ماذا وراء مطالبة أوكرانيا بإبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان؟

متن نيوز

طالبت أوكرانيا بإبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إثر اتهامات من كييف، نفتها موسكو، بارتكاب جرائم حرب.

 

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إنه ينبغي ألا يكون لروسيا مكان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.



وأضاف كوليبا على "تويتر": "تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن الوضع الأمني الحالي ومذبحة بوتشا".

 

وتابع: "شددت على أن أوكرانيا ستستخدم جميع آليات الأمم المتحدة المتاحة لجمع الأدلة ومحاسبة مجرمي الحرب. ولا مكان لروسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".


وفي سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه سيلقي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بعد أن قال إن "من مصلحة كييف فتح تحقيق في مقتل مدنيين في أوكرانيا".

 

وأضاف، في كلمته المصورة الليلة، أنه "قُتل ما لا يقل عن 300 مدني في بوتشا، حيث عُثر على مقابر جماعية وجثث بعد أن استعادت أوكرانيا البلدة من القوات الروسية"، متوقعا أن يكون عدد الضحايا في بورودينكا وبلدات أخرى أعلى من ذلك.

 

وتابع زيلينسكي: "أود أن أؤكد أننا مهتمون بتحقيق أكثر اكتمالا وشفافية، والذي ستُعرف نتائجه وتُوضًح للمجتمع الدولي بأسره".


وفي سياق متصل، قال مكتب المدعية العامة الأوكرانية إنه سجل أكثر من 7 آلاف تقرير عن جرائم حرب روسية مزعومة في منطقة كييف.

 

وكان معظم الضحايا في بوروديانكا، شمال غربي كييف، حسبما ذكرت المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا في وقت متأخر من مساء الإثنين، حسبما نقلت وكالة أنباء يونيان الأوكرانية.

 

وبدأ مكتب المدعية العامة بالفعل التحقيق في جرائم حرب محتملة في إيربين وبوتشا وأورسل.

 

وتنتشر صور السكان العزل الملقيين على الأرض في بلدة بوتشا الصغيرة بعد انسحاب القوات الروسية في جميع أنحاء العالم منذ مطلع الأسبوع. وسيطرت القوات الروسية على المنطقة لأسابيع.

 

وتقول أوكرانيا والعديد من القوى العالمية إن "الجنود الروس ارتكبوا المذبحة"، وتقول موسكو إنها "لا علاقة لها بعمليات القتل ووصفت الصور بأنها (ملفقة)".

 

وفي الوقت نفسه، تعهد وزير الداخلية دينيس موناستيرسكي بإجراء مراجعة مستقلة سريعة وتوثيق الفظائع المكتشفة في بوتشا.

 

وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة من سمتهم بـ "النازيين"، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.

 

كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف واعترفت موسكو بهما مؤخرا.

 

وأعلن بوتين في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن "من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير"، مشددا على أن "تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".

 

قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، إن روسيا "تقوم بإعادة تموضع لقواتها بهدف تركيز هجومها على شرق أوكرانيا ومناطق بجنوبها".

 

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان حاكم منطقة لوغانسك الموالية لروسيا شرق أوكرانيا، أن القوات الروسية تستعد "لشن هجوم ضخم" على القوات الأوكرانية في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا.


وأوضح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان، أن "روسيا حاولت إخضاع أوكرانيا بكاملها وفشلت. الآن ستحاول السيطرة على أجزاء معينة من البلاد" مشيرا إلى أن هذه المرحلة الجديدة من الهجوم الروسي "قد تستمر أشهرا أو أكثر".

 


وفي وقت سابق، قال سيرغي غاداي، حاكم منطقة لوغانسك، في رسالة عبر الفيديو: "نرى معدات تصل من اتجاهات مختلفة، نرى الروس يعززون صفوفهم ويتزودون الوقود نحن ندرك أنهم يستعدون لهجوم ضخم".


وأضاف: "عمليات القصف تتكثف الليلة الماضية كانت هناك محاولة لدخول روبيجني (قرب لوغانسك) صدها مقاتلونا ودمر العديد من الدبابات، وكانت هناك عشرات الجثث" العائدة إلى جنود روس.

 

وتابع: "للأسف، قتل متطوعان أمس بانفجار لغم أو قذيفة مدفعية"، كما "تم قصف كنيسة وأصيب راهبان"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

 

ودعا الحاكم سكان المنطقة إلى المغادرة فورا، وقال في رسالته: "أرجوكم لا تترددوا. اليوم أجلي ألف شخص. أرجوكم لا تنتظروا حتى تقصف منازلكم".

 

يأتي ذلك، فيما تواجه روسيا اتهامات غربية بقتل عشرات المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية، وهو الأمر الذي تنفيه موسكو، وتقول إنه "مجرد مسرحية".

 

يبدو الرادار الأوروبي يرصد توقعات جديدة، حول نوايا روسيا في أوكرانيا، حيث يؤكد الأمين العام لحلف "الناتو"، أن موسكو ماضية في التوغل شرق البلاد.

 

ويرافق هذا التوقع إعلان فرض المزيد من العقوبات القاسية على روسيا، من طرف الاتحاد الأوربي ودول التكتل.


الأمين العام لحلف "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، قال في تصريحات اليوم الثلاثاء، عقب اجتماع لوزراء خارجية الحلف، إن روسيا تحول تركيزها إلى شرق أوكرانيا.

 

مضيفا نتوقع توغلًا روسيًا في شرق وجنوب أوكرانيا، للسيطرة على دونباس بشكل كامل، مؤكدا أن موسكو لن تتخلى عن طموحاتها في هذ البلد.


وفي توقعه للأسوأ في الحرب الجارية، قال المسؤول الأوروبي، إن إعادة تموضع القوات الروسية سيستغرق أسابيع وبعدها سنرى هجومًا كبيرًا على أوكرانيا.

 

وأردف أن القوات الروسية العائدة من الشمال، سيعاد تسليحها لهجوم جديد في دونباس.


ووعد ستولتنبرغ، بتوفير الناتو وحلفائه مزيدًا من الدعم العسكري لأوكرانيا، مع الاستمرار في فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا.

 

مشيرا في هذا السياق إلى أن الدول الأعضاء بالحلف، تعتزم مناقشة إرسال أسلحة متطورة إلى أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات.

 

وفي نفس الوقت أشار الأمين العام للحلف الأطلسي إلى أن الناتو يهدف لمنع تطور النزاع خارج الحدود الأوكرانية، حتى لا يتحول إلى حرب بين روسيا والحلف.

 

وعلى جانب فرض العقوبات أعلت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد سيفرض حظرًا على واردات الفحم من روسيا، بقيمة 4 مليارات يورو سنويًا.

 

كما سيفرض حظرًا على الصادرات الروسية بقيمة 10 مليارات يورو، بما في ذلك أشباه الموصلات.


ويعتزم الاتحاد كذلك فرض عقوبات إضافية على واردات النفط الروسي، إضافة إلى منع السفن الروسية من الدخول إلى موانئه باستثناء المحملة بالمواد الغذائية والطاقة والمساعدات.