وسط تبادل الاتهامات.. ماذا حدث بمدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف الأوكرانية؟

متن نيوز

اتّهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب "إبادة" غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوّات الروسيّة، وهو تطوّر أثار تنديدًا غربيًا ودفع موسكو إلى دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد الاثنين.

ولم تُعلن الأمم المتحدة بعد ما إذا كان الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن سيُعقد الاثنين.

 

واتّهم زيلينسكي القيادة الروسيّة بالمسؤوليّة عن قتل مدنيّين في بوتشا، متعهّدًا التحقيق في كلّ "الجرائم" الروسيّة في أوكرانيا، وقائلًا إنّه أنشأ "آليّة خاصّة" لهذا الغرض.


وقالت المخابرات العسكرية البريطانية يوم الإثنين إن القوات الروسية تواصل تعزيز وإعادة تنظيم نفسها مع إعادة تركيز هجومها في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

 

وقالت وزارة الدفاع في نشرة دورية على تويتر إن القوات الروسية، بما في ذلك مرتزقة من شركة فاجنر العسكرية الخاصة التابعة للدولة، يتم نقلها إلى المنطقة.


قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يوم الاثنين إن اليابان تدين قتل روسيا المزعوم لمدنيين في أوكرانيا، وإن طوكيو ستتشاور مع الحلفاء وترد "بشكل مناسب" بشأن مسألة فرض عقوبات إضافية على روسيا.

◄ أمريكا

وقال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، اليوم: نوثق ونتبادل المعلومات لمحاسبة المسئولين عن الخروقات في أوكرانيا.

 

وأضاف بلينكن، ندين الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في بوتشا وعلى الأراضي الأوكرانية.


وأسفرت الحرب في أوكرانيا التي بدأت في 24 /فبراير عن مقتل آلاف الأشخاص على الأقل وأجبرت حوالى 4،2 ملايين أوكراني على الفرار 90 في المئة من بينهم نساء وأطفال.



وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مخاوفه بأن هناك "المزيد من الأشياء المروعة" و"المزيد من الوفيات والانتهاكات" يمكن أن تظهر في المناطق الأوكرانية التي لا تزال تحت السيطرة الروسية.

 

وقال زيلينسكي في رسالة بالفيديو مساء الأحد "لأن هذه هي طبيعة الجيش الروسي الذي دخل بلادنا. إنهم متوحشون لا يعرفون كيف يقومون بالأشياء بأي طريقة أخرى"، مشيرا إلى أنه يريد من كل أم لجندي روسي أن ترى جثث القتلى في بوتشا والمدن الأخرى.

 

وتساءل "ماذا فعلوا؟ لماذا قتلوا؟ ماذا فعل رجل كان يقود دراجته في الشارع؟".

 

وأثار المزيد من الأسئلة قائلا:"لماذا يتعرض مدنيون عاديون في مدينة عادية مسالمة للتعذيب حتى الموت؟ لماذا تم خنق النساء بعد اقتلاع أقراطهن من آذانهن؟ كيف يمكن اغتصاب النساء وقتلهن أمام أطفالهن؟ وأهينت أجسادهن حتى بعد وفاتهن؟ لماذا دهسوا أجسادهم بالدبابات؟ ماذا فعلت مدينة بوتشا الأوكرانية لروسيا؟".

وأثارت الصور التي ظهرت من مدينة بوتشا الصغيرة القريبة من كييف، والتي عثر بها على جثث لمدنيين في الشوارع بعد انسحاب روسيا، موجة من الغضب الدولي. وتقول أوكرانيا إن القوات الروسية التي كانت تحتل المدينة حتى وقت قريب مسئولة عن المجزرة. فيما تنفي موسكو ذلك.

 

وقال زيلينسكي أيضا إنه يتعين على المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي زيارة بوتشا ورؤية صورة لسياستهما الفاشلة مع روسيا.

 

وتابع:"أدعو السيدة ميركل والسيد ساركوزي لزيارة بوتشا ومعرفة ما أدت إليه سياسة التنازلات على مدار 14 عاما".

 

يشار إلى أن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بحثت في عام 2008 قبول أوكرانيا في التحالف لكنها تراجعت بسبب روسيا.

 

وطالب وزير خارجية أوكرانيا ديميتري كوليبا، بعقوبات أكثر صرامة من جانب مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على روسيا.

 

وفي تصريحات لإذاعة "تايمز راديو" البريطانية، قال كوليبا إن هناك قتلى في بوتشا القريبة من العاصمة كييف، ليسوا من عناصر حرب العصابات ولا المقاومة.


وأعلن أنه سيبذل الجهود من أجل تقديم المسؤولين عن هذه الوقائع المرتكبة في بلاده للمحاسبة، مشيرا إلى أن من هؤلاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي وصفه بأنه " أحد مهندسي العدوان الروسي على أوكرانيا".

 

وطالب كوليبا مجموعة السبع بفرض حظر على استيراد النفط والغاز والفحم من روسيا وباستبعاد كل المصارف الروسية من نظام سويفت العالمي، وإغلاق كل الموانئ أمام السفن والبضائع الروسية.


من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن بريطانيا "لن يهدأ لها بال" حتى يتم محاسبة كل المسؤولين عن هذه الحرب وما تبعها من أحداث، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء قادة وأشخاصا روسا داخل الحكومة الروسية.

 

ورأت تروس أنه يجب فتح باب التحقيقات في نتائج "الهجمات العشوائية على مدنيين أثناء الحرب"، ووعدت بأن تدعم لندن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بشكل كامل في التحقيق.

◄ نفي روسي


ونفت وزارة الدفاع الروسية ما قالت إنه مزاعم أوكرانية بشأن قتل قواتها مدنيين في مدينة بوتشا.

 

وأوضحت الدفاع الروسية في بيان أن جميع الوحدات العسكرية التابعة لها غادرت مدينة بوتشا، الواقعة خارج العاصمة كييف، في 30 مارس/آذار.


وقالت إنه "لم يتعرض أي مدني لأذى خلال فترة سيطرتنا على مدينة بوتشا".

 

وأضافت الوزارة: "في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف".


وأكدت أن الجيش الروسي وزّع 452 طنا من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة.

 

وتابعت الوزارة أن جميع السكان "أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية" من المنطقة "نحو الشمال"، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض "لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة".