في ظل اشتعال الحرب الكلامية.. ماذا وراء تكثيف بايدن من انتقاداته الحادة لبوتين؟

متن نيوز

أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن عدد الضحايا المدنيين للنزاع في أوكرانيا بلغ منذ 24 فبراير الماضي وحتى منتصف ليلة السبت الماضي، 2909 ضحايا، بينهم 1119 قتيلا و1790 مصابا.
 

 


وأشار المكتب  في تحديثه اليوم الأحد، لآخر إحصاءات الضحايا المدنيين بسبب النزاع في أوكرانيا - إلى أن 360 قتيلا إضافة إلى 921 مصابا سقطوا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، بينما سقط 301 قتيل و694 مصابا في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية، أما في الأراضي التي تسيطر عليها "الجمهوريات التي نصبت نفسها بنفسها" فسقط 59 قتيلا و227 جريحا.


ودخلت الحرب الروسية الأوكرانية، شهرها الثاني، حيث قتل آلاف الجنود من الطرفين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وذلك منذ بدء العمليات الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددا من القيادات الأمريكية والكندية على رأسها الرئيس الأمريكي جو بايدن.


وأكد مكتب المدعي العام الأوكراني، مقتل 139 طفلا في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي عندما بدأت العمليات العسكرية الروسية في البلاد.

 

وقالت الخدمة الصحفية لمكتب المدعي العام الأوكراني عبر موقع تليجرام وفق ما أوردته وكالة "يوكرنفورم" الأوكرانية للأنباء، اليوم الأحد، أنه "اعتبارا من صباح يوم 27 مارس 2022، بلغ العدد المؤكد للأطفال الذين قتلوا نتيجة الهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا، بلغ 139 حالة، بينما ارتفع عدد الأطفال المصابين إلى 205 حالات".


وإضافة إلى ذلك، تسببت الغارات الجوية المتكررة وقصف البنى التحتية المدنية والمناطق السكنية من جانب القوات المسلحة الروسية في تدمير 733 مؤسسة تعليمية، من بينها 74 دمرت بالكامل.


وأشارت وكالة الأنباء الأوكرانية، إلى أنها لا تزال تعمل على توضيح البيانات المتعلقة بالخسائر، نظرا لصعوبة حسابها بدقة، في ظل الوضع الراهن.


كما قال البرلمان الأوكراني في بيان على تويتر السبت إن القوات الروسية تطلق النار على منشأة للأبحاث النووية في مدينة خاركيف.

 

ونقل البيان عن هيئة الرقابة النووية الحكومية قولها «من المستحيل في الوقت الراهن تقييم حجم الضرر بسبب الأعمال العدائية التي لا تتوقف في منطقة المنشأة النووية».

 

وعلى صعيد الأسابيع القليلة الماضية، كثف بايدن من انتقاداته الحادة لبوتين. وتقول شبكة سى أن إن أن نظرة بايدن لبوتين قد زادت قتامة خلال الشهر الماضى، حسب ما قال مسئولون، وزادة حدة لغته فى الحديث عنه من وصفه بالسفاح الخاص، والديكتاتور القاتل ومجرم الحرب، ووصفه بعد زيارته اللاجئين فى بولندا بالجزار.

 

وقال مساعدو الرئيس الأمريكى إنه كان يأمل فى تجنب الحرب الباردة، ونمط مواجهة روسيا وأمريكا الذى يعتقد بايدن أن بوتين يريده. لكن بدلا من ذلك غادر أوروبا على خلاف مباشر مع الزعيم الروسى أكثر من ذى قبل.

 

وقال بايدن خلال وجوده فى بولندا: "بحق الله، لا يمكن أن يظل بوتين فى السلطة. وأثارت تصريحاته حالة من الجدل عما إذا كان القصد منها تغيير النظام فى روسيا، وهو ما سبق أن نفاه مسئولون أمريكيون مرارا. وقد دفع هذا البيت الأبيض إلى توضيح أن بايدن كان يقصد أن بوتين لا يستطع أن يمارس السلطة فى الدول المجاورة وفى المنطقة".

 

وتقول سى أن إن، إن بايدن لديه نمط راسخ من الحديث خارج نطاق السيطرة، وإن لم يكن بمخاطر كبيرة مثلما هو الحال حاليا. وقال مسئولو البيت الأبيض قبل خطاب بايدن الأخير إنه يعمل باهتمام خلف الكواليس لتعزيز التعاون بين نظرائه.

 

وقال مستشار الأمن القومى جيك سوليفان يوم الجمعة خلال رحلة بايدن من بروكسل إلى رزيسزو جنوب شرق لبولندا، حيث التقى بالجنود الأمريكيين، إن الرئيس ينام بشكل اقل فى مثل هذه الرحلات مقارنة بغيرها نظرا لجدولها المشغول.

 

كما حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد من "تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا" غداة تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "جزّار".


وقال ماكرون لقناة "فرانس 3" الفرنسية، "لن أستخدم هذا النوع من الكلام لأنني لا أزال على تواصل مع الرئيس بوتين".


وكان بايدن قد صرّح السبت من وارسو بأن بوتين "جزّار" وبأن الحرب في أوكرانيا "فشل استراتيجي لروسيا".
وسُئل ماكرون عن هذه التصريحات، فقال "نريد وقف الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا دون الدخول في حرب. هذا هو الهدف (...) وإذا أردنا القيام بذلك، فيجب ألّا نُصعّد لا الكلام ولا الأفعال".


ولفت ماكرون إلى أنه سيتحدث مع بوتين "غدًا (الاثنين) أو بعد غد (الثلاثاء)" لتنظيم عملية إجلاء لسكان مدينة ماريوبول المحاصرة والواقعة في جنوب شرق أوكرانيا والتي تتعرض لقصف منذ أسابيع.


وقُتل أكثر من ألفي مدني في ماريوبول حسب بلدية المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف. وقال زيلينسكي إن نحو مئة ألف من سكان المدينة ما زالوا محاصرين فيها وهم محرومون من كل احتياجاتهم.