمسك أطراف يمنية لها من القوة والتأثير السياسي والعسكري الشيء الكثير بمسار السلام كمخرج لحلحلة الأزمة وإنهاء معاناة اليمنيين، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية".

والمجلس الانتقالي والمكتب السياسي، أحدث المكونات السياسية التي نشأت على الساحة اليمنية، إذ شُكل الأول بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي عام 2017، كحامل سياسي للمقاومة الجنوبية التي عانت من التهميش والاقصاء رغم دورها الفاعل في مواجهة جماعة الحوثي، وبعد أربع سنوات أُعلن عن تشكيل المكتب السياسي بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد المقاومة الوطنية.

اللواء عيدروس الزبيدي.. الشخصية الصلبة:

وفي حديثٍ للواء عيدروس الزبيدي الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي (مجلس الحكم في اليمن) مع صحيفة "ذا ناشيونال"، ذكر أن "خيار السلام هو أولوية لكن خيار الحرب مطروح أيضا على الطاولة إذا واصل الحوثيين تعنتهم ورفضهم لدعوات السلام".

وأعلن الزبيدي التمسك بالهدنة "على جميع المستويات"؛ مُستطردًا "مثلما لدينا القدرة على ضبط النفس، لدينا أيضًا القدرة على مواجهة أي تصعيد من قبل مليشيا الحوثي".

ولم يستبعد أن "تنهار الهدنة في أي وقت بسبب عرقلة الحوثيين تنفيذ بنودها ورفضهم الوفاء بالتزاماتهم خاصة فيما يخص رفع الحصار عن تعز". وتابع "حتى الآن التحالف والحكومة استوفيا كامل التزاماتهما تجاه الهدنة سواء فيما يخص تسيير الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء أو تسهيل وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين".

واعتبر العميد طارق صالح -هو الآخر يشغل منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- أن مجلس القيادة هو مجلس سلام، كما شدد أثناء لقاء جمعه في الرياض السفير البريطاني لدى اليمن "رتشارد أوبنهايم"  على ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط الدولية لإرغام الحوثيين على الالتزام بالهدنة، لبناء الثقة من أجل الوصول إلى حل شامل ودائم للأزمة اليمنية.

اللقاءات المكثفة التي عقدها رئيسا المكتب السياسي والمجلس الانتقالي بشكل منفصل مع مسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول غربية مهتمة بالشأن اليمني بأنها "مؤشر على انفتاح الغرب على هذين المكونين والتعويل عليهما في لعب دور حاسم في إنهاء الحرب وقيادة دفة السلام إلى الأمام".

الخلاصة:

الغرب حريص دائمًا على نسج العلاقات مع القوى السياسية ذات الطابع المدني، ويتمنع دائما عن دعم الحركات الدينية والأصولية ويبدو إنه قد وجدت ضالته في رجلي اليمن الاقوى حاليا: الجنوبي عيدروس الزبيدي والشمالي طارق صالح ومكونيهما المجلس الانتقالي والمكتب السياسي مكونان مدنيان ليس لهما أي خلفيات أيدلوجية ويحظيان بقواعد شعبية كبيرة، والكل يعول عليهما داخليا وخارجيا في إحداث حالة من التوازن في المسار السياسي اليمني، سيما وأنهما الان أصبحا أهم مكونين في مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم مختلف المكونات اليمنية المناهضة للحوثيين".